كرار الياسري
اختلفت الروايات حول الاول من نيسان ولماذا اتخذ يوما عالميا للكذب ؟ وهل ان للكذب ايام ام انه موجود مع الانسان منذ الازل حيث الخير والشر والصدق والكذب ؟ ومن هي اول الشعوب التي اتخذته كتقليد سنوي .حيث يرى البعض ان البداية كانت في فرنسا عندما تبنى شارل التاسع التقويم المعدل عام 1564م حين كان الناس يحتفلون بعيد رأس السنة من 21/3 ولغاية 1/4 من كل عام ويقدمون خلالها الهدايا واستمر قسم منهم على ذلك حتى بعد تغيير الاحتفال الى الاول من كانون الثاني وانتشرت من خلالها الى انكلترا، في حين يرى اخرون ان نشأته تعود الى القرون الوسطى وعلى كل حال فأنها لم تنتشر بشكل واسع الا في القرن التاسع عشر . ويعتبر الكثيرين الكذب في مثل هذا اليوم مباحا ولايشكل حرجا واتخذ للمزاح والمواقف الفكاهية الطريفة بين الاصدقاء والاقارب .وفي المجتمعات الشرقية ومنها العراق فأن الكذب يعتبر من الصفات الذميمة التي لايقرها الدين والتقاليد العربية ولايحظى الشخص الكاذب بالاحترام ،ومن خلال نظرة سريعة لبعض الذي يجري في العراق نلاحظ اختلاف الموازين حيث اضمحل الفارق بين الكذب واللعب فوق الحبال وعدت من ضمن المهارات الضرورية واختلط الابيض بالاسود والصحيح بالسقيم .
فقد تحولت عملية التحرير الى احتلال بقرار من مجلس الامن واجتث البعث بأمر سلطة الائتلاف المؤقتة ولكنه في الحقيقة لم يخرج لا من باب ولاشباك فظل يدور مراوغا بأنتظار ساعة الانقضاض على السلطة وانطلقت عملية اعمار لما دمرته حروب ثلاث خلال ربع قرن وخصصت لها مبالغ ضخمة تجاوزت المليارات من الاوراق الخضر الكافرة لم تصمد امام الامطار التي عرت البنايات التي تم اخفاء سوء ادارة عملية الاعمار خلف واجهاتها القبيحة وتمتع الكثير من ازلام النظام القمعي السابق بحقوقهم وامتيازاتهم ورواتبهم التقاعدية فيما الكثير من ضحايا البعث لم يستلموا الى الان اي تعويض عن تلك الحقبة الرهيبة بل ان الكثير منهم لم يجد الى الان من يعترف بمظلوميته ,قطع الرؤوس والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة التي تستهدف الاسواق والمدارس ودور العبادة تحول في بلدي الى مقاومة شريفة فيما المحتل يجوب شوارع المدن واسواقها امنا مطمئنا. القوانين التي جاء بها نظام القوائم في الانتخابات اعطت مقعدا لمن حصل على ( 65 ) صوتا فقط فيما حجبته عن من حصل على (5000) صوت لاتتعجب ولاتعترض عزيزي القاريء انه القانون وتصريحات بعض المسؤولين عندنا تؤلف منها مجلدات كاملة حول تعلم فنون الكلام الفارغ وغير القابل للتطبيق حتى اننا لو اردنا ان ندخل موسوعة غينيس في هذا المجال لما صمد بوجهنا منافس .
بلد النهرين العظيمين يعاني الجفاف وارض السواد الخصبة لاتوفر الاجزء يسير من القوت للشعب الذي ينمو بنسبة 3%سنويا ,الفساد وصل الى اعلى مستوياته وجهات مكافحته تراوح في مكانها ولاينفع معه لااسبوع وطني ولاعام قدر حاجته الى ارادة وطنية صادقة ومخلصة , القتلة الذين لايفهمون غير لغة القتل والدمار ولا يرتوون الا بدماء الابرياء لايأخذك الظن وبعضه اثم اقول لايأخذك الى مديات يسرح فيها خيالك وتظن انهم تحولوا فجأة الى حمامات سلام وطيور حب لان صوت رصاصهم في الفضل وغيرها سيصك مسامعك بأسرع مما تتصور .
الميزانيات الانفجارية عندما يصل سعر برميل النفط الى اكثر من 140$تقدم نفس الخدمات التي تقدمها ميزانية مسالمة يكون سعر النفط فيها 40$ ففي كلتا الحالتين نتمتع لايام بأرصفة جميلة قبل ان تعود معاول النشامى في الامانة والبلدية وابناء العم سام لتدميرها ،الراتب التقاعدي يمنح بالقارورة للموظف البسيط الذي يفني عمره في خدمة بلده ويهب الملايين للناس ( التوب) حتى لو عمل لاشهر معدودة في الخدمة العامة ،الناس سواسية في بلدي حيث لافرق بين العامل والنائب فكلاهما يأكلان من طحين الحصة التموينية ويغتسلان بنفس الصابون والحديث عن جوازات سفر دبلوماسية وعربات مصفحة ورواتب فلكية لاتصدقوه فهو محض كذب يدخل في خانة تشويه سمعة رموزنا المحبوبة وكذا الكلام عن الاراضي التي قررت امانة مجلس الوزراء منحها للمسؤولين من درجة مدير عام فما فوق فأنها جاءت بعد اعلان وزارة البلديات استلام اخر مواطن قطعة الارض المخصصة له وحسب اختياره ،لاتصدقوا ان هناك اكثر من (1000) مدرسة طينية ينتظر التلاميذ سقوط سقوفها فوق اجسادهم الطرية بين لحظة واخرىفي بلد يحترق فيه النفط بلا مبالاة .كل شيء جائز ..كل شيء مباح ، فأنت في بلد اسمه العراق
https://telegram.me/buratha