بقلم : سامي جواد كاظم
مما لاشك فيه ان التطور التكنلوجي والعلمي وفي شتى المجالات انتقل بالمجتمع البشري الى درجة اعلى في العلم فهنالك من يستخدم هذا التطور لصالح البشرية وهنالك العكس حيث نراه يعمل جاهدا من اجل الهدم بشتى صنوفه البشعة . رافق هذا التطور تطور ثقافي واستحداث عبارات لطيفة تنم عن اخلاقية معتمدها او قائلها ومن هذه العبارات هي ( ناسف لازعاجكم نعمل لخدمتكم ) حيث تلاحظ هذه العبارة كثيرا في الطرقات والارصفة والغاية منها هو تطوير المكان العام للاحسن خدمة للصالح العام فيعتذر صاحب العمل من خلال وضع لافتة كتب عليها تلك العبارة اعلاه ، وايضا هذا التطور يستخدم تارة بشكل ايجابي وتارة بشكل سلبي .
والاستخدام السلبي له وجهان لا غير اما ادعاء الفرد بهذه العبارات وهو ادعاء كاذب ونفاقي ومثل هذا نراه بكثرة في شعارات السادة المرشحين في الانتخابات لغرض كسب اكبر عدد ممكن من الاصوات واما الوجه الاخر وهو الاتعس والامر هو العمل على عكس ما يدعي من شعارات .وحصتنا في هذا المقال هو ناسف لازعاجكم نعمل لخدمتكم والتي اشاهدها بكثرة في شوارع العراق وحصة الاسد لدى البلديات وعندما نتابع الى أي مدى تطبيقها أي هل ياترى مجرد كلام ام العمل على العكس .وجدت هذه العبارة في كربلاء المقدسة مقلوبة واقعا وصحيحة نظريا كيف ذلك ؟
لو ارادت المحافظة عمل شبكة مجاري للمحافظة تماشيا مع المعاناة التي عاشها اهالي كربلاء من اهمال على مر العقود الماضية فاننا نجد اولا لافتة كبيرة يدون عليها المعلومات الخاصة بالمقاولة مع عبارات الاطراء والثناء ثم نجد سرعة حفر الارصفة والشوارع ومن ثم تترك شهور بسبب هروب المقاول او خطأ في تقدير الكلفة ، وعليه فان هذه الحفر تكون مطبات للمارة وتضييق للشارع وسواقي اثناء المطر ومكان للانقاض ، واللافتة الصحيحة هنا هي ـ نعمل لازعاجكم ناسف لخدمتكم !!!!
ادامة الارصفة وارساء المقاولة على مقاول ( الاقربون اولى بالمعروف ) لادامتها وتبدأ عربات السحب ( تركتر تعبانة وتمشي على ثلاثة جروخ ) بتوفير المواد الاولية للارصفة والتي هي عبارة عن رمل احمر وطابوق مقرنص ، ولكرم المقاول في التراب فانه يوفر ضعف الكمية المطلوبة للعمل واما الطابوق فانه يبقى على حاله في الشارع مع تاخير العمل وغياب الرقابة لدرجة ان اصحاب العربات التي تسحبها الحمير ياتون ليلا ويسرقون او عفوا يحملون بعض الطابوق لغرض افساح المجال للسيارت بالمرور ( سايدين لان السايد المعطل هو مكان للطابوق ) واما الرمل فيتم بعثرته من قبل الكلاب السائبة ليلا والاطفال نهارا ويبقى منظر الشارع والرصيف مشوه لحين ان يحن المقاول واقربائه في اتمام العمل وطول هذه الفترة تكون اللافتة الصحيحة حاضرة في ذهن المواطن ، نعمل لازعاجكم نأسف لخدمتكم .
واما تبليط الشوارع فحكايتها حكاية واذا ما لاح الامل لاحد هذه الشوارع بالاكساء فان الحفر وقلع القديم يسبق الاكساء وهذه الفترة تستوجب اكثر من لافتة للعبارة اعلاه ـ نعمل لازعاجكم ناسف لخدمتكم ـ لان الوقت المستغرق للتبليط طويل جدا مما يؤدي الى تلف اللافتة ولابد من استبدالها حتى يكون المواطن على علم .وكذلك يمكن لنا ان نلاحظ هذه العبارة من خلال استحداث القرار في تمشية معاملة المواطن في دوائر الدولة حيث ان اجابة الموظف للمراجع تكون حاضرة ( يا اخي غير على مودكم صدروا هذا القرار ) هذا القرار الذي يجعل المواطن يكفر باليوم الذي ولد فيه ، جواز السفر عدة شهور يستغرق للصدور وسند البيت يجعل المشتري يقول ياريت لو ما اشتريت واما هوية الاحوال المدنية فهي على حالها تستوجب اما الصبر او الهدية !!!وانا اقول للمعنين ـ ناسف على تنبيهكم نعمل على استقامتكم !!!.
https://telegram.me/buratha