المقالات

متى يعتبر العلمانيون؟

1201 19:21:00 2009-03-30

علي الزبيدي

لكل دعاة إيديولوجيا أهداف متعددة من أهمها أن يؤثروا في بيئتهم ووسطهم الاجتماعي ، لكي يكون لهم قاعدة جماهيرية واسعة ترفع من شأنهم السياسي ، وتمنحهم سطوة وصوتاً مسموعاً ومكانة لا يمكن التغاضي عنها أ تجاهلها.. وهذا ما تسعى له جميع القوى العاملة في الساحة العراقية اليوم ، ومن بينها القوى العلمانية الليبرالية ، إذ جاءت هذه القوى بعد سقوط الصنم وبدأت بالعمل والتنافس لكي تجد لها مكانا في السلطة عبر الانتخابات ، لكن صدمتها كانت كبيرة عندما لم تحقق شيئا يكاد يذكر ، ولم يكن منها الا ان تأخذ بالتبرير لتلك النتائج المخيبة التي لحقت بها ، ثم منّت النفس بانتخابات قادمة ، لم تأت هي الاخرى بجديد ، إذ حملت أيضا نذر الخيبة والخسران للعلمانية وانصارها ومبشريها العتيدين.

في الانتخابات الاخيرة شهدنا صحوة لتلك القوى ، إذ راحت بعض وسائل الاعلام تروج بصعود نجم العلمانيين في الانتخابات لمجالس المحافظات ، لكن النتائج ابدت خساراتهم الفادحة مرة أخرى .. ، وأخرى .. فهل آن لهم أن يعتبروا. يجدر التساؤل هنا ـ وهو ما يهمنا من هذا الموضوع ـ لماذا لم تحقق القوى العلمانية اللبرالية ما كانت ترجو أو يرجى لها ، وما هي اسباب فشلها؟ والاجابة عن هذا التساؤل لا تنبع من سوء اعدادها لحملاتها الانتخابية والدعائية ، أو ضعف إقناعية برامجها السياسية ورؤاها الآنية، بل يعود الأمر ـ برمته ـ الى عدم وثوقية المجتمع العراقي بعامة بإيديولوجيات هذه القوى العلمانية ومناهجها الفكرية ، والتي تتقاطع مع الدين والقيم الأخلاقية ، وهو ما لا يمكن أن يفرط به هذا المجتمع بأن يقوم بتسليم زمامه إلى من ليس لديه مقدسات أو محرمات أو خطوط حمر ، ويؤمن بأن (الغاية تبرر الوسيلة) مهما كانت هذه الوسيلة قذرة ، بل ويدعو أيضا إلى إشاعة جميع ممارسات المجتمعات الغربية في مجتمعنا وصولا به إلى حالة من التحلل والفساد والتنكر للقيم المتوارثة. كيف يمكن لهكذا قوى ان تستمر بين ظهرانينا ، او ان تحقق ما تصبوا اليه ؟ نصيحتي لهم ان يعودوا الى رشدهم ، وان يدخروا اموالهم لاشياء نافعة.. بدلا عن تبديدها على القنوات الفضائية للترويج لهم او في دعاية انتخابية خاسرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك