المقالات

أحداث الفضل والتأويلات الرخيصة

1312 17:20:00 2009-03-30

( بقلم : علاء الموسوي )

اخذت التأويلات السياسية والامنية مساحة كبيرة في تأويل ما حدث يوم امس الاول في حي الفضل من مواجهات مسلحة بين عناصر الصحوة والاجهزة الامنية العراقية. فالبعض وصفها بشرارة طائفية لايقاد خلاف ما بين الفرقاء السياسيين في خضم دعوة الحكومة الى مصالحة البعثيين، والاخر اخذ بعدا مغايرا في مبالغة التأويل الى اختلاق اعذار من قبل الحكومة التي لاترغب في ظاهرها بانضمام الصحوة الى عناصرها الامنية، محاولة في ذلك من اعادة النظر بتلك المجاميع المسلحة مجددا. والبعض الاخر ممن يتحينون الفرص بين الفينة والاخرى لإشعال فتيل الحرب الطائفية اخذ فرصته الكبيرة على لسان المنابر الإعلامية الممولة اساسا على هذا الغرض، عبر التأويلات الرخيصة والتصريحات غير المسؤولة في كشف الحقائق، وابراز المعطيات الحقيقية لأي حدث امني او سياسي.

ما صرح به ثامر التميمي مستشار الصحوات في العراق لدى رئاسة الوزراء امس الاحد، على لسان (الشرقية) في استقصائها ـ كعادتها ـ في محاولاتها الرامية الى لصق التهم والأكاذيب بحق المجلس الأعلى ومنظمة بدر. من ان ضباطا من المجلس الأعلى قاموا بإثارة الاحداث الأمنية مؤخرا في حي الفضل، وان المجلس الأعلى في الضد من عناصر الصحوة وتشكيلاتها المنتشرة في بغداد.

هذه التأويلات المضحكة والتي لا تمت للمنطق السليم بأي صلة، عبر الاقاويل والأكاذيب المفبركة ضد مكون سياسي امتاز بوطنيته والذي لا يمكن لاي مكون اخر ـ مع شديد الاحترام له ـ ان يزايده على مواقفه المشهودة في لجم العنف وإذكاء نار الفتنة الطائفية في البلاد. تنصب في دائرة التآمر على تيار شهيد المحراب وفتح جبهات المواجهة ضده على مصراعيه.

كيف يمكن تصور ان تتجه قوة امنية لاعتقال شخص صادر بحقه مذكرة اعتقال، نتيجة تورطه بالجرم المشهود من قبل اهالي الفضل انفسهم، من دون علم القيادة العامة للقوات المسلحة والتي لها تماس مباشر بشخص رئيس الوزراء. ليأتي هذا المدعو (ثامر التميمي) في تجاوزه غير المبرر في اتهام المجلس الأعلى بإعطاء إيعاز مباشر لضباط ينتمون اليه في عملية الاعتقال، وتبرئة الجهة المسؤولة عن ذلك امنيا وقضائيا!. ثم لماذا هذا التحديد بالذات لهوية القوة المعتقلة ولصقها فقط بالمجلس الاعلى دون غيره من المكونات السياسية الاخرى. اذا كان الاتهام لضباط ينتمون للمجلس الاعلى (جدلا) ويطيعون اوامر الحكومة، فهو اتهام للحكومة قبل الحزب الذي ينتمي اليه الضابط. اما اذا كان الاتهام من اجل الاتهام فقط، فهذه طامة كبرى لاتقل ضراوة عما حدث من رعب واثارة الهواجس الامنية مجددا في بغداد.

الا يعلم هذا المستشار ان المجلس الاعلى اول من طالب الحكومة في ضرورة الاسراع بانهاء ملف الصحوات واندماجهم في القوات المسلحة نتيجة وقفتهم الشجاعة في التصدي لمجاميع الارهاب من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي وفلول الصداميين. وان ماحدث من غبن بحق هذه المجاميع هو نتيجة تباطوء الحكومة وعدم فرزها لسجلات المندسين في صفوف الصحوات. ولعل التستر الامني المعلن بخصوص المطلوب للعدالة المدعو (عادل المشهداني) والذي يعرف بسيرته الاجرامية بحق اهالي الفضل من تهجير وقتل على الهوية، والذي انضم فيما بعد الى مجاميع صحوة الفضل مؤخرا، لتغض الاجهزة الامنية طرفها عنه وتسليمه الى القضاء. هي محاولة اخرى لخلط الاوراق وفق ما ترتأيه اطرافا سياسية امتازت اليوم في اثارة الخلافات والتصعيدات في خضم المزايدات الانتخابية الراهنة. والغريب في ذلك ان يعّين (ثامر التميمي) كمستشار لشؤون الصحوات في مكتب رئيس الوزراء من دون ان يعترض على تنصيب شخص عرف بسجله الاجرامي كقائدا للصحوات، والذي اعرب (التميمي) في حديثه امس عن لغة اعتدناها في عام 2005 حين قال:( لا نحبذ دخول الصحوات حاليا في مواجهات خاسرة مع الدولة). وكأنما بان غض الطرف في الدخول مع أي مواجهة مسلحة مع الحكومة (وفق منطق التميمي) هي نتيجة عدم وجود تكافوء عسكري مابين الطرفين، وليس الايمان بضرورة نبذ العنف والاعتراف بشرعية الحكومة واجهزتها الامنية.

اذا كانت الحكومة صادقة في ملاحقتها للارهابيين وانهاء صفحة العنف والتحريض الطائفي في البلاد، فعليها مقاضاة مستشارها لشؤون الصحوات بتهمتين بارزتين ظاهرا لا باطنا، الاولى تستره المتعمد عن حقيقة المجرم (عادل المشهداني) وتورطه بالإرهاب. والثانية تحريضه المتعمد في اذكاء نار الفتنة الطائفية مجددا من خلال اتهامه الرخيص بحق مكون سياسي يمثل اكبر شريحة في المجتمع العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك