المقالات

انتباه مؤامرة في الافق؟


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

بعد أن دخلت المشهد العراقي قوى واحزاب العملية السياسية وشاركت فيها فقد توزعت على نحو اختيار بناء العراق الدستوري، وأخرى اختارت الطريق المسلح ورفض العملية السياسية، وبقيت الأخيرة رهينة الجري وراء نظرية التآمر للاطاحة بالانجازات الاستراتيجية التي تحققت خلال السنوات الست الماضية، والحقيقة أنه لا يوجد بين اولئك الأقزام من يخفي الرغبة لاظهار مخططاتهم الهمجية التي تبدو كأنها عملية تكسير هوجاء لا هدف ومنطق يحكمها، وربما ينتظر بعضهم ان يجد بها تفريغا لحقدهم، فتلك الخلايا الصدامية النائمة انتظرت الفرصة للانطلاق نحو سياسة الانقلابات والقتل وممارسة المزيد من القهر والكبت ومصادرة الحريات، والغرابة في دعوات عودة (الصداميين ـ فرسان البعث) الذين أسسوا المقابر الجماعية والأنفال بعد أن ركنوا في زوايا منسية، ومحاولات ضخ الحياة فيهم من جديد تحت عنوان المصالحة الوطنية، فاذا عرجنا على بعض الأسماء التي كانت ولازالت تخرج على العراقيين من بعض القنوات الموجهة لتجييش القتلة والتحريض على تدمير ونسف العملية السياسية، فقد تبنوا اجتماعات خاصة مع جماعات سياسية مشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، فضلا عن قوى تكفيرية منضوية تحت اجنحتها لتحقيق اجندات خطيرة، اذ لم يعد سراً الحراك الحكومي لجمع شتات جهاز المخابرات الصدامي القمعي التي تعد سابقة خطيرة وانتهاكا صارخا للدستور العراقي، مما يضع الحكومة في الصورة باتخاذها اجراءات سريعة لتحديد تلك المحاور والجبهات وبيان ماهيات ارتباطاتها والظروف التي توالدت فيها لتاسيس موقف واضح المعالم، فإن الصداميين والتكفيريين قد نجحوا في تنفيذ تفجير المراقد الإسلامية والمسيحية والتهجير القسري لكل المكونات العراقية على النحو المثير للغضب والاشمئزاز لكن العراقيين افشلوا تلك المشاريع التي تدار من خارج الحدود وأجهضوا خطابهم الرامي الى جرهم لأتون الحرب الاهلية، فقد تعاملوا بمسؤولية عالية في التعاطي مع جرائمهم.

إن الحراك غير المبرمج وانتهاج سياسة الضغوط والابتزاز تعد سياسية غير مجدية لتعطيل الدستور، اذ حاولت بعض القوى التنصل عن الكثير من الوعود والتعهدات التي ألزمت نفسها بها للعمل تحت البرنامج الحكومي واختارت سياسة ونهج جديد لايخدم الحالة العراقية، ففي الوقت الذي يعيش فيه العراق حراجة الموقف المتآتي من تداعيات الانفعالات غير المدروسة والقرارات المرحلية غير الموفقة كعودة الصداميين للعملية السياسية بتعطيل الدستور والتي ستنعكس على الملف الامني، فضلا عن باق الملفات، الى أن الرهان داخل هذا الاطار سيدفع الى نتائج خطيرة لصالح المتاجرين بالدماء ممن ازدادت ارصدتهم عبر سياسة التشكي والتباكي على حساب ابناء الشعب العراقي الذي عانى الامرين من سياسة القتل والتدمير والتسلط الصدامي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-04-02
يا اخي غالبية ابناء الشعب بسطاء فخفوا عليهم وارحموهم يا عملية سياسية قسماً ومن يوم مجلس الحكم وانا انتظر امام بناية مجلس الحكم وما شاهدت من مشاهد مخجلة وبالتحديد يوم عودة الوفود من اسبانيا عرفت حينها ان لا عملية سياسية وانما هناك تقاسم سلطة ومال والا كيف تفسر الفساد السياسي الذي ولد فساداً اداريا نخر الدولة من اقصاها الى اقصاها ومن القمة الى القاعدة .فاي مؤامرة تتحدث عنها واي انجاز تحقق الدستور واول من دعا اليه قد خرقه. والسلام على من اتبع الهدى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك