المقالات

الاندماج ..في مصلحة من؟


علي الخياط

لا يخفى على المطلعين بالشان العراقي من القلق الشعبي عما يدور في الساحة السياسية من تجاذبات واختلافات بوجهات النظر ، مما ولد قرارات لا تصب في مصلحة الاغلبية والمتضررين من النظام السابق . فمنذ عقود من الزمن كنا نحلم بالديمقراطية وانصاف المظلوم واعادة الحقوق السليبة الى اصحابها ، واستبشر العراقيون خيرا بعد ان انجلت الغمامة السوداء وخلصهم الله عز وجل من اعتى دكتاتورية ونظام فاسد استهان بارواح ودماء الشعب ، وتنفسنا الصعداء وحلم الشعب اصبح حقيقة ووضعنا ارجلنا في اول سلم الحياة الشرعية النزيهة التي حلم بها كل عراقي مضطهد من ازلام البعث وبطانته ،

وجاهد العراقيون لوضع اللبنات الاساسية لبناء مؤسسات ديمقراطية ودستورية تنصف ابناء الشعب ، تعيد لهم جزء من حقوقهم ، وتعوضهم عن الحرمان الذي عانوه في ظل حكم الجبابرة (الطغاة) فأنبثقت حينها مؤسستي السجناء السياسيين ومؤسسة الشهداء ، فلاقتا ترحيبا وفرحا لدى ابناء الشعب وبارك عطاء هاتين المؤسستين مختلف القادة السياسيين والدينيين لمعرفتهم ان الشعب كان هو الصوت المعارض للنظام في الداخل وهو الذي تحمل طيش الجلاد في القتل والاعدام العشوائي وتخبطات النظام الفاسد في قضاء معظم الشباب في سجون البعث ومورست حينها ضد من اعدم او سجن ابشع الوسائل الترهيبية والتعذيب الوحشي ولم يستثن الترهيب والملاحقة حتى عوائلهم واقاربهم من الدرجة الرابعة ،

 المهم مرت سنوات على انبثاق هاتين المؤسستين ،ومنذ ذلك اليوم وضعت شتى العراقيل والمعوقات بوجه المستفيدين من هذه المؤسسات ،فالبعض ومع الاسف الشديد لم يصلوا الى ادراك حقيقة هؤلاء المتضرريين وحقوقهم السليبة ، فبقوا يتعرضون ضمن عقليتهم القديمة التي صنعتها لهم ايدلوجيات حكومة البعث وحب التسلط ، والعوة الى حكمه والاستئثار بالقرارات ، المتضررين من النظام السابق لم يحصلوا على حقوقهم الطبيعية التي هي بحد ذاتها لا تتناسب مع دماء ابنائهم الطاهرة التي سالت من اجل العراق،او من السنين التي قضاها السجناء في غياهب السجن، ان الضرر الذي اصاب عوائل الشهداء والسجناء السياسيين في زمن النظام السابق كان كبيرا جدا بحيث انه لم يطل ابنائهم فقط، وانما طال حتى ممتلكاتهم ودورهم ناهيك عن الضغط النفسي والملاحقات الامنية التي كان يستخدمها بحقهم.

انه من المعيب حقا ان تلقى هذه الشريحة ،هذا الاهمال والتسويف والاكتفاء بالتفرج وعدم رفع شئ ٍ من الظلم الذي لاقوه في زمن النظام السابق.والادهى لم يتحرك احد من اجل تسهيل وتذليل العقبات التي تقف في طريق هذه المؤسسات وان تعمل على منحهم الامتيازات التي يستحقونها هؤلاء يأبون الانصياع الى صوت الواقع ويأبون الاعتراف بأغلبية الشعب ويصرون على فرض اسلوبهم القديم في التحكم والسيطرة . علينا التعلم من الشعوب كيفية ردّ الجميل ... قبل سنوات ، أصدرت حكومة " جون هاورد " قرارا يقضي بمنح كل عائلة أسترالية محدودة الدخل ألف دولار سنويا يضاف إلى راتب الضمان الإجتماعي ـ مع الف دولار آخر لكل زوجة تساعد زوجها المريض .

وامس شهدت ساحة الفردوس تظاهرة قام بها السجناء السياسيين مطالبين الحكومة بعدم دمج مؤسستهم مع مؤسسة الشهداء واكدوا فيها ان مؤسستهم هي بمثابة خط احمر لا يجب الاقتراب منه بما تمثله من اعتبارات تؤكد شخصيتهم المستقلة وهذا حق طبيعي لهم ويأملون من خلال هذه التظاهرة ان يتم الغاء قرار الدمج الذي اصدره مجلس الوزراء وعسى ان يلقى ذلك صدى لدى من اصدر ذلك القرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك