المقالات

الى السيد المالكي:مخاوفك من الفيدرالية ليست سديدة!


بقلم:فائز التميمي.

نفتقد نحن كعرب عامة وكعراقيين خاصة الى حالة الإعتدال في أتخاذ المواقف من الأفكار أو الإتجاهات الفكرية والسياسية. وسبب ذلك أن تربيتنا تربية من سنخ يضيق برأي الآخر ويتعصب لرأيه ويعتقده هو الحق المطلق ولـذلك فإذا حصل أن ترك تلك الفكرة أو الإتجاه فإنه يتركه فجأءة والى الإتجاه المغاير تماماً .

وتوجه الفيدرالية ليس قضية مزاجية أتبع فيها رأي الحزب أو الجهة التي أنتمي لها بل لكل فكرة وتوجه سلبيات وإيجابيات. فمن مخاوف السيد المالكي أن يحرك كل فيدرالية جيشه ليُحارب الآخر!! وهي مخاوف مشروعة ولكن هل يدٍرأ الحكم المركزي حروباً من نوعين وهي حروب على الشعب وحروباً على الدول الخارجية. فقد حصل ذلك في كثير من الدول المركزية العربية مثل العراق واليمن ومصر.فليس هنالك ضمان في الحكم المركزي من أن يتسلط طاغية على الحكم بل الأكثر أن الحكم المركزي في كثير من الأحيان يصنع الطغاة .

وفي حالة الفيدراليات فإن أي من الفيدراليات سوف يفكر ألف مرة قبل أن يبدأ بالعدوان لأن المقابل عنده أيضاً القوة وسأذكر مثالاً على توازن الرعب: كان الشيعة في العراق منـذ 2003 حتى بداية 2006 تحت رحمة العصابات السنية المتطرفة المدعومة من قبل الدول العربية! فلما قام جيش المهدي بأعمال مقابلة (وهي مرفوضة أيضاً لأنها تطال أناساً أبرياء) إختلف الموقف وبات التفكير جدياً أن الميزان يكاد أن ينقلب فجنحوا ولو مؤقتاً الى السلم النسبي. وفي لبنان هنالك حقيقة فيدرالية طائفية غير معلنة وكل طائفة تحسب للطائفة الأخرى ألف حساب وهو حال سيء ولكن الأسوأ منه أن تكون هنالك حكومة مركزية بيد طائفة ما تقمع الآخرين ولا تعترف بوجودهم.

وحكم ناصر المركزي تسلط على الشعب المعزول من جهة بمخابراته المتعددة وورط مصر بحرب اليمن وبهلوانيات الوحدة ومهازلها بحيث أخـذ عبد الحميد السراج ومخابراته تحكم سوريا أيضاً هـذا علماً أنه ليس في مصر مشكلة سنة وشيعة في ذلك الوقت والشعب طائفة واحدة فما بالك بدولة بها طائفو منتهكة حققها منـذ مايقرب من أكثر من مائتي عام!!. وأقرب مثال على توازن القوة أو الرعب أن شئت سميته فهو كردستان العراق فعندما واجه البعث بالقوة كان يحصل توازن في كثير من الأحيان بخلاف مناطق الوسط والجنوب فقد كان التوازن غير موجود أصلا وكان الحكم المركزي يعبث بالوسط والجنوب. فلو كانت هنالك فيدرالية لما إستطاع صدام التمادي في الدجيل وفي محافظان الوسط والجنوب في الإنتفاضة الشعبانية.إن أي توجه يجب أن يُناقش من كل وجوهه والى الآن تبدو كفة الفيدرالية أقوى ومساوئها أقل وهي بكلمة أخرى أهون الشريين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك