المقالات

الى السيد المالكي:مخاوفك من الفيدرالية ليست سديدة!

1190 08:40:00 2009-03-30

بقلم:فائز التميمي.

نفتقد نحن كعرب عامة وكعراقيين خاصة الى حالة الإعتدال في أتخاذ المواقف من الأفكار أو الإتجاهات الفكرية والسياسية. وسبب ذلك أن تربيتنا تربية من سنخ يضيق برأي الآخر ويتعصب لرأيه ويعتقده هو الحق المطلق ولـذلك فإذا حصل أن ترك تلك الفكرة أو الإتجاه فإنه يتركه فجأءة والى الإتجاه المغاير تماماً .

وتوجه الفيدرالية ليس قضية مزاجية أتبع فيها رأي الحزب أو الجهة التي أنتمي لها بل لكل فكرة وتوجه سلبيات وإيجابيات. فمن مخاوف السيد المالكي أن يحرك كل فيدرالية جيشه ليُحارب الآخر!! وهي مخاوف مشروعة ولكن هل يدٍرأ الحكم المركزي حروباً من نوعين وهي حروب على الشعب وحروباً على الدول الخارجية. فقد حصل ذلك في كثير من الدول المركزية العربية مثل العراق واليمن ومصر.فليس هنالك ضمان في الحكم المركزي من أن يتسلط طاغية على الحكم بل الأكثر أن الحكم المركزي في كثير من الأحيان يصنع الطغاة .

وفي حالة الفيدراليات فإن أي من الفيدراليات سوف يفكر ألف مرة قبل أن يبدأ بالعدوان لأن المقابل عنده أيضاً القوة وسأذكر مثالاً على توازن الرعب: كان الشيعة في العراق منـذ 2003 حتى بداية 2006 تحت رحمة العصابات السنية المتطرفة المدعومة من قبل الدول العربية! فلما قام جيش المهدي بأعمال مقابلة (وهي مرفوضة أيضاً لأنها تطال أناساً أبرياء) إختلف الموقف وبات التفكير جدياً أن الميزان يكاد أن ينقلب فجنحوا ولو مؤقتاً الى السلم النسبي. وفي لبنان هنالك حقيقة فيدرالية طائفية غير معلنة وكل طائفة تحسب للطائفة الأخرى ألف حساب وهو حال سيء ولكن الأسوأ منه أن تكون هنالك حكومة مركزية بيد طائفة ما تقمع الآخرين ولا تعترف بوجودهم.

وحكم ناصر المركزي تسلط على الشعب المعزول من جهة بمخابراته المتعددة وورط مصر بحرب اليمن وبهلوانيات الوحدة ومهازلها بحيث أخـذ عبد الحميد السراج ومخابراته تحكم سوريا أيضاً هـذا علماً أنه ليس في مصر مشكلة سنة وشيعة في ذلك الوقت والشعب طائفة واحدة فما بالك بدولة بها طائفو منتهكة حققها منـذ مايقرب من أكثر من مائتي عام!!. وأقرب مثال على توازن القوة أو الرعب أن شئت سميته فهو كردستان العراق فعندما واجه البعث بالقوة كان يحصل توازن في كثير من الأحيان بخلاف مناطق الوسط والجنوب فقد كان التوازن غير موجود أصلا وكان الحكم المركزي يعبث بالوسط والجنوب. فلو كانت هنالك فيدرالية لما إستطاع صدام التمادي في الدجيل وفي محافظان الوسط والجنوب في الإنتفاضة الشعبانية.إن أي توجه يجب أن يُناقش من كل وجوهه والى الآن تبدو كفة الفيدرالية أقوى ومساوئها أقل وهي بكلمة أخرى أهون الشريين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك