... هل معاناتنا كعراقيين من اسم البعث؟ وهل المشكلة مع يمين البعث دون يساره؟ ....... ( بقلم : مصطفى الكاظمي )
قالوا في السياسة انها فن الممكن، وهي بهذا تعني الخداع والكذب والتحايل والنط فوق المبادئ. وليس اقلها سحق العهود بكعب الحذاء. يبدو ان [زلم] عراق ما بعد صدام حصين التكريتي، وقيادات الاحزاب العراقية الحاكمة في بغداد اليوم يهتمون كثيرا بحكاية طفل كان يسير مع والده، فهمّا بعبور قنطرة،
اذ قال الاب: يا بني أمسك بيدي جيداً كي لا تقع في النهر. فأجاب الابن: لا يا أبي انت أمسك بيدي! فقال الأب باستغراب: وما الفرق في ان امسك انا بيدك او ان تمسك انت بيدي؟ قال الابن: ان أمسكتُ أنا بيدك ربما ستنفلت يدي فأسقط في الماء، اما لو أمسكتَ أنت بيدي فأنت لن تدعها تنفلت منك أبداً.
ان ما يثير علامات الاستفهام حول مصداقية نوايا رجالات العراق اليوم هو نكوصهم عما قطعوه من عهود باجتثاث حزب الفساد والاجرام الذي عاث في البلاد فسادا وخرابا فاحرق الحرث واباد النسل، فتحولت فرحة ابناء العراق ممن شملهم عسف حزب البعث الشرير الى نكبة تضاف الى نكباتهم وثكلهم بالابناء والاخوان والنساء،،بعد قرارات غير موفقة ومداولات يشم منها رائحة الانانية وعقدة الخوف من الاخوة [الاعداء] من تنظيمات اسلامية لازالت تشترك في ادارة الدولة بنحو واخر. فجاءت قرارات اعادة البعثيين واجتذابهم للحياة العراقية من جديد على صيغة مطابقة لاداء الغلام بدعوة ابيه لمسك يده بقوة وعناية.
الى هذا جاء تصريح عضو لجنة مراجعة الدستور العراقي النائب سامي العسكري لصحيفة الحياة، فبعد ان استبعد العسكري حصول أي تعديل على الدستور يسمح لحزب البعث بالعمل السياسي [باسمه الحالي]. وهو ما يعني السماح لهم بالعمل السياسي وحكم العراق مجددا باسماء اخرى غير [البعث]! فقد نقلت "الحياة" عن النائب سامي العسكري إنه: [لا مشكلة في عودة البعثيين، الذين أجبروا على الانتماء ولم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين، وان جميع القيادات العليا للجيش العراقي الحالي هم من البعثيين السابقين أعيدوا إلى الجيش لأنهم غير مطلوبين للعدالة، وبإمكان البعثيين المشاركة في الحياة السياسية كمستقلين أو بأسماء حزبية أخرى].
واما حزب الدعوة فقد أكد احد قادته النائب حسن السنيد للصحيفة [قبول حزبه مشاركة (القيادة القطرية للعراق في حزب البعث) في الانتخابات البرلمانية المقبلة لكن بعد [تغيير اسمه] لأن هذا الاسم محظور في الدستور. مدعيا ان قيادة قطر العراق تمثل يسار البعث كانت معارضة للنظام السابق ولا تتحمّل أية مسؤولية عما اقترفه ذلك النظام ويجب إنصاف اعضائها] حسب صحيفة الحياة.
وهناك ايضا تصريحات وتلميحات لنماذج قيادية عراقية اسلاموية راحت تتنافس لخطب ود بقايا فلول البعث المستترة بين قصبات العراق الحديث، ولا اجد ادنى مبرر لهذا التكالب على هؤلاء الشذاذ البعثيين حتى وان قيل ببراءتهم من جرائم الاعدامات والقتل والتصفيات وتدنيس الاعراض!- شخصيا اشك في ذلك- حيث تبقى المطالبة بالعمل وفق قواعد هذا الحزب الماسوني الشرير هي بحد ذاتها جريمة يجب متابعتها والقصاص من اصحابها، وهذا النكوص ونسيان المطالبة بالحقوق ورفس القصاص بالاقدام... فاين يا لثارات الصدر؟ واين يا لثارات العراق وايتام وشهداء وثكالى وارامل العراق؟ ثم ماهذه الصلافة في التلاعب بمسميات الفردة اليمنى والفردة اليسرى؟ أ وَ ليس كلاهما فردتي حذاء؟ او ما يسميه العراقي (تك قندرة يمنه وتك يسره)؟
عار على كل فرد عراقي اصيل ان يوافق على عودة ولو مسمى او رائحة بعث! والخزي والعار على كل داعية يرتضي التنازل عن المطالبة بثأر السيد الشهيد الصدر الاول وشقيقته العلوية الشهيدة بنت الهدى وعن الاف الارواح ودماء ومظلوميات الدعاة الاوائل الذين قدموا انفسهم وما يملكون لاجل سحق "البعث" الظالم واقامة حكومة العدل محله.
وكذا العار كل العار لقادة المجلس الاسلامي الاعلى لو وضعوا أيديهم بيد من هدر طاقات الوطن وقتل الشرفاء وشرد الملايين، فاين راحت دماء السيد شهيد المحراب ودماء ابناء المرجع الحكيم واحفاده الذين نحرهم هذا الحزب الغاشم ظلما وعدوانا؟ والعار لكل من ينتسب الى التيار الصدري او يدعي حبا للسيد الشهيد الصدر الثاني فيما لو قبل او سكت على عودة دشوار البعث للحياة السياسية العراقية.
وعار ما بعده عار على كل ابناء التنظيمات الكوردية فيما لو استبقت عنصرا بعثيا واحدا يتجول في كردستان بعد الذي كان من حرق كوردستان من اقصاها الى اقصاها بمجنزرات البعث البائد وبربريته في استخدام الاسلحة الكيمياوية التي تسامت شخصية حتى هتلر اللقيط عن استخدامها ضد خصومه.
فو الله الذي لا اله الا هو، ان سمحت لهؤلاء المنافقين بممارسة دورهم لعادوا عليكم وعلينا ولعضوا عليكم الانامل ثم لا يجدوا بكم رحمة حتى يعيدوا كرة حكم صدام حصين التكريتي مجددا. واذكركم بعودة البعث عام 1968 بعد فشلهم عام 1963 وهو نفس الحزب بمؤسسه الماسوني مشيل عفلق وعصابة الشر.فهل جنى العراق والعراقي من تلك العودة خيرا كي يأمل بعودتهم ثانية خيرا
https://telegram.me/buratha