د. سيف الدين احمد
المعروف ان وزارات الدولة وخاصة الثقافة والاعلام كانت من الوزارات التي لايمكن الاقتراب منها الا للبعثيين وكبار المتزلفين وما ان سقط نظام البعث الصدامي ابتعدت هذه الوزارة عن الناس ولم يعرف الناس عنها غير وزيرها الارهابي الفار (الهاشمي ) الذي انتهج سياسة في الوزاة تعتمد على تقريب الجهال والبعثيين حتى صارت هذه الوزارة من الوزارات التي خشى الجميع التقرب منها وصار المثقفون يسعون الى تشكيل جمعيات صغيرة تعينهم على نشر كتاباتهم ولم تصدر عن دائرة الشؤون الثقافية في هذه الوزارة اي منشورات وان المجلات البعثية التي صدرت ابان استيزار الهاشمي مجلات لا تبتعد عنها لغة الطائفية والبعثية الصدامية المقيته وصارت دار الشؤون الثقافية وكرا من اوكار الجريمة فما ان يحضر مثقف الى الوزارة الا ويكون طريقه القتل او الاختطاف
وبعد هروب الهاشمي تولى دائرة الشؤون الثقافية شاب مثقف يحمل شهادة الماجستير في النقد وشاعر بل صاحب مدرسة شعرية حديثة واعلامي بارز فما كان من البعثيين والارهابيين الجهال المنغلقين من رؤوساء تحرير المجلات والدوائر التابعة لمديرية الشؤون الثقافية الا التفكير في التخلص منه قبل ان يكتشف جهلهم فدبرت له مؤامرة على الطريق الذي يرتاده يوميا الى دائرته حينها اعترضه ارهابيون ارادو قتله غير ان الله كتب له النجاة لينقذ الثقافة العراقية من الجهلة والارهابيين
فما هي الا فترة وجيزة لم تتعدى الاشهر حتى وجد المثقف ان دائرة الشؤون الثقافية تتصل به وتتواصل معه وتبحث عنه من اجل اظهاره لشارعه وصارت زيارة اساتذة الجامعات من العلماء الاكاديمين لا يحلوا لهم الا ان يذهبوا لدائرة الشؤون الثقافية ليعملوا طائعين مع شخصية مثقفة كشخصية السيد نوفل هلال ابو رغيف ويسهموا في صناعة الثقافة العراقية الجديدة كما ان مضمون المجلات التي تصدرها الدار والسلاسل الكثيرة اختلف كثيرا فبصمة المثقفين العراقيين بدت واضحة والمهرجانات النصف شهرية التي تقيمها مديرية الشؤون الثقافية تستقطب المثقفين بطبقاتهم المختلفة واليوم انا اجد ( سلسة الرسائل الجامعية ، سلسلة الاقلام ، سلسة التراث ، سلسلة الكتاب الجدد ) وسلاسل اخرى لايسعني الحديث عنها في مقال صغير ، واجد في هذه السلاسل اسماء لامعة واسماء في طري قها نحو التألق واسماء غير معروفة بكتابات كبيرة وكأن دائرة الشؤون الثقافية صارت حديقة لكل مثقف ومكتشف لكنوز الثقافة العراقية ، وهل يرضي هذا الوضع البعثيين ؟ بالطبع لا !
فما كان من البعثيين الذين يغيضهم المثقف العراقي الا ان ينبروا لمحاربة هذه الدائرة الفتية والطموحة فمرة انبرى البعثي المزور فارس الكاتب لتهم مدير دائرة الشؤون الثقافية ثم بعدها انبرى فلان وفلان حتى توضحت الصورة اليوم عندما انبرى رئيس تحرير مجلة الثقافة الاجنبية السابق والارهابي المعروف لينتقد ابو رغيف ولكن نظرة صغيرة لتاريخ ابو رغيف والدليمي تكشف كل الاسرار فالفرق واضح بين شاب مثقف منفتح مطور جاذب للمثقفين وبين الدليمي البعثي الوصولي المنفر للمثقفين والذي سرق من اموال المجلة حتى جعلها غير قادرة على استقطاب احداعتقد ان من يريد الحكم فعليه ان يقرأ كتب دائر الشؤون الثقافية ودورياته اليوم ويقارنها بتفاهات ما كان يكتب ايام الدليمي وغيره ؟؟؟
https://telegram.me/buratha