المقالات

قصة الرجل الذي لم يشنق

1369 22:09:00 2009-03-28

السيد عامر الحسني

عندما تتلاحم القوى الضعيفة في لجج بحر السياسة , تكون قد بدأت باستقبال ما تقذفه المراكب والسفن العائمة من بقاياها المتهرئة , فتطفوا على السطح أجساد متعبة يبدأ كل غريق في سرد قصته المؤلمة , وكيف وصل إلى الجرف . أروي لكم قصة ضحية من البصرة قدر لها أن تنجوا من الإعدامات المرتجلة التي أعقبت الانتفاضة الشعبانية وبالتحديد في حي الحكيمية .

قال الضحية والذي بانت على جسده آثار اطلاقات نار قديمة , قام عناصر الاستخبارات بصف أبطال الانتفاضة وكنت من ضمنهم على أحد جدران المنظومة , وبعد فترة قصيرة وصل (علي حسن المجيد) على وجه السرعة بعد أن تم الاتصال به من قبل رئيس المنظومة الذي أخبره بان عدد من (الغوغائيين) قد تم القبض عليهم .  جاء الكيمياوي وهو مبتهجاً يرافقه شخص عرف هو الآخر بالإجرام منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى دخول الأمريكان إلى العراق عام 2003 .

أمر الكيمياوي عناصر الاستخبارات بان يسقوا وبالقوة البعض من المجاهدين لتر من البنزين, ثم صفهم على الجدار , وبدأ بإطلاق النار عليهم بذخيرة تسمى (خارق حارق) حيث من مواصفاتها أن تكون الرصاصة مشتعلة . وبمشهد مرعب قل نظيره في عالم الإجرام بدأت أجساد الشهداء تتفجر وسط ضحكات المجيد وسلطان هاشم وذهول البعض من عناصر الاستخبارات التي لم تعتاد على هكذا قتل .

قبل سنتين بدأت محاكمة المجيد وسلطان هاشم على عدة جرائم , وتنفست عوائل الضحايا الصعداء ليروا بأم أعينهم شنق الرجلين , وأصدر القاضي حكم الإعدام بعد محاكمة أقل ما يمكن وصفها بأنها كانت فرصة لاستعراض قدرات الرجلين الكلامية والتي نالا بها من الشهداء ما نالا , وروجا مرة أخرى لحزبهما الذي قيل في وقتها بأنه أصبح محظوراً وأدرج من ضمن قائمة التنظيمات المحظورة , الأمر الذي أخبرني به أحد أصدقائي والذي أقسم يمين مغلظة بان الحظر كان في الدستور , ولم أكن أعلم به للأسف الشديد , مما جعل صديقي ينعتني بالأمي لعدم متابعتي للصحف المحلية والعالمية ودساتير الدول الديمقراطية .

لقد أعتذرت بشدة لصديقي الذي وعدته بمتابعة كل ما يتعلق بالوثائق العراقية , منذ إعلان الحكم المحلي في العراق في عهد بريمر مروراً برفض رئيس الجمهورية الطالباني على التوقيع على إعدام المجيد وسلطان هاشم ولأسباب أخلاقية تتنافى مع خلق الأكراد الذين لا يحبذون الانتقام ممن حامت حولهم الشبهات , إلى إعلان سمو رئيس وزراء العراق المفدى العاهل نوري المالكي . وفي حقيقة الأمر لم أصدق أن يعفو صديقي عني , ووعدني بإسقاط جميع التعليقات التي أصدرها بحقي إذا استمريت في متابعة جميع الأخبار .

وبعد هذه القصة تواريت مدة من الزمن , وذهبت إلى منطقة نائية , بعيداً عن ضوضاء المدينة , وألاعيب السياسة , ومر علي دهر طويل , وقررت العودة إلى دياري , سألت عن صديقي فقيل لي قد مات فتأثرت كثيراً , وشاهدت شباباً يافعين فسألتهم فتعجبوا من عدم معرفتي بهم , وعرفوني بأنفسهم , فاندهشت , لأني قد تركتهم أطفالاً صغار , ورفعت رأسي , فإذا بي أجد بان أسلاك الكهرباء الممتدة من المولدات الكهربائية المحلية قد زادت , والبيوت قد علاها الغبار , وسألتهم من الذي يتربع على كرسي رئيس الوزراء ,فقالوا بأنه شاب يافع , ولكنهم ضحكوا عندما سألتهم هل هو عربي أم كردي أم من التركمان , فقالوا انه المالكي الصغير . فصعقت من الخبر وأنا أتمتم بكلمات مع نفسي فظن الشباب باني قد جننت , فقالوا هل تريد أن تأتي معنا إلى بيت صديقنا لنشاهد محاكمة اليوم . فسألتهم من الذي سوف يحاكم , فقالوا ضاحكين (علي حسن المجيد) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بديع السعيدي
2009-03-29
الى السيد عامر الحسني ان السيد المالكي وبالرغم من انتقاداتي له في الكثير من الامور الى انني اقول لك لم يكن المالكي في يوم من الايام صغيرا بل هو كبيرا بمواقفه البطوليه حيث انه كان احد اقطاب المعارضه لنظام صدام الدموي ويكفيه فخرا ويكفينا فخرا ايضا بانه هو الذي وقع على اعدام طاغية العراق فيا سيد عامر اذا كان لديك امور شخصية بينك وبين الرجل فلا تدخلها بامور سياسيه وتبخس حق الرجل الذي يعرف مواقفه القاصي والداني خصوصا وانك ذكرت بانك قد تواريت عن الانظار لمدة من الزمن بمنطقة نائية كما تدعي فما هي هذه المنطقة في العراق التي تجعلك بعيدا او لم تصل لك الاخبار وانت فيها بحيث لا تعلم برئيس وزراء العراق من يكون ومن بعد ذلك عندما قدمت الى منطقتك قالوا لك بانه المالكي صعقت واخذت تتمتم – لدي سؤال ثاني ارجو الاجابة عليه وبكل صدق اذا تدعي بان السيد الماكي شاب يافع وانك شاهدت مجموعة من الشباب وهم عرفوك وللاسف انت لم تتعرف عليهم فما هو عمرك الحقيقي اذن اذا المالكي الرجل الكبير بالسن ويعتبر بنظرك يافعا هل لك صلة قربى بنبي الله شعيب مثلا كفاكم من هذه الامور من خلال مقالات تبخسون حقوق الاخرين فيها –اذا اردت ان تنتقد السيد المالكي فانتقد اداء الحكومة مثلا والذي يحدث الان على الساحة العراقيه كهروب الدايني والتستر عليه او ايقاف القوانين بحق ازلام النظام السابق او مبادرة المالكي بالتقرب الى البعثيين ودعوتهم للقدوم للعراق وما شابه ذلك انتقد الحكومة على الفساد الاداري والمالي او على عدم مطالبة هذه الحكومة باحضار الذين عليهم مذكرات اعتقال والذين هم الان بالخارج من القتلة امثال الدايني والضاري والهاشمي والجنابي او من اللصوص امثال الشعلان والجبوري والسامرائي والوائلي وغيرهم فالتطرق الى هذه الامور حق مشروع لكل عراقي ان يكتب عليها لانها امور واقعيه وموجودة في العراق من جهة ومن جهة اخرى بانها مطالب مشروعة لشعب كامل قد اضطهد بسبب هؤلاء ولكن تتكلم عن المالكي عن عيوب ليست موجودة بالرجل فهذا الذي نرفضه جملة وتفصيلا كقراء من جهة وكمواطنين من جهة اخرى وشكرا
ABO HADI
2009-03-29
ترة اللي اعرفه السادة يصيرون قدوة للناس مو يقلدون ويستهزئون على بطل العراق الذي وقع على اعدام فرعون العراق ياسيد عامر الحسني وكلنا نعرف الضغوط التي تمارسها امريكا على الائتلاف سواء المجلس الاعلى ام حزب الدعوة بسبب عدم عمالتهم لامريكا وليس مثل جبهة التوافه اللعينه العميلة لامريكا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك