المقالات

الدستور ومزاج الاخرين

1006 13:24:00 2009-03-28

ميثم المبرقع

قد يقال ان الدستور ليس مقدساً وليس وحياً منزلاً وانما يستمد شرعيته من شرعية الايادي التي كتبته وفق مقتضيات وحيثيات دينية واخلاقية وثوابت وطنية تأخذ المصالح العليا بنظر الاعتبار وتمنع انزلاق الدولة باتجاه الشخصنة والفردية والاستئثار بالقرار او الوقوع في مستنقع الديكتاتورية والطائفية والمناطقية. واذا كان ذلك صحيح باعتبار ان الدستور ليس مقدساً فالصحيح ايضاً انه غير مدنس وغير قابل لامزجة الاخرين وقناعاتهم الفئوية والشخصية والحزبية.

فللدستور حرمة لا يمكن انتهاكها وحدود لا يمكن تجازوها الا وفق مصالح عليها وحيثيات ملزمة تستلزمها افكار ورؤى ممثلي شعبنا وضمن ما يتطلبه الدستور نفسه من تغييرات معينة لا تمس الثوابت والاولويات.فلو تعارضت مصالحنا الخاصة والفئوية مع ثوابت الدستور وبنوده فاننا نقدم الدستور عليها وهذه واحدة من خصائص الدستور الاساسية فليس الدستور نتاج مزاجات وقناعات خاصة بل عدم رضا الجميع على ان الدستور لم يلبي قناعاتهم الخاصة هو من عناصر القوة في الدستور لاننا في بلد متعدد الاديان والقوميات والمذاهب ومختلف القناعات والامزجة والتوجهات.

قد يكون الدستور معيقاً لطموحات قوى سياسية او شخصيات مؤثرة في البلاد وقد يكون الدستور مانعاً لتوجهات حزبية وكتلوية وهذا ايضاً من نقاط القوة وعوامل الثبات والمقبولية له. المطلوب ان نستجيب جميعاً بكل قوانا واطيافنا السياسية لما يريده الدستور لا ان يستجيب الدستور الى ما ارادتنا ورغباتنا الخاصة فلا نغير الدستور لفكرة طارئة او مصلحة جزئية بل نغير الفكرة الطارئة والمصلحة الجزئية للرؤى التي يحكمها الدستور باعتباره المرجعية الاعلى للاختلافات السياسية.

اية محاولة حزبية او شخصية او فئوية لتغيير الدستور هي الخطوة الاولى للانزلاق في فخ الديكتاتورية والاستبداد والفردية وان التوجهات السائدة والدعوات المنادية بتغيير الدستور تشعرنا بوجود اياد خفية تعمل على نسف العملية السياسية من الداخل فلينتبه المتصدون الى خطورة هذا المنزلق لكي لان دفع الثمن مرتين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الياسرية
2009-03-28
ظاهرا ان هذا الدستور لايروق لأمزجة بعض الاحزاب التي ليس لها خطط واهداف بل كلما تملكه هو وعود امريكية خائبة الغاية منها جعل بند بالدستور يسمح للبعث والارهابيين العودة للحياة السياسية وبالتالي تسليمهم السلطة بنفس الطريقة التي لعبتها بانتخاب مجالس المحافظات وبذا تكون امريكة خدعتهم واعادة العراقيين الى المعادلة الظالمة وتسلط البعث الكافر مرة اخرى ولا ينسى حزب الدعوة مقولة الشهيد محمد باقر الصدر(قده)"لو كان اصبعي بعثي لقطعته" فلا تفرد في السلطة ولا تغير بالدستور الا عن طريق الشعب ولامصالحة مع البعث!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك