المقالات

صحف الحكومة

981 12:57:00 2009-03-28

علاء الموسوي

في الوقت الذي تشهد فيه الصحافة العراقية مظلوميات متعمدة من قبل مؤسسات الدولة، بدءا من حرمانها لقوانين تحمي منتسبيها من انتهاكات وتجاوزات الاجهزة الامنية، وتعرضهم للاغتيال والاستهداف، وانتهاء بالوعود الحكومية الكاذبة في عيش رغيد وسكن ملائم وحياة تنعم بالمساواة لجميع الصحفيين على اقل تقدير. تأتي التجاوزات والانتهاكات الصارخة من قبل المكاتب الاعلامية لبعض الوزارات، والتي اضافت ارقاما قياسية اخرى لسجلها الاداري المتهم بالفساد، عبر اصدارها لصحف ناطقة بأسم وزيرها وليست وزارته، فضلا عن حصر اعلانات تلك الوزارة بها، دون غيرها من الصحف الاخرى ( الاقربون اولى بالمعروف) !.

والغريب في ذلك ان نقابة الصحفيين العراقيين بدلا من ان تتصدى لتلك المحاولات الرخيصة والتي تهدد بايقاف صحف مستقلة تمول من قبل وارادات تلك الاعلانات، عن طريق تشكيل لجان تنفيذية بالتعاون مع تلك المكاتب لنشرها في اوسع نطاق ممكن من الصحف... تغض الطرف عن ذلك لتحابي المركز الوطني للاعلام في مجلس رئاسة الوزراء والذي صرح هو الاخر بضرورة ايجاد تشكيل مجلس اعلى للاعلام يعمل على شرعنة القوانين والتعليمات الصادرة من الحكومة تجاه الصحفيين، وتنظيم عملهم بما يناسب المرحلة التي ترتأيها الحكومة الموقرة. وحين نسأل لماذا هذا الصمت المدقع... يقال: علينا ارضاء الحكومة لكي توافق على مطاليبنا في قطع الاراضي واطلاق الرواتب واقرار قانون حماية الصحفيين المرمي عرض حائط البرلمان، ناهيك عن الخوف من الدخول في استفزاز الحكومة بموافقتها لمشروع مركزها الاعلامي.

المشكلة المشخصة هو في اتجاه دوائر الدولة للترويج عن منجزاتها دون اهتمامها بمعرفة ما يجول في خلجات السلطة الرابعة في تحديدها لنقاط الضف وموارد التقصير بحق المواطن. اذ عمدت المكاتب الاعلامية لتلك الوزارات بمنع ايصال عشرات الصحف الى مكتب الوزير واحتلاله فقط من قبل صحيفة الوزارة المعنية، والتبجح بمباركة الوزير بان تمويل صحيفته قد تم اكتفاءها ذاتيا عن طريق نشر مئات الاعلانات الصادرة من دوائر تلك الوزارة، الامر الذي يعتبر خرقا لقواعد نشر الاعلان الحكومي في وسائل الاعلام.

طبع صحف ومجلات ناطقة باسم الوزارات، وباعداد كبيرة تتجاوز اضعاف نسخ الصحف المستقلة والحزبية، ومنع الاخيرتين من موارد اعلان الوزارات، يشكل ظاهرة غير صحية وخطيرة في جسد الاعلام المستقل، لاسيما وان الحكومة مازالت تغض الطرف عن حل تلك المشكلة التي باتت تهدد كيان العشرات من الصحف التي ستتعرض في حال افلاسها الى اللجوء الى مصادر مجهولة في تمويلها، والاضطرار الى تحكمها بالسياسة العامة لمطبوعها. ولانستغرب في المستقبل القريب ان يعمم قرار حكومي بان تتصدر صحف الوزارات اسس الترويج الاعلامي لفضائيات ومؤسسات اعلامية هي الاخرى مرتبطة باعلام الحكومة دون الدولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أعلامي عراقي
2009-03-28
جريدة الان التي صدرت مؤخرا عن مكتب اعلام وزارة النفط واستحوذت على كل الاعلانات اثارت مسألة اللاشرعية لمثل هذه الصحف خصوصا ان مسؤولها هو مدير الاعلام نفسه عاصم جهاد وتمويلها ذاتي (ولانعرف له معنى واضح) وليس هناك رقيب او حسيب على الواردات وليس لها اي توجه في خدمة مسيرة وزارتها وانما هدفها الاول هو ملئ جيوب عاصم وشلته وصاحب المطبعه .. وتعسا للصحف المستقلة والاعلام الحر فالمهم ان يستفيد اصحاب المكاتب الاعلامية في الوزارات. ومن هالمال حمل جمال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك