المقالات

ماذا يعرف البعثي عن طبيعة وظيفته ان كان موظفا بالفعل


بديع السعيدي

لقد مر العراق وخلال حكم حزب البعث الفاشي وممارسة منتسبيه لاقصى انواع الدمار وبكافة القطاعات كالتعليم والزراعة والصناعة والعمران بحيث اصبحت لهذه القطاعات وزارات وموظفين وما شابه ذلك واصبح الموظف البعثي منهم مميز عن اقرانه فهو الناهي والامر والمتحكم بشؤون هذه الدائرة او هذا القسم الذي يعمل به وكان عمله منصبا على مراقبة الموظفين وانتماءاتهم وكتابة التقارير عليهم بان فلان مستقل او فلان ضد الحكومة والحزب لانه انتقد اسلوب معين او حالة معينه او ان هذا الموظف يوجد لديه اقرباء من الدرجة الثالثه او الرابعة وهكذا الى الدرجة السابعة في حزب الدعوة او الحزب الشيوعي او ضد الحزب والثورة فكانت كل اعمالهم منصبة حول هذه الامور فقط من غير ان يعملوا شيئا يخص الوظيفه –

فعلى الحكومة العراقيه اذا كانت جادة باعادة هؤلاء الى وظائفهم السابقة فسيكونون عبئا ثقيلا على كاهل الحكومة والشعب ليس بسبب انهم بعثيون وارتكبوا عدة جرائم بحق الابرياء فحسب وانما اتحدى ان يكون احدهم لديه خبرة بطبيعة عمله الوظيفيه وحتى الذي كانت عنده خبرة بهذا المجال في يوم ما فقد نسيها لانه لم يعمل بها مطلقا وكان واجبه هو مراقبة الناس وكتابة التقارير ضدهم –اي بمعنى اخر( اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور) كما يقول المثل الشعبي فيا دولة رئيس الوزراء ويا حكومة ويا برلمان اذا كانت بنيتكم ارجاع هؤلاء الى وظائفهم السابقه فعليكم باختبارهم اولا كي تعلموا بان الغالبية العظمى من هؤلاء ليس لديهم اي خبرة او معرفة بطبيعة عمله الذي كان موظفا به فهذا مثال احببت ان اقدمه لكم من ارض الواقع لا الخيال او التكهن -لقد كنت طالبا في الابتدائيه وفي السبعينات تحديدا اتذكر كان عندنا معلم اسمه استاذ عدنان مزهر حاله حال بقية المعلمين يدرسنا في القراءه ثم انتقل الى مدرسة اخرى وبعد مضي سنوات الا واسمع عنه انه اصبح مسؤول شعبة في سوق الشيوخ والناس كلها تعرف عن قساوته وعن اسلوبه الجاف والكل تخاف منه ومن تقاريره واصبح فيما بعد مسؤولا لقاطع الجيش الشعبي بالمدينة نفسها

انني اتساءل ياحكومة القانون لو فرضنا تمت اعادة هذا الوغد الى وظيفته السابقة والتي هي معلم بالابتدائيه هل يستطيع ان يقوم بواجبه التعليمي على اكمل وجه ام انهم سيعلم تلاميذ هذه المدرسة كيفية النفاق وكتابة التقارير والانتقام وغرس العداوة بين صفوفهم انه لايعرف غير هذا في حياته المهنيه او الوظيفيه –هذا نموذج من الاف البعثيين الاخرين الذين تريدونهم ان يرجعوا الى وظائفهم السابقة وتتركون الذين لديهم الخبرة والخريجين وذوي الاختصاصات عاطلين عن العمل ويبحثون عن وظائف اتقوا الله بنا كشعب ودعوا امر هؤلاء جانبا فعندما كنا مشردين بسببهم في المنافي كانوا يضغطون علينا لكي نرجع اليهم من خلال ممارسات وحشية ارتكبت بحق اهالينا الذين بقوا هناك اما انتم يامن تمثلوننا الان على الساحة فخطابكم مع هؤلاء وتوددكم اليهم بمثابة اعلان حرب علينا نحن المضطهدين والمستضعفين من قبلكم ومن قبلهم معا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك