المقالات

الذاكرة السياسية والانتقائية

1208 14:18:00 2009-03-27

( بقلم : ميثم المبرقع )

لا ندري لماذا يحاول بعض السياسيين في العراق الجديد حرق ذاكرته او تناسي او نسيان المواقف التي حفرت في ذاكرة العراقيين آثاراً لا يمكن ان تمحى ابداً.  والاسوء من ذلك كله هو تعمد هؤلاء ان يتعاطوا مع الذاكرة بانتقائية فيحذفون منها ما يرغبون ويستذكرون منها ما يريدون. لعل الذاكرة العراقية وخصوصاً ذاكرة المظلومين والمضطهدين والسجناء تحديداً لا ينسون سياط الجلادين التي كانت تتلوى على ظهورهم في زنزانات البعث البغيض طيلة العقود الاخيرة التي مضت كما لا ينسون دماء شهدائهم من العلماء والمراجع ومئات الالاف من المؤمنين في انتفاضة شعبنا وفي حلبجة وفي كل مناطق العراق.

لا نريد ان نعيش على الماضي ومأساتها ونتغنى بجراحاتنا وذكرياتنا المؤلمة ولكننا نتذكر الماضي لكي لا تتكرر فصوله مجدداً ولا نريد ان يكون الماضي حاكماً على مساحات تطورنا ومسيرتنا او تسامحنا ولكن من اجل فرز الخنادق وتشخيص من اساء لشعبنا ومن ضحى فلا يتساوى المحسن والمسىء كما لا يتساوى الضحية والجلاد.من مفارقات الذاكرة السياسية في العراق ان بعضها اخذ يتناسى شركاء الامس واليوم وحلفاء العملية السياسية ومواقفهم المشرفة في حماية العراق من التشظى والتمزق والدفاع عن الحكومة المنتخبة من محاولات حجب الثقة والانسحابات الكتلوية منها بينما يستذكر الخلافات الجزئية وتفاوت وجهات النظر عن طبيعة العمل والاليات او التصورات السياسية مع اقرب اصدقاء وشركاء العملية السياسية.

لا نريد ان نمنّ على هؤلاء بمواقفنا الساندة لهم لانها نابعة عن قناعتنا في الدفاع عن العملية السياسية والعراق الجديد والحكومة المنتخبة ولكن ننبه هؤلاء الى النفق المظلم والفخ المعتم الذي نصب لهم من خلال اطلاق شعارات المصالحة الوطنية مع ازلام النظام او تأهيل حزب البعث للدخول الى العملية السياسية كما صرح مستشار دولة رئيس الوزراء لشؤون العشائر الشيخ عبود العيساوي وتأكيده لصحيفة الحياة وقناة الحرة على سعيهم الى تغيير مادة الدستور المتعلقة بحزب البعث الصدامي.

ان من يريد حرق ذاكرته مع جرائم البعث بسبب نشوة السلطة ومغرياتها فان هذا الحزب لم ولن ينسى او يتخلى عن طبائعه الاجرامية والتآمرية فانه سيعيد من جديد تنظيماته لكي يخطط بالانقلاب على من صافحوه وسامحوه كما وقفوا ضد من اطلق عليهم مبادرة (عفا الله عما سلف) في الثامن من شباط عام 1963.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك