( بقلم : ميثم المبرقع )
لا ندري لماذا يحاول بعض السياسيين في العراق الجديد حرق ذاكرته او تناسي او نسيان المواقف التي حفرت في ذاكرة العراقيين آثاراً لا يمكن ان تمحى ابداً. والاسوء من ذلك كله هو تعمد هؤلاء ان يتعاطوا مع الذاكرة بانتقائية فيحذفون منها ما يرغبون ويستذكرون منها ما يريدون. لعل الذاكرة العراقية وخصوصاً ذاكرة المظلومين والمضطهدين والسجناء تحديداً لا ينسون سياط الجلادين التي كانت تتلوى على ظهورهم في زنزانات البعث البغيض طيلة العقود الاخيرة التي مضت كما لا ينسون دماء شهدائهم من العلماء والمراجع ومئات الالاف من المؤمنين في انتفاضة شعبنا وفي حلبجة وفي كل مناطق العراق.
لا نريد ان نعيش على الماضي ومأساتها ونتغنى بجراحاتنا وذكرياتنا المؤلمة ولكننا نتذكر الماضي لكي لا تتكرر فصوله مجدداً ولا نريد ان يكون الماضي حاكماً على مساحات تطورنا ومسيرتنا او تسامحنا ولكن من اجل فرز الخنادق وتشخيص من اساء لشعبنا ومن ضحى فلا يتساوى المحسن والمسىء كما لا يتساوى الضحية والجلاد.من مفارقات الذاكرة السياسية في العراق ان بعضها اخذ يتناسى شركاء الامس واليوم وحلفاء العملية السياسية ومواقفهم المشرفة في حماية العراق من التشظى والتمزق والدفاع عن الحكومة المنتخبة من محاولات حجب الثقة والانسحابات الكتلوية منها بينما يستذكر الخلافات الجزئية وتفاوت وجهات النظر عن طبيعة العمل والاليات او التصورات السياسية مع اقرب اصدقاء وشركاء العملية السياسية.
لا نريد ان نمنّ على هؤلاء بمواقفنا الساندة لهم لانها نابعة عن قناعتنا في الدفاع عن العملية السياسية والعراق الجديد والحكومة المنتخبة ولكن ننبه هؤلاء الى النفق المظلم والفخ المعتم الذي نصب لهم من خلال اطلاق شعارات المصالحة الوطنية مع ازلام النظام او تأهيل حزب البعث للدخول الى العملية السياسية كما صرح مستشار دولة رئيس الوزراء لشؤون العشائر الشيخ عبود العيساوي وتأكيده لصحيفة الحياة وقناة الحرة على سعيهم الى تغيير مادة الدستور المتعلقة بحزب البعث الصدامي.
ان من يريد حرق ذاكرته مع جرائم البعث بسبب نشوة السلطة ومغرياتها فان هذا الحزب لم ولن ينسى او يتخلى عن طبائعه الاجرامية والتآمرية فانه سيعيد من جديد تنظيماته لكي يخطط بالانقلاب على من صافحوه وسامحوه كما وقفوا ضد من اطلق عليهم مبادرة (عفا الله عما سلف) في الثامن من شباط عام 1963.
https://telegram.me/buratha