المقالات

الذئاب التي قتلت علاء وضياء

1382 20:15:00 2009-03-26

( بقلم : محمود الشمري )

يوجد في المعتقلات الأمريكية في العراق الان حوالي 14 الف معتقل متهمون بأخطر الجرائم في العالم وهي الأرهاب والأبادة الجماعية والخطف والقتل والأغتصاب وغيرها . ثبتت التهم على اربعة الاف منهم وال 10 الاف الباقين سيتم اطلاق سراحهم بمعدل 1500 شهريا لعدم كفاية الأدلة ضدهم , قسم كبير منهم قامت القوات العراقية بتسليمهم للقوات الأمريكية لخطورتهم وعدم وجود سجون عراقية مؤهلة لكبحهم وقسم منهم كان مطلوبا من قبل القوات الأمريكية.

قضى هولاء فترة اعتقالهم براحة تامة وسعادة لاتضاهيها سعادة لأن المعتقلات الأمريكية تتوفر فيها كل وسائل الراحة والنظافة عكس المعتقلات العراقية القذرة والموبوءة بالأمراض الجلدية والمسكونة بالقمل وباقي الحشرات. انظروا الى المفارقة المضحكة المبكية سادتي ..فالذي يقتل العراقيين بالجملة ويغتصب النساء ويفسد في الأرض ايما افساد يسجن في سجن مريح نظيف ومراقب صحيا وتقوم المنظمات الدولية بزيارته والأطمئنان على أوضاعه ولا أحد يمسه أو يجرح كرامته , وهذا ما عرفته من شخص تربطني به قرابة بعيدة كان محتجزا في سجن بوكا. حيث قال بأنه شعر بحزن عندما فارق رفاقه في سجن بوكا وهو يفتقد النظافة والرعاية التي لم يجدها بين افراد عائلته وفي منزله, بالأضافة الى الأمان الذي كان يحس به داخل السجن عكس شوارع بغداد الملتهبة . أما الذي يحتجز في السجون العراقية وكما تعرفون فأن غالبيتهم يحتجزون بسبب وجودهم بالمكان والزمان الخطأ او نتيجة لوشاية أو لأي سبب كان فأنه يعاني من أوضاع سيئة جدا ,فكل شيء مرعب , المنام والطعام والنظافة كلها سيئة الى أبعد حدود السوء أما كرامته وانسانيته فهي منتهكة ولاتحتاج الى تعليق.

اطلاق سراح المعتقلين العراقيين في السجون الأمريكية يعتبر الان مهمة وطنية مفروغ منها يتسابق السياسيين العراقيين وخاصة ( لوبي) طارق الهاشمي والمطلك والدايني ومها الدوري على التشدق بها والأصرار عليها ويعتبرونها حجر الزاوية في عملية المصالحة الوطنية والتي هي( دعوة حق يراد بها باطل) . حيث ان الغرض الرئيسي منها هو اطلاق سراح عشرات الالاف من المجرمين ليعودوا الى القتال حتى يقلبوا المعادلة من جديد لصالح الأرهاب والقتل والذي نراه بازدياد مع كل عملية اطلاق سراح للمجرمين وكذلك التقارير التي تؤكد ان نسبة 80بالمائة من الذين يطلق سراحهم يعودون الى ممارسة الأرهاب من جديد خاصة وانهم قد أضافوا الى خبراتهم وشرفهم الأجرامي شرف جديد هو انهم كانوا معتقلين ويفتخرون . أنها مسألة وطنية وانسانية بحتة مفروغ منها ولابد على اللوبي الشريف من انجازها . والجميع عدا المجرمين متهم , الأمريكان متهمين باعتقال المجاهدين والصليب الأحمر الدولي مقصر جدا برعايتهم ووزارة حقوق الأنسان العراقية متهمة بالتقصير وعدم زيارتهم والحكومة العراقية والبرلمان متهم وألأحزاب السياسية متهمة وعلماء الدين متهمين وكل عراقي تعرض للقتل بيديهم متهم لأنه قتل بيد المجاهدين. صالح المطلك يقول يجب تعويضهم والهاشمي يطالب باحتضانهم والدايني يريد تقدير معاناتهم و طه درع نائب عن الأئتلاف يقول انه جرح نازف وكبير

والصدريين يريدون العفو عن جميعهم وفورا . أما نحن.. نعم نحن .. الذين قتل أولادنا وأخوتنا واباءنا ونساءنا وهجرنا واغتصبنا وسرقنا فلا أحد يفكر بنا , فمن سينصفنا ؟ ومن يعفو عنّا ؟, هل سيعفوا المجرمون من القاعدة عنّا ويتوقفوا عن قتلنا وتفجيرنا وهل سيتوقف جيش المهدي عن اختطافنا وسرقتنا.ومن للمقتولين ..من سينتصف لهم ..ومن سيطالب بدمائهم ..من سيعيدهم ويعطيهم فرصة للعيش. من سيعيد لي أخويّ ضياء وعلاء .

ضياء ذو ال27 سنه كان يبحث عن زوجة بيضاء ببياض وجهه وقلبه وبطوله الفارع وبوسامته وبشهامته,لم يرض بالكثيرات اللائي رشحتهن له أمه أو أخواته . ولكنه كان يشكو من نخر بسيط في اسنانه ولأنه يريد امرأة بمواصفات راقية فلابد أن يكون هو أيضا كذلك ولذا عليه اصلاح نخر اسنانه وابتدأ بالأصلاح عن طريق ألمركز الصحي في منطقة 4شوارع في اليرموك وهناك اصطاده بعض من سكنة سجن بوكا اليوم و ممن لاتتم المصالحة الّا بأطلاق سراحهم وممن يطالبون بالتعويض وممن يشكون من سوء الرعاية لهم وممن يعتبون على الصليب الأحمر وعلى الحكومة العراقية بالتقصير في رعايتهم ..

 ونخروا رأسه وصدره برصاص غادر .ومن يعيد لي علاء ذو ال23 سنه ببسمته وفرحه عندما ذهبنا معه لخطبة فتاة أرادها أن تشاركه حياته هل يستطيع طارق الهاشمي أن يعيد بسمته أو يطبطب على كتفيه كما يطبطب على أكتاف المجرمين ويبتسم بوجوههم .أم يستطيع مكي بن عدنان الدليمي أن يعيد فرحه له بعد أن أصدر أمره بوضع رصاصة في جبهته وانهى سعيه بالحصول على غرفة نوم مميزة يفرح بها هو و زوجة المستقبل التي قتل أبيها أمام عينيها . نعم من سيطلق سراح الأهات التي بقت حبيسة صدر أبيه وأمه لأنهما لم يستطيعا اخراجها من فرط الدهشة لأنه ثاني ولد يقتل لهما خلال 3أشهر . هل تستطيع الحكومة العراقية أو الصليب الأحمر الدولي أن يخففا حزن قريبي سعود الذي فقد أربعة من أولاده قتلا واحدا بعد اخر ومن يربي أطفال مهدي السته الذي صرع في شارع حيفا ومن ومن ومن .. ومن لمئات الالاف من اليتامى والأرامل .

هل تستطيع مها الدوري أو غفران الساعدي أن تخفف عن أم خليل بعد أن قتل هو وولديه في نفس الساعة, أم انها تخفف فقط عن امهات القتلة والمجرمين الذين قتلوه وقتلوا الأبرياء من اخواننا السنة وتركوا المجرمين.تصوروا ياسادة 1500 ذئب يطلق من قفصه كل شهر (مع اعتذاري لبعض الذين ظلموا وسجنوا بالخطأ) ويلبس ملابس البشر ويتخذ هيأتهم ويعيش بينهم. ولكم أن تتصوروا ماسيحدث اذا اكتمل عددهم بعد أن رأيتم ما يحدث هذه الأيام من عودة للأرهاب بعد اطلاق سراح بعض منهم , فاستعدوا لئلا تؤخذوا حين غرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مريم مغير
2009-03-27
إلى من يهمه الأمـــــــــــــــــر : قال النبي الأمبن صلى الله علبه وآله ( بوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم) وقال أمير المؤمنين الامام علي علبه الصلاة والسلام (الغدر بأهل الغدر وفــــــاء عند الله )...هل سنتوكل على الله وننظف العراق من المجرمين حسب شريعة الله ورسوله والمؤمنين
Zaid Mughir
2009-03-27
عزبزي محمود , مقال رائع ونتمنى أن تكون هناك أذن صاغية...الويل للشعب حينما يطلق سراح هؤلاء المجرمين الذين لا يعرفون ما معنى الحلال والحرام ...لعنة الله على صدام الأعوج ابن العوجة
النجفي الحر
2009-03-26
اه جم اه اهات يهل الغدر الالام ستستمر مادام من فينا يمد يده القذرة للايادي تلاسنة من البعثيين الله الله بالشهداء الله الله بالثكالى الله الله بالارامل الله اكبر من كل يمد يده للبعثين والله ابكيتني ياشمري وكتبت في براثا واممي قد قررت ان لااكتب لها منذ زمن بعدما احرفت 90 درجة عن ماكنا نروم منها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك