المقالات

مراجعة للواقع العراقي خلال ستة سنوات


( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

أيها الأخوة والأخوات لقد واجهت الأمة الإسلامية على طول تاريخها محاولات عديدة لبث الفرقة والاختلاف والتنازع والتقاتل بشتى الوسائل والطرق وتحت عناوين مختلفة ولربما ألبست لباس الإسلام والمذهب ....وقد تأتي هذه التحديات الخطيرة من داخل الأمة أحيانا ومن خارجها أحيانا أخرى ورغم النداءات المتتالية من قبل عقلاء الأمة لتحصين أفرادها بثقافة الوحدة والتئام الصف والتعايش السلمي نجد البعض يحاول في إثارة الفتن الطائفية البغيضة وذلك من خلال بعض قنوات التلفاز الفضائية أو الكتابة على شبكة الانترنيت وفي بعض الأحيان عبر الفتوى والبيانات والخطب التي تمس بهذا الطرف أو ذاك وآخرها ما صدر من تصريحات جديدة للشيخ القرضاوي علما أن القران حذرنا من الفرقة والتنازع فقال جلا وعلا ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم إن الله مع الصابرين )

 قال الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة وتذهب ريحكم قال أي تذهب دولتكم وهيبتكم وهذا هو واقع الأمة في بعض أجزاءها وللأسف الشديد فلقد نجحت تلك السياسة العدوانية في بعض المواقع الإسلامية من الوطن الإسلامي الكبير وذلك باستغلال الجهل والأمين والظروف المعقدة التي يمر بها المسلمون في تلك البلدان بينما لم تثبت تلك السياسات الغريبة عن الواقع الحقيقي للأمة الإسلامية في مواقع أخرى من بلاد المسلمين بسبب الوعي والمواقف المتحضرة للعلماء والمراجع بشكل خاص والمسلمين هناك بشكل عام ولا عجب فقد وصفنا ربنا سبحانه وتعالى فقال ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )

ولنا الحق نحن كعراقيين ان نفتخر بانتمائنا أولا للإسلام وثانيا لبلدنا العراق مهد الخلافة الإسلامية وعاصمة المسلمين لنا الحق أن نفتخر حينما حاول الإرهابيون والتكفيريون والمجرمون والخارجون عن القانون أن يفرقوا صف العراقيين عبر جرائم القتل والتهجير والتفجير التي حصدت الآلاف الآلاف من أرواح الأبرياء وذلك من خلال ثقافة التفيخيخ بالسيارات والدراجات والأشخاص وبمباركة من المحتل بل وبدعم مباشر وغير مباشر منه ومع هذا كله فان المجرمين فشلوا أمام صمود العراقيين وصلب إرادتهم وقوة إيمانهم بالله تعالى ولأنهم تعلموا الكثير من حياة رسول الله والذي كان يدعو إلى الحق والعدل والمساواة والتعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه فعندما ولد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم تكن الأرض تعرف العدل والمساواة وكان الأفراد والجماعات يذبحون بعضهم والجلادون يضعون على عبيدهم ما طاب لهم وكان الظلم والظلام هو اللون السائد على وجه الأرض ويوم ولد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تهاوت أركان الظلم من عليائها تماما مثلما ولدت وتحفزت إرادة العراقيين الحرة وإصرارهم على التغيير في العراق إلى عراق أفضل يتعايش مع الآخر ويحترم المنظومة العربية والإسلامية حينها تهاوت أركان الظلم وأزلامه وأصبحوا قاعا صفصفا لا ترى لهم أثرا ولا ذكرى أيها الأخوة وهنا ينبغي أن لا ننسى مواقف المراجع الإسلامية من العراقيين من الشيعة والسنة حينما تصدى هؤلاء الفضلاء لشرر الفتن وأوقفوها عند حدها مع شراسة من طبل لها واليكم أيها السادة القراء بعض التحديات الواقعية التي تهدد مشروع التقريب بين المسلمين :

1. الجهل المركب الذي يعاني منه بعض أبناء الإسلام وذلك بابتعادهم عن منهجه القويم .

2. الخلط المتعمد بين ماهو فقه واجتهاد شرعي وبين ما هو صراع سياسي قائم على المصلحة الشخصية .

3. لازلنا نتخوف من الخطوط الحمراء والألغام الصفراء التي وضعتا في تاريخ امتنا الإسلامية ودعوتي إلى الباحثين أن يدرسوا التاريخ دراسة علمية دقيقة غير منحازة حتى نبين لأبنائنا الحقائق الجلية .

4. التغيرات السياسية في البلاد الإسلامية تمثل تحديا كبيرا للتقريب بين المسلمين فكثيرا ما يتصرف مع الناس بضوء السياسية الموجودة والمفروضة على تلك الشعوب لا على نظرية ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )

5. لازالت بعض الفضائيات تؤدي دورا سلبيا مدمرا يؤجج المواقف الخلافية بين المسلمين وهذا من الطرفين ولكم أن تتابعوا ذلك .

6. الهيمنة الأجنبية على بعض بلاد المسلمين وكاد العراق أن يكون نموذجا لذلك وقد رأينا كيف قسم المحتل شعبنا ولكن شعبنا يملك إرادته الحرة فرفض ذلك التقسيم الطائفي باعتبار ان معظم قادته هم من أبناء الإسلام وطلابه. الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك