المقالات

مراجعة للواقع العراقي خلال ستة سنوات

963 16:03:00 2009-03-26

( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

أيها الأخوة والأخوات لقد واجهت الأمة الإسلامية على طول تاريخها محاولات عديدة لبث الفرقة والاختلاف والتنازع والتقاتل بشتى الوسائل والطرق وتحت عناوين مختلفة ولربما ألبست لباس الإسلام والمذهب ....وقد تأتي هذه التحديات الخطيرة من داخل الأمة أحيانا ومن خارجها أحيانا أخرى ورغم النداءات المتتالية من قبل عقلاء الأمة لتحصين أفرادها بثقافة الوحدة والتئام الصف والتعايش السلمي نجد البعض يحاول في إثارة الفتن الطائفية البغيضة وذلك من خلال بعض قنوات التلفاز الفضائية أو الكتابة على شبكة الانترنيت وفي بعض الأحيان عبر الفتوى والبيانات والخطب التي تمس بهذا الطرف أو ذاك وآخرها ما صدر من تصريحات جديدة للشيخ القرضاوي علما أن القران حذرنا من الفرقة والتنازع فقال جلا وعلا ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم إن الله مع الصابرين )

 قال الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة وتذهب ريحكم قال أي تذهب دولتكم وهيبتكم وهذا هو واقع الأمة في بعض أجزاءها وللأسف الشديد فلقد نجحت تلك السياسة العدوانية في بعض المواقع الإسلامية من الوطن الإسلامي الكبير وذلك باستغلال الجهل والأمين والظروف المعقدة التي يمر بها المسلمون في تلك البلدان بينما لم تثبت تلك السياسات الغريبة عن الواقع الحقيقي للأمة الإسلامية في مواقع أخرى من بلاد المسلمين بسبب الوعي والمواقف المتحضرة للعلماء والمراجع بشكل خاص والمسلمين هناك بشكل عام ولا عجب فقد وصفنا ربنا سبحانه وتعالى فقال ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )

ولنا الحق نحن كعراقيين ان نفتخر بانتمائنا أولا للإسلام وثانيا لبلدنا العراق مهد الخلافة الإسلامية وعاصمة المسلمين لنا الحق أن نفتخر حينما حاول الإرهابيون والتكفيريون والمجرمون والخارجون عن القانون أن يفرقوا صف العراقيين عبر جرائم القتل والتهجير والتفجير التي حصدت الآلاف الآلاف من أرواح الأبرياء وذلك من خلال ثقافة التفيخيخ بالسيارات والدراجات والأشخاص وبمباركة من المحتل بل وبدعم مباشر وغير مباشر منه ومع هذا كله فان المجرمين فشلوا أمام صمود العراقيين وصلب إرادتهم وقوة إيمانهم بالله تعالى ولأنهم تعلموا الكثير من حياة رسول الله والذي كان يدعو إلى الحق والعدل والمساواة والتعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه فعندما ولد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم تكن الأرض تعرف العدل والمساواة وكان الأفراد والجماعات يذبحون بعضهم والجلادون يضعون على عبيدهم ما طاب لهم وكان الظلم والظلام هو اللون السائد على وجه الأرض ويوم ولد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تهاوت أركان الظلم من عليائها تماما مثلما ولدت وتحفزت إرادة العراقيين الحرة وإصرارهم على التغيير في العراق إلى عراق أفضل يتعايش مع الآخر ويحترم المنظومة العربية والإسلامية حينها تهاوت أركان الظلم وأزلامه وأصبحوا قاعا صفصفا لا ترى لهم أثرا ولا ذكرى أيها الأخوة وهنا ينبغي أن لا ننسى مواقف المراجع الإسلامية من العراقيين من الشيعة والسنة حينما تصدى هؤلاء الفضلاء لشرر الفتن وأوقفوها عند حدها مع شراسة من طبل لها واليكم أيها السادة القراء بعض التحديات الواقعية التي تهدد مشروع التقريب بين المسلمين :

1. الجهل المركب الذي يعاني منه بعض أبناء الإسلام وذلك بابتعادهم عن منهجه القويم .

2. الخلط المتعمد بين ماهو فقه واجتهاد شرعي وبين ما هو صراع سياسي قائم على المصلحة الشخصية .

3. لازلنا نتخوف من الخطوط الحمراء والألغام الصفراء التي وضعتا في تاريخ امتنا الإسلامية ودعوتي إلى الباحثين أن يدرسوا التاريخ دراسة علمية دقيقة غير منحازة حتى نبين لأبنائنا الحقائق الجلية .

4. التغيرات السياسية في البلاد الإسلامية تمثل تحديا كبيرا للتقريب بين المسلمين فكثيرا ما يتصرف مع الناس بضوء السياسية الموجودة والمفروضة على تلك الشعوب لا على نظرية ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )

5. لازالت بعض الفضائيات تؤدي دورا سلبيا مدمرا يؤجج المواقف الخلافية بين المسلمين وهذا من الطرفين ولكم أن تتابعوا ذلك .

6. الهيمنة الأجنبية على بعض بلاد المسلمين وكاد العراق أن يكون نموذجا لذلك وقد رأينا كيف قسم المحتل شعبنا ولكن شعبنا يملك إرادته الحرة فرفض ذلك التقسيم الطائفي باعتبار ان معظم قادته هم من أبناء الإسلام وطلابه. الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك