المقالات

من للأيتام

1144 14:29:00 2009-03-26

حسن الهاشمي

لرعاية الأيتام آثار وضعية دنيوية، وللإساءة إليهم مثلها إذ كل شخص في هذه الحياة عرضة إلى الموت وأبناءه معرضون إلى اليتم في كل لحظة، فكل واحد منا مدعو لتقوى الله في الأيتام ليسخر الله تعالى غيره في أيتامه.وليعلم الجميع إن رعايتهم والأخذ بأيديهم له الآثار الوضعية أيضاً فالله لا ينسى تلك الأيادي البيضاء على هؤلاء المقطوعين الذين لف كفيلهم رداء الموت.

وقد عرض القرآن الكريم نماذج من هذا النحو من الرعاية المتقابلة فقال تعالى: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ.. [الكهف : 82]. لقد حفظ الله ورعى لأب هذين اليتيمين جزاء صلاحه فأكرم يتيميه، حيث قيظ لهما من بنى لهما الجدار الذي ذخر الكنز لهما تحته ريثما يبلغا أشدهما، ويستخرجا كنزهما كل ذلك رحمة من ربك، ومعاملة حسنة بالمقايضة والمقابلة.

عودا على بدء هناك بعض الإحصائيات تشير إلى وجود ثلاثة ملايين يتيم وأكثر من مليون أرملة في العراق، فإن قضية الأرامل واليتامى وما يتحتم علينا جميعا مساعدتهم والنهوض بواقعهم وعلى كافة الأصعدة، وهذا العمل يصب في صميم قضية الإصلاح وإسداء الخير والمعاشرة بالمعروف في المجتمع، قال عز وجل: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) (البقرة: من الآية220)، لقد ولت حقب البؤس والحرمان الذي كان يلفهم بعد سقوط الديكتاتورية التي هي أس المشكلة، فعلى النظام الديمقراطي وهو أس الصلاح والإصلاح يقع قصب السبق في انتشالهم من واقعهم المتردي الذي يعيشون فيه.

رعاية الأرامل والأيتام مسؤولية وطنية وأخلاقية ملقاة على عاتق جميع المسؤولين وكل من له القدرة على رعاية هذا العدد الكبير من الأرامل والأيتام.. علما إن هناك أموالا طائلة تصرف كإعانات ورواتب لهؤلاء ولكنها بحاجة إلى شفافية وترشيد، كما إن نفس الحاجة المادية وقضاءها بالطريقة التي نشاهدها وما يصاحبها من استخفاف في الدوائر المعنية، قد يعرّض أحيانا الأرامل والأيتام إلى هدر الكرامة والاهانة والإذلال وهذا على خلاف المخالطة الأخوية التي أوصانا بها القرآن الكريم. لذلك لابد من وضع آلية توفر لهؤلاء الحصول على المال ولو كان بسيطا يسد الحاجات الأساسية لهم بعزة وكرامة ومن ذلك إدخال الذين يتمتعون بمؤهلات جسمية وعقلية سليمة منهم في دورات لتعلم بعض المهن حتى يتمكنوا من العيش الكريم منها.

وكذلك بالنسبة للأيتام فمع فقدهم للرعاية الأبوية التي تحرمهم من الرعاية النفسية والعملية والأخلاقية فلا بد من وضع آلية لرعايتهم فيها، ومن دون ذلك سيكونون عرضة للضياع والانحراف وفريسة للنفوس المريضة التي تحاول استغلالهم. وهذه الظاهرة إذا لم توضع لها حلولا ناجعة حاضرا بالمساعدات العاجلة ومستقبلا بالمشاريع الاقتصادية والتربوية، ستشكل خطرا اجتماعيا في مستقبل العراق وتؤدي إلى تضييع طاقات الملايين من أبناء هذا البلد، بل ربما سيكون البعض منهم عامل تخريب وهدم في البناء الاجتماعي للمجتمع العراقي..  فنحن نتأرجح بين الرحمة الإلهية التي تتمثل برعاية الأيتام وبين السخط الإلهي الذي يتجلى بالإساءة إليهم، فأيهما ننتخب؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مريم مغير
2009-03-27
الملاحظ إننا نرى بأن الأهتمام بأيتام صدام هو الساري ونسوا الأيتام الذي تيتموا بسبب رعونة صدام وأجرامه والأيتام الذين تيتموا بسبب المنافقين الأرهابيين ...اللهم أرحمنــــا وانتقم من الظالميــــــــــــن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك