المقالات

الاستهتار مقابل الاعتذار

1116 13:20:00 2009-03-25

( بقلم : ميثم المبرقع )

قد يحلو للبعض ان يقارن بين المصالحة الوطنية في العراق وبعض البلدان التي عاشت تجارب مماثلة للواقع العراقي كتجربة جنوب افريقيا التي عانت من التمييز العنصري الذي مارسه البيض ضد مواطنيهم من السود طيلة ثلاثة قرون. وهذه المقارنة غير دقيقة بسبب اختلاف طرفي المصالحة في كلا البلدين وتحديد المفاهيم والمصطلحات في معاني المصالحة واطرافها. ففي كل تجارب العالم اعتذر المسيئون لشعوبهم وطلبوا العفو منهم بسبب اخطائهم وخطاياهم. والاعتذار شجاعة وقمة الوعي ولا يقدم عليه الا الذين وصلوا الى فهم حضاري واخلاقي لان المكابرة والاصرار على الاخطاء حماقة ودناءة.

وما يجري في العراق هذه الايام في غاية الغموض والضبابية فان اولئك الجلادين والمخطئين بحق شعبنا مازالوا يطالبون الضحايا بتقديم الاعتذار لهم لانهم واجهوا نظامهم السابق كخطوة مقابلة لاعتذارهم ولا ندري من يعذر من ؟ الجلاد او الضحية. ولابد من الاشارة العابرة الى ان ما يجري في بعض احيائنا ومناطقنا بين المواطنين هذا ليس من المصالحة بشىء لان المصالحة متفرعة من الخصومة والنزاع وليس ثمة صراع او نزاع بين المواطنين وان اختلفوا مذهبياً او دينياً او قومياً او مناطقياً ويمكن ان نطلق عليه تطييب خواطر وتهدئة مشاعر بسبب ما حصل من شد طائفي واحتباس مذهبي بعد احداث تفجير المرقد المقدس في سامراء عام 2006.

المصالحة الوطنية مع ازلام النظام وبغض النظر عن الدستور لابد ان يسبقها اعتذار من ذوي الشهداء والضحايا وليس هناك من له الوصاية او القيمومة على ضحايا العراق لكي يتصالح نيابة عنهم او يتحدث باسمهم او يسامح او يصافح بدلاً عنهم. ازلام النظام لم ولن يعتذروا بل يطالبون الضحايا بالاعتذار كما كانوا يطالبونهم بدفع اطلاقات الرصاص التي تطلق لقتل ذويهم في حفلات اعدام يومية في سجن ابو غريب قسم الثقيلة مرتين في الاسبوع في العهد البائد. وما يميز حزب البعث عن غيره من احزاب الكون هو انه عصابة تقود حزباً وليس حزباً يقود عصابة حتى يمكن التخلص من هذه العصابة لتأهيل هذا الحزب من جديد ومن فكر بعودته فانما يعطي مجالاً للتأمر والتصفيات والانقلابات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-03-25
عزيزي ميثم ..للمثال ...لنفرض إن المصالحة تمت وأعتذر البعثيون وجاءوا لممارسة أعمالهم وفتحوا مقرات للحزب علنا في بغداد أو النجف أو الكوفة أو كربلاء أو البصرة أو أي مكان ...ماذا تتوقع....؟ هل تتصور أنهم سينجحون ...سأجيب حسب معرفتي ...أنا متأكد بأن العراق سيتخلص من جميع الأحذية القديمة وستراها في مقراتهم إن تجرأو على ذلك وكذلك سيكون قتلهم عمل شعبي ...لا أتصور بأن هؤلاء الجبناء البعثية سيأتون الى العراق ...لعنة الله على صدام وطلفاح اللفاح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك