بقلم : سامي جواد كاظم
الدراما ابتُكرت وعُشقت لتتلاعب بمشاعر الناس سواء كان بالفرح او الحزن اي غايتها التاثير في المشاعر، ولانها نالت اعجاب واهتمام المتابع لها فبدأت تعمل على بث افكار معينة من خلال هذه الاعمال الفنية .ولوحظ في بداية النصف الثاني من القرن العشرين وتحديدا مع بداية انتشار جهاز التلفاز في العالم واصبح من مستلزمات البيت فالبيت الخالي من هذا الجهاز يعد متخلف او فيه خلل وجاء التطور اكثر باجهزة الارسال ذات الصحن الهوائي وجعلت المشاهد يتابع مئات القنوات في كل ليلة .
من هنا استنفرت بعض الايديولوجيات كل طاقاتها المادية والفنية في اعداد برامج ومسلسلات تستطيع من خلالها هدم المنظومة الاخلاقية التي ثبتها سيد الخلق صلى الله عليه واله وسلم ومن جاهد معه في سبيل ذلك .واصحاب الافكار الهدمية وجدوا ضالتهم في الفكر الوهابي الذي يظهر للعالم تزمته بحجة تطبيق الاسلام الا اننا نتابع ان اقبح وافضح المسلسلات ذات البعد الاخلاقي السيء تعرض من قنوات ال سعود بالدرجة الاولى .هنالك اسلوب تم دراسته بدقة عالية جدا من قبل منتجي هذه المسلسلات المدسوسة للتاثير السلبي على اخلاق المجتمعات الاسلامية الملتزمة .
هذا الاسلوب يعتمد على خلق شخصية ممثل محبوبة جدا وجعله بطل لمسلسلاتهم يظهر فيه الخير ومساعدة الناس والقضاء على الجريمة والدفاع عن المظلومين فيتعاطف الناس معه بشدة وتترسخ في نفوسهم هذه الشخصية على انها الصحيحة وتمثل جانب الخير في المسلسلات وفجأة يظهر في مسلسلة جديدة يرتكب اخطاء تهز الخلق الانساني ولكنه يبكي ويعتصره الالم وانه ما قصد ذلك فيتم تلافي خطأه ، مثلا يزني بحبيبته قبل الزواج ويواعدها على الزواج وبعد افتضاح الامر وحمل حبيبته منه يتزوجها ليصلح الخطأ وكان هذا الامر طبيعي جدا في المجتمع مما يجعل كثير من متابعي هذا الممثل الاقدام على نفس تصرفاته .
والملاحظ اليوم فقد هلّت علينا المسلسلات التركية الفاسدة بمعنى الكلمة والتي تعتمد الهدم الخلقي باسلوب تضمين هذه المسلسلات قصص مغامراتية مثلا العصابات وفراق الاخوة ومن خلالها دس العلاقات المشبوهة بين الفاسق والفاسقة على ان ذلك حب طاهر ونقي ، مع اعطاء دور المدافع عن الخير لبطل الفلم الفاسق حتى يتقبل المشاهد كل اعمال هذا الممثل ولاحظوا عناوين هذه المسلسلات كلها حب او ايام ضائعة .
العجيب في المجتمعات الملتزمة والتي لاقدرة لها على ضبط ابنائها في متابعة ما لا يصح مشاهدته العجيب فيها انها لا تمنع اعلانات تظهر لابطال هذه المسلسلات المنحطة بل ان هنالك من يضع اسم المسلسلة او بطل الفلم على منتوجه لجعل افعال هذا الممثل صحيحة من غير الالتفات الى ذلك من قبل التربويين في المجتمع .
وحتى الافلام المتحركة ( افلام كارتون ) تظهر افلام بمنتهى الانحطاط وتظهر الصغير من الحيوانات قوي بخباثته مما تجعل الطفل يقدم على نفس اعمال هذه الحيوانات الصغيرة في الخباثة .اتذكر وانا في احدى المستشفيات رايت رجل يدخل ابنه الصغير الى صالة العمليات وساله احد الحاضرين عن ما حدث لولده فاجاب وانا استمع اليه ان ولده معجب بسازوكي وهو يطير من السطح الى الارض فاراد ان يعمل مثله فحاول الطيران من شرفة البيت الى الارض فتكسرت عظامه .
المعلوم ان تربية الابناء تعتمد على المدرسة و الشارع واخيرا البيت في التهذيب وحذف السلبي من التصرفات وتاكيدهم على الايجابي ، ففي احدى اعداديات المدارس البناتية شكت احدى المدرسات من سوء خلق بعض الطالبات المتاثرات بالمسلسلات التركية فجاء الرد عنيف من اهل هذه البنت على اعتبار ان هذه حرية .ولقد رصدت حالات سلبية حدثت لبعض العوائل اعتبرت جديدة على المجتمع العراقي منها العلاقات المشبوهة للبنات والشباب ومن غير رادع بل وان هنالك قضايا خلافية في المحاكم تطالب النساء فيها ازواجهم معاملتهن مثل ما يعامل الفنان التركي حبيبته في المسلسلات ، فهل هذا ثمرة البناء الاسلامي لاخلاقنا ؟
https://telegram.me/buratha