المقالات

تطبيق المسلسلات التركية على ارض الواقع

2102 18:50:00 2009-03-24

بقلم : سامي جواد كاظم

الدراما ابتُكرت وعُشقت لتتلاعب بمشاعر الناس سواء كان بالفرح او الحزن اي غايتها التاثير في المشاعر، ولانها نالت اعجاب واهتمام المتابع لها فبدأت تعمل على بث افكار معينة من خلال هذه الاعمال الفنية .ولوحظ في بداية النصف الثاني من القرن العشرين وتحديدا مع بداية انتشار جهاز التلفاز في العالم واصبح من مستلزمات البيت فالبيت الخالي من هذا الجهاز يعد متخلف او فيه خلل وجاء التطور اكثر باجهزة الارسال ذات الصحن الهوائي وجعلت المشاهد يتابع مئات القنوات في كل ليلة .

من هنا استنفرت بعض الايديولوجيات كل طاقاتها المادية والفنية في اعداد برامج ومسلسلات تستطيع من خلالها هدم المنظومة الاخلاقية التي ثبتها سيد الخلق صلى الله عليه واله وسلم ومن جاهد معه في سبيل ذلك .واصحاب الافكار الهدمية وجدوا ضالتهم في الفكر الوهابي الذي يظهر للعالم تزمته بحجة تطبيق الاسلام الا اننا نتابع ان اقبح وافضح المسلسلات ذات البعد الاخلاقي السيء تعرض من قنوات ال سعود بالدرجة الاولى .هنالك اسلوب تم دراسته بدقة عالية جدا من قبل منتجي هذه المسلسلات المدسوسة للتاثير السلبي على اخلاق المجتمعات الاسلامية الملتزمة .

هذا الاسلوب يعتمد على خلق شخصية ممثل محبوبة جدا وجعله بطل لمسلسلاتهم يظهر فيه الخير ومساعدة الناس والقضاء على الجريمة والدفاع عن المظلومين فيتعاطف الناس معه بشدة وتترسخ في نفوسهم هذه الشخصية على انها الصحيحة وتمثل جانب الخير في المسلسلات وفجأة يظهر في مسلسلة جديدة يرتكب اخطاء تهز الخلق الانساني ولكنه يبكي ويعتصره الالم وانه ما قصد ذلك فيتم تلافي خطأه ، مثلا يزني بحبيبته قبل الزواج ويواعدها على الزواج وبعد افتضاح الامر وحمل حبيبته منه يتزوجها ليصلح الخطأ وكان هذا الامر طبيعي جدا في المجتمع مما يجعل كثير من متابعي هذا الممثل الاقدام على نفس تصرفاته .

والملاحظ اليوم فقد هلّت علينا المسلسلات التركية الفاسدة بمعنى الكلمة والتي تعتمد الهدم الخلقي باسلوب تضمين هذه المسلسلات قصص مغامراتية مثلا العصابات وفراق الاخوة ومن خلالها دس العلاقات المشبوهة بين الفاسق والفاسقة على ان ذلك حب طاهر ونقي ، مع اعطاء دور المدافع عن الخير لبطل الفلم الفاسق حتى يتقبل المشاهد كل اعمال هذا الممثل ولاحظوا عناوين هذه المسلسلات كلها حب او ايام ضائعة .

العجيب في المجتمعات الملتزمة والتي لاقدرة لها على ضبط ابنائها في متابعة ما لا يصح مشاهدته العجيب فيها انها لا تمنع اعلانات تظهر لابطال هذه المسلسلات المنحطة بل ان هنالك من يضع اسم المسلسلة او بطل الفلم على منتوجه لجعل افعال هذا الممثل صحيحة من غير الالتفات الى ذلك من قبل التربويين في المجتمع .

وحتى الافلام المتحركة ( افلام كارتون ) تظهر افلام بمنتهى الانحطاط وتظهر الصغير من الحيوانات قوي بخباثته مما تجعل الطفل يقدم على نفس اعمال هذه الحيوانات الصغيرة في الخباثة .اتذكر وانا في احدى المستشفيات رايت رجل يدخل ابنه الصغير الى صالة العمليات وساله احد الحاضرين عن ما حدث لولده فاجاب وانا استمع اليه ان ولده معجب بسازوكي وهو يطير من السطح الى الارض فاراد ان يعمل مثله فحاول الطيران من شرفة البيت الى الارض فتكسرت عظامه .

المعلوم ان تربية الابناء تعتمد على المدرسة و الشارع واخيرا البيت في التهذيب وحذف السلبي من التصرفات وتاكيدهم على الايجابي ، ففي احدى اعداديات المدارس البناتية شكت احدى المدرسات من سوء خلق بعض الطالبات المتاثرات بالمسلسلات التركية فجاء الرد عنيف من اهل هذه البنت على اعتبار ان هذه حرية .ولقد رصدت حالات سلبية حدثت لبعض العوائل اعتبرت جديدة على المجتمع العراقي منها العلاقات المشبوهة للبنات والشباب ومن غير رادع بل وان هنالك قضايا خلافية في المحاكم تطالب النساء فيها ازواجهم معاملتهن مثل ما يعامل الفنان التركي حبيبته في المسلسلات ، فهل هذا ثمرة البناء الاسلامي لاخلاقنا ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رائد ابو كرار الزنبور
2009-03-27
قد لا نحتاج الى هذه المسلسلات لئن العراق اصبح اكبر واروع من اي فلم رعب او مسلسل بل حتى يفوق افلام هوليود
سامي جواد كاظم
2009-03-25
الاخ زيد نطقت الصواب وهذا هو عين الحل فلابد من انتاج الافضل من مسلسلاتهم وبرامجهم وفي شتى المجالات حتى تستطيع ان تقوم وتربي جيلنا كان لي حديث مع الشهيد السيد عدنان الصافي العامل في قناة الانوار بهذا الخصوص وقدمت لهم رزمة من الاقتراحات بل وحتى البرامج التي من نفس هذا المضمون ولا اعلم ما اتخذوه قرار
عراقي
2009-03-25
ان من فضل الله على اغلب اهل العراق انهم من معتنقي المذهب الحق الا وهو نهج ال البيت صلوات الله وسلامه عليهم وهو صنو القران بل القرآن الناطق ولاأظن ان هذا النهج الذي انقضت عليه طغات العصور لازالته او زعزعته عن مجراه الالهي رغم بعض التشويهات هنا وهناك الا ان الاصل والاصلاء لازالوا وسيبقوا الا ان يسلموا راية الحق لصاحبها لا يخلوا من معالجات لهذه السموم الفكرية وبما ان حكومتنا( الموقرة) تدعي حب ال البيت والسير على نهجهم فهي الاولى بمصالح شعبها الفكرية قبل المادية ورحم الله من يضعون صورته في مكاتبهم
Zaid Mughir
2009-03-25
الأستاذ الفاضل سامي. هل توجد امكانيات لدى القنوات المحببة الينا كالفرات والعراقية والأنوار من عمل مسلسلات لبناء الفضيلة والأخلاق ونجعل الأجيال تتأثر بها .كما في الأعمال الفنية التاريخية (أصحاب الكهف , والسيدة مريم وغيرها ) لقد أحبها الناس وكان العمل من أنتاج جمهورية ايران الأسلامية ..صحيح ان قنوات الفجور من أم بي سي وروتانا تهدم الأخلاق فما علينا إلا أن نقوم بعمل مضاد لهذه القنوات السخيفة , ودمت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك