محمود الشمري
بعد نداء المصالحة الذي وجهه السيد رئيس الوزراء للبعث اللعين الذين حكم من السنين أربعين . مارس البعث فيها أبشع الجرائم والحق بنا اكبر المصائب,جرائم شملت كل العراقيين وطالت كل الشرفاء ومصائب خارج حدود التخيل. ولم يسلم من شرورهم الاّ المحظوظين أو شركائهم في بعض أفعالهم الدنيئة , أقول بعد نداء المصالحة معهم وأنا أسميه ( مصالحة مع العقارب) ولا أعلم كيف يمكن التصالح مع عقارب , قررت تهيئة جوازات السفر لي ولعائلتي لأني ان كنت قد سلمت منهم فيما مضى فلا أعتقد أن الحظ سيحالفني هذه المرّة وتسلم الجرة كما سلمت سابقا .
لذا قررت أن أخوض مغامرة عسيرة كنت اتحاشاها دائما , ألا وهي الحصول على جوازات سفر ! يعني تهيئة الأمور حتى( أملخ اني والجهال وأمهم) قبل ماترجع العقارب و لدغة و(رأسا للقبر). على كل, خضت المغامرة و الحمد لله وجدت ان الكثير من الأجراءات الصارمة القديمة والروتين المرعب الموجود في بعض دوائرنا قد تخفف وخاصة دائرة الجوازات وروح التعاون قد أخذت تنمو وتتواصل مع المواطن ولكن استحصال المبالغ بدأ أيضا ينمو ويتواصل مع جيب المواطن بحيث أن أحد المراجعين سماها (ولاية فرهود) . تجاوزت الكثير من المصاعب وعبرت الكثير من العوائق ولكن عندما وصلت الى تهيئة الصكوك البالغ احدها 25 الف دينار المدفوع لصالح دائرة الجوازات فأن حبل الود قد انقطع .. وسوء الظن حل بمكان حسن الظن والتفاؤل انقلب تشاؤم فقد دخلت لأحد المصارف الحكومية وأنا متفائل واذا بالموظفة تقول والحمد لله فان مصارفنا تمتليء بالنساء وليس المصارف فقط وانما أكثر الدوائر ومع ذلك تراهن يطالبن بالمزيد , قالت الموظفة لا يوجد لدينا صكوك وسألت لماذا لاتوجد صكوك .. أجابت لقد نفذت ..
وسألت وكيف نفذت ؟ وهل هي مستوردة ولم تصل لحد الان كما نسمع دائما من وزارة التجارة بخصوص مفردات البطاقة التموينية المفقودة .. والنتيجة ؟..أجابت .. أذهب الى مصرف اخر . وكظمت غيضي .وذهبت الى مصرف اخر .. واذا بموظفة تجيب نعتذر لأن دائرة الجوازات لا يقبلون صكوكنا ...!!ولماذا سألت؟ أسألهم أجابت..!! وخرجت وتوجهت الى مصرف اخر واذا بنفس العذر .. وتوجهت لمصرف اخر فسألتني الموظفة كم صكا تريد ؟ فأجبت خمسة .. فقفزت الموظفة !! وقالت( لا عيني ماكو.). أستطيع أن أعمل لك صكين فقط ..فقلت ولكننا عائلة قالت(مو مشكلة) أكمل جوازين الان وبعدين أكمل باقي الجوازات وقلت.. هل انت تمزحين ؟ وهنا قالت الكومبيوتر عاطل ..! ولكنك تقولين صكين ممكن . . !! قالت هكذا ..! فقدت أعصابي (وكادت أن تعلك) وتدخلت مديرة المصرف ولم أستطع الحصول على الصكوك لأن الموظفة أصرت على ان الكومبيوتر عاطل .. ولماذا عاطل سألت وأنا أخرج مهزوما ؟.. اجابت لأنه صيني ويمكن أن تذهب للوزارة وتسأل لماذا يزودونا بكومبيوترات صينية ..وبعدين لماذا نحن بالذات تأتينا ..اذهب الى مصرف اخر يا أخي.. أجبت.. اقتراح منطقي جدا .. وذهبت لمصرف اخر واذا برئيس الحرس هو جار لي ولم أكن أعلم انه يعمل حارسا في مصرف وهنا قلت فرجت ان شاء الله ..وبالفعل فرجت وحصلت على الصكوك والحمد لله. وبعد عدة أيام حصلت على الجوازات المباركة وعدت للبيت وأنا أكاد اطير من الفرح واستقبلتني العائلة بحفاوة وكأني فاتح عظيم .
وأنا أقلب الجوازات منتصرا ومزهوا وأقص على أم الجهال تفاصيل حصولي على الجوازات وأحمد الله أن المغامرة الصعبة قد انتهت على خير وان الفرهود والتعب لم يذهب سدى .... واذا بأم الجهال تلاحظ وجود فرق نقطة باللقب بيني وبين الجهال ...حرف ياء في جوازي بينما هو باء عند الجهال (يمعوده كولي غيرها), وعند ترجمته صار الفرق واضحا .ذهبت نشوة الأنتصار والخيبة حلت بمكانها. راجعت دائرة الجوازات وبعد الفحص أجابوا مع الأسف يجب أن تعيد المعاملة من جديد .. قلت, ماذا ؟من جديد كل شيء .. أجابوا نعم كل شيء.. قلت والصكوك ؟..قالوا الصكوك ذهبت مع المعاملة القديمة.. قلت وماذا يعني ؟ قالوا عليك احضار صكوك جديدة..وهنا لم أعد أشعر بما يحدث حولي وفقدت الوعي (بالعراق نقول خربت, وبعض الناس يقول طحت) وأحسست وأنا داخل المستشفى وسألت ماذا حصل ولماذا انا هنا؟ ولماذا أحس بالوجع في عضلات جسمي وكأن مجموعة عقارب قد لدغتني؟ (شنو رجعوا البعثية)؟ .. قالت احدى الممرضات بسيطة ماكو شي لا تخاف .. انها نوبة صرع فقط ...!!!
وهنا السؤال اللغز ؟ هل ان سبب المصيبة واصابتي بالصرع هو بسبب دعوة المصالحة مع العقارب التي اطلقها السيد المالكي ؟ أم بسبب شعوري بالخيبة وذهاب جهودي سدى وعليّ اعادتها؟ أم بسبب الصكوك وشعوري بأستحالة الحصول عليها ؟ سؤال يوجهه المفتش كورومبو للقراء وهناك جائزة لمن يصل الى الحل الصحيح.
https://telegram.me/buratha