المقالات

رهان سياسي


علاء الموسوي

ما زال الربيع عاجزا عن ان يشرح قلوب الساسة في البدء بتحالفات جوهرية تمكنها من فك الاختناقات لمسلك المصالح السياسية المستقبلية بين الفرقاء. وعلى الرغم من ان الخطوط العريضة لهرمية التلاقي السياسي واضحة المعنى والهدف، الا ان الغموض ما زال يعتريها وهي تقترب لدخول الشهر الثاني بعد اعلان انتخابات مجالس المحافظات.

التلكوء الحاصل في عدم الوصول الى تحالفات في تشكيل الحكومات المحلية، ينذر بازمة سياسية داخلية لاتبشر بخير، لاسيما وان الاعلان عن بعض التحالفات اليوم لاتتعدى الوسيلة الاعلامية لتنتقل بعدها الى النفي على لسان الحزب او التكتل الفلاني. سمعنا عن تحالف ائتلاف القانون مع التيار الصدري، وكذلك عن تحالف المطلك واياد علاوي مع ائتلاف القانون، فضلا عن اعلان تيار شهيد المحراب لاكثر من مرة انه لاتوجد لديه خطوط حمر مع أي مكون سياسي يهدف الى تحسين الخدمات والنهوض بواقع المحافظات. ولكن ما زالت هذه الدعوات تفتقر الى التطبيق الفعلي لها، من دون ان يتم التوضيح عن خلفياتها واسباب التنافر المعلن عن عدمها.

صحيح ان تيار شهيد المحراب اوضح بشفافية مطلقة انه مستعد للدخول في تحالفات وطنية وتشكيل جبهة سياسية فاعلة تأخذ على عاتقها النهوض بواقع المحافظات، والتخلص من معاناة اهلها المستمرة، لكن ما جوبه به من قبل اقرب المكونات المتحالفة معه في البيت الواحد، افرز الكثير من التساؤلات حول طبيعة التحالفات المسبقة والمعلنة لاكثر من عامين. لماذا نتحالف في السر ولا نبرمج هذا التحالف الى العيان وتطبيقه في ساحة الاعمار والبناء السياسي والاقتصادي... هل المشكلة تكمن في معطيات التنازلات عن المصالح الفردية مقابل المصلحة العامة للشعب، او ان القضية لاتتعد حسابات خاصة اريد لها ان تتغير بتغيير الايدلوجية المعلن عنها اليوم في التصالح مع الملطخة اياديهم بدماء الشعب على حساب التنافس الانتخابي في الحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات النفعية؟.

لعل الاجابة عن هكذا نوع من التساؤلات يثير حفيضة البعض، ولكن اثارته قبل موعد التاسع من نيسان.. قد يتيح استقراء الكثير من الاجابات التي ستغدقها علينا اسئلة ما بعد التصالح مع ازلام البعث الصدامي بعد مرور ست سنوات على اسقاط الطاغية دون اسقاط عرشه واوهام التسلط والانفراد. ولعل انكفاء التحالف بين المكونات الاخرى، والتي كانت تعرف وما زالت بالاحزاب الصغيرة، مترددة هي الاخرى عما يفرزه ارهاصات الكبار حول شروط اللعبة السياسية المنتظر الشروع بها ضمن منظومة الانفتاح الاقليمي والدولي في المنطقة. لذا سيبقى باب الاحتمال مفتوحا لتلك الرهانات السياسية المتخمة بضريبة التجربة المقولة: ( لاعدو دائم في السياسية).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك