المقالات

البعث يحيا من جديد.. انتبهوا أيها العراقيون !!

1222 16:18:00 2009-03-23

( بقلم : محمد الجاسم )

تجتاح الشارع العراقي حاليا موجة من الغضب والأستياء جراء الدعوات غير المسؤولة لبعض أركان السلطة في الحكومة العراقية المنتخبة ووسائل أعلام معينة مفادها السير الحثيث نحو مصالحة مع حزب البعث المقبور أو بعض رموزه من الذين وصفوا بعدم تلطـّخ أياديهم بدماء العراقيين أو الذين كانوا معارضين لنظام صدام البائد أو البعثيين بصفتهم الشخصية غير المحسوبين على النظام السابق ، وأيا كانت المسميات التي تتلاعب بها لفظياً هذه الجهة أو تلك، ورغم التصريحات الحكومية لتصحيح المراد من دعوة السيد رئيس الوزراء للمصالحة مع البعثيين ،واجتهاد الناطق بأسم السيد رئيس الوزراء أو أحد قيادات حزب الدعوة وهو نائب مرموق وناصع بياض اليد لمحاولة سد الأبواب على تأويلات لنظرية المصالحة الا أن الأمر لا يعدو عن كونه ورطة تورط بها حزب الدعوة الحاكم في العراق أو منزلقا ساعد الامريكان بجر رجل السيد رئيس الوزراء اليه من خلال المسارعة لتأييد فكرة المصالحة مع حزب البعث وهم ايضا من المخدوعين بعبارات التسميات الجديدة التي تم الألتفاف بها على تحريم حزب البعث من الناحية الدستورية وتجريمه من الناحية الجنائية القانونية ،لتسويق الفكرة ديموقراطيا قبل أن يسألوا الشعب في أن اسم البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق بالحديد والنار لخمسة وثلاثين عاما يمكن الغاء تأريخه الدموي بجرة قلم اذا غيرنا أسمه مثلا الى (حزب البعث العراقي) أو (حزب البعث العربي) كما تساءل أحدهم؟

ومن غرائب الامور ان الامين العام للجامعة العربية الذي كان بالامس القريب يرفض التعامل مع (حكومة غير شرعية وعميلة للاحتلال) تراه يسارع في هذا الوقت بالذات لزيارة العراق ويصرح ذلك التصريح الناري الذي ألهب ظهور ضحايا البعث بأقسى مما ألهبته سياط المحققين البعثيين في أروقة الأمن العامة ومديريات أمن المحافظات والطوابق العلوية من مراكز شرطة الأحياء السكنية في بغداد ومديرية الأستخبارات العسكرية العامة وأقسام الاستخبارات في قيادات الفيالق والفرق ومفارز الأستخبارات في الالوية والافواج وجهاز الامن الخاص وجهاز المخابرات العامة ودهاليز القصر الجمهوري وأقبية اللجنة الاولمبية العراقية ومقرات قيادات الفروع والشعب والفرق الحزبية وحتى البناية الضئيلة التابعة لنادي الزوراء الرياضي جعلوا منها معاونية أمن الشالجية حيث تعرض فيها كاتب هذه السطور الى التعذيب الجسدي والترهيب النفسي على يد النقيب عوف التكريتي في أواخر سبعينات القرن الماضي ، يأتي عمرو موسى اللاصق برئاسة الجامعة كلصوق رئيسه الثمانيني

ليدعو الى اجتذاب البعث بدل اجتثاثه !

اتساءل هنا بوصفي مواطناً عراقيا لاقى من ويل البعث هو وعائلته الشئ نفسه الذي لاقاه معظم العراقيين وبكافة أطيافهم المتنوعة،هل يستطيع مسوّقو فكرة المصالحة مع البعثيين التفريق بين بعثي شريف وآخر كسيف؟؟ .. هل فكـّر هؤلاء بعاقبة القفز على آهات وتأوّهات الأرامل والأيتام والثواكل وعوائل المفقودين وذوي العاهات المستديمة من جراء التعذيب ؟؟.. هل يعلم الدعاة الى المصالحة مع البعثيين بأن دماء الشهداء الذين اعدموا بسبب قرابتهم حتى الدرجة الرابعة مع الذين وصلوا الى السلطة ببركة تلك الدماء الزكية الطاهرة ،

ستقلب تأريخهم مرارة بعد أن كانوا شموعا للجهاد من أجل العراق؟؟..ألا يكفينا ما حل بنا من بلاء الديمقراطية ان يتسلل البعثيون الى مفاصل الدولة المهمة ليخربوها من جديد ويخترقوا الوزارات الأمنية لتحويلها الى فرق موت مرعبة بأسم النظام والقانون ..ألا يكفي تسلل البعثيين الى بعض الجهات الحزبية الشعبية ليشكلوا ميليشيات القتلة والمجرمين ليقلبوا نعمة التحرير في العراق الى نقمة حرب الاستنزاف في الشوارع والسيطرات الوهمية ..ألا يكفي الشعب العراقي المظلوم أن يتسلل البعثيون الى قبة البرلمان تحت ستار الديموقراطية المهلهل فيخربوا العملية السياسية حتى حين لم تسعفهم ذات اليد استخدموا التفجير والارهاب نهارا جهارا ؟؟

هل يستطيع السيد المالكي اليوم أن يحمي العراقيين من عودة نظرية الأنقلاب للعراق ، النظرية التي ابتنى عليها نضال وتأريخ وممارسات حزب البعث في العراق وفي سوريا على السواء ؟والتاريخ حافل باسماء الانقلابيين من البعثيين الذين لا يتورعون عن القتل طريقة للتخلص من المنافسين السياسيين من أمثال عفلق والبيطار والشيشكلي والبكروصدام؟؟ لا أظن أن السيد المالكي يقدر على تشكيل لجنة لمسح النوايا لأدمغة البعثيين الذين يراد لهم العودة للعراق الذي لفظهم شر لفظة ليميز الخبيث من الطيب وليميز البعثي من المُبعـّث أما الذين يظن أنهم ضحايا عملية الكسب العشوائي والقسري التي كان يمارسها حزب البعث كما أشار بهذه الفكرة أحد السياسيين المرموقين فلا أجد لذلك مبررا للمصالحة معهم فهم أصلا عناصر فاعلة الآن في المجتمع ومفاصل الدولة والأحزاب السياسية والبرلمان والقسم البرئ منهم قد عادالى الحياة الطبيعية مع ابناء شعبه بمجرد سقوط الصنم وهذا أمر طبيعي للمرغم على أن يكون بعثيا بالاكراه في السابق. فلمن المصالحة ومع من ؟؟ لابد انها ستكون مع الذين هربوا من العراق خوفا من انتقام الشعب منهم بعد فرار قائدهم الملهم من أرض المعركة عند مشاهدته أول خوذة أمريكية في بغداد.

ان الشعب العراقي الذي لاقى الويلات من نظام صدام لا يهظم بسهولة من أراد ان يمررها هكذا فكرة المصالحة مع البعث كما لا يقبل ان يكون مطية ذلولاً لأهواء السياسيين ومطارحاتهم الكلامية لقصد أو لآخر..ان المادة السابعة الفقرة أولا من الدستور العراقي تستصرخ الضمير الحي لكل من يريد المشاركة في بناء عراق خال من أي كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الارهاب أوالتكفير أو التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له وخاصة البعث الصدامي ورموزه وتحت أي مسمىً كان.

أليس هذا ما أقره الدستور العراق بهذا الصدد.. أليس الدستور من أنجب هيئة اجتثاث البعث التي تسعى الحكومة لإجهاظها ومحاولة استيلاد قانون المساءلة والعدالة من رحمها دون ارادتها هذا القانون الذي مازال في المجمدة السياسية لعدم جديته وشموليته لقضية البعث في العراق ذلك الحزب الشوفيني الذي زرع في كل بيت نائحة وحطم البلاد وأفسد العباد وخرب علاقات العراق بالدول الاخرى بسياساته الطائشة المتهورة وأغرق العراق بمديونية خرافية لم تحصل لها نظيرة في التاريخ فما الذي يستوجب القفز على كل ذلك الارث الثقيل من الاوجاع والمرارات لكي نعيد البعث الى الواجهة؟ .. سؤال برسم الاجابة وربّ قول أنفذ من صول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-03-26
ينقل لي احد الاخوة كيف حكم عليه بالمؤبد وحكم على مجموعته بالاعدام حيث شفع له لقبه الذي كان ؟ وبعد ان قضى مدة من العقوبة وشمل بعفو ان احد المحققين قال له بعد ان اعتقل مرة اخرى لماذا لا تاتي (اي لماذا لاتاتي بمعلومات )فسيد حاز.. وسيد.. و.. وووو ياتون بين فترة واخرى ليش انت ماتجي. يا اخي هذه الاسماء اليوم اسماء رنانة في معارضتها وتصديها لصدام مع انها بعثية قذرة وعيبنا كعراقيين لا ندرك لماذا لم يتم اسقاط صدام عام 1991 .مع وضوح ذلك وضوح الشمس في منتصف النهار
أبو الصراحه والعدل
2009-03-24
ثم اطمأنك خويه محمد الزلم المدعوين لابد يوم حضرواقرايه الحسين ع لأن كانت احدى تكليفاتهم الحضوروكتابة تقاريرمفصله عن الحاضرين والبجوا والحجوا حته قسم وياهم كاميرات زغيرونه وحته داخل الحضرات الشريفه هذوله لابدسمعواالمختاربعد روحي موهذا الديعبد الجرذالمعلق على الحايط سمعواالسوا بكل فرد شارك بمجازرالطف العظيم هاليوم تلفزيون وكاميرات ومستمسكات وحجايه واهالي المثرومين والمدفونين والمقطعين والمسفرين والشعب أجمعين18 مليون مختار فأين المفرلتارك الصلاةونهاب بيوت المسفرين وذباح الأسرى والمساجين وو
أبو الصراحه والعدل
2009-03-24
بسمه تعالى ذكرتني يامحمد بالقاذوره عدي عندماقتل من كان يحمي اباه وقرأت حينها ماكتب وزير عدل البلد المنكود الى صديم قال سيدي لاتظلم الطفل البرئ فهو ذهب مثلك فان طرأبعض الغبارعليه فمو شي هو واحد وقتله مولانه فدنيمونه وما استتر يقصدحضرتكم مليون قتلتوا بقه على هالطفل ثم جائوا اهل المقتول يتوسلون بالريس ان لايظلم عداويه أبنهم وبالقير؟ مادام الشعب كله بالدم والروح بقت على وليدنه؟ عداوي بي خير وخل يسكر ويقتل ويذبح و يتونس بمس جيرماني وناتاشا والكل بالخدمه بس رجاءلايبقه على خاطرعداويك؟ثم
أحمد الناجي
2009-03-23
السلام عليكم لاتتعجبوا من كل ماتسمعون بل الأدهى في مساء يوم الأحد 23 أذار 2009 وعلى قناة الفيحاء ضمن برنامج نافذة على الحرية خرج صالح المطلك وهو يتكلم بلهجة تكريتية متعمدا وهو يقول يجب إلغاء قانون المسائلة والعدالة وكذلك لايجوز أن نطلب من جلاوزة صدام بالإعتذار للشعب العراقي لأن عدد قتلاهم خلال 35 هو أقل ممن قتلوا بعد تحرير العراق والمؤسف لم يرده أحد من الإخوة الأخرين ضمن اللقاء نفسه بأن اعمال القتل بعد عام 2003 ألم يقم يها نفس البعثيين بمساعدة تنظيم القاعدة الإرهابي . أخوكم أحمد الناجي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك