( بقلم : علي الغانم )
مرت ست سنوات على إسقاط الطاغية المهزوم والحال في عراقنا الجريح بين مد وجزر!!! وأطراف العملية السياسية الذين بدءوا منقسمين يزدادون فرقة وانقساما مع الزمن!! والشعب العراقي المقهور يدفع الثمن الباهظ من دماء أبناءه البررة وأعمارهم الضائعة و من نزيف خيراته وثرواته الوطنية التي ماعادت على أهله بخير في يوم ما!!!!
ومع كل ذلك كنا نعلل النفس بالامال ونصبرها بالوعود على امل ان يتحقق الامن والامان لنتحرك باتجاه اعادة البنية التحتية المحطمة وتتدفق الشركات لاعادة الاعمار وتوفير فرص العمل لتدور عجلة التقدم الى الامام بعد تراجع رهيب على مدى العقود الاربع الماضية!!!لكن مايثير في النفس الاسى ويبعث على الشجن اننا كشعب مقهور لم نحصل على الحد الادنى من ذلك بينما يستمر العطاء وبكرم حاتمي ليصل الى جيوب البعثيين وازلام النظام السابق من منتسبي اجهزته المخابراتية والامنية وضباط حرسه الخاص والجمهوري وجيشه الذي اباد العراقيين في شمال البلد وجنوبه بل ان الامر تعدى كل ذلك لتصل الرواتب الى ارهابيين معروفين على مستوى البرلمان وهم في دول الجوار هاربين من ايدي العدالة!!!
فهل يعقل هذا في دولة القانون !!جيش من ضحايا البعث عاطل عن العمل لايؤخذ بنظر الاعتبار ولا ينظر في مظلوميته بينما يتسابق اشباه الرجال من سياسيي العراق الجديد وعلى كل المستويات ليخطبوا ود من الحق افدح الاضرار بوطننا وشعبنا بل من احال العراق العظيم الى لقمة سائغة بايدي حيتان الدول الكبرى ودول الجوار...كيف تجرءوا على طرح هذا المشروع المشبوه ؟!! الم يحسبوا لردود افعالنا حسابا ؟؟مازلنا ننزف ومازال البعثيون يخوضون بدمائنا ويرقصون على انين جرحانا واشلاء قتلانا ونحن بين نارين .. نار سياسي فرض في غفلة من الزمن يبحث عن الحجج التي يعلل بها سوء تصرفه فيبدأ بتصنيف البعثيين الى صداميين وغير صداميين ومن ثم يصنف الصداميين الى ملطخة ايديهم بدماء العراقيين وغير ملطخة!!!وبعد ذلك يصنفهم الى مجبرين على العمل مع النظام السابق وغير مجبرين وهلم جرا الى ان ينحسر البعث بشخص صدام لوحده وقد اعدم فما الضير في عودة الباقين!!!!؟
ونار من يبحث للسياسي عن اعذار تسوغ فعله الشنيع!!!وما اكثر الهمج الرعاع من بقايا البعثيين الذين لم يطالهم قانون يقصيهم عن الحياة السياسية والاجتماعية فحولوا المجتمع العراقي الى بيئة خصبة لنشر الاشاعات المغرضة لتوجيه الناس الى مايبتغون.. او ساذج مهووس بتاليه وعبادة الاشخاص وجد ضالته بسياسي مكنته الظروف من ابهار العيون بما يسرها فاحتل قلبه فهو يذود بكل ما اوتي من قوة عن صوابه وخطأه حتى يحوله الى معصوم لاياتيه الباطل من امامه او خلفه فيكون بذلك النزيه الوحيد الذي لاغبار على أي تصرف يقوم به.. ولكن كيف يكون نزيها من فتح ابواب العراق على مصراعيها امام عودة القتلة والسفاحين من ازلام البعث المقبور وضباط وقيادات الحرسين الجمهوري والخاص!!!!
ومن تحالف مع سفاحي الداخل ممن اسماهم بالخارجين على القانون واطلق اسم عمليات فرض القانون عندما شن حملته العسكرية ضدهم !!!كيف نأمن لشخص عطل اجتثاث البعث لخدمة حكومة الوحدة الوطنية ومن ثم التف على قانون العدالة والمسائلة ليأتي باعداء العراق بطائراته ليسكنهم فنادق بغداد الراقية ويغدق عليهم العطاء لانهم اجبروا على العمل في صفوف النظام السابق!!!!ويجب ان يعودوا لممارسة دورهم القيادي في عراق البؤساء الجديد فضلا عن صرف كافة رواتبهم وامتيازاتهم التي ورثوها عن الحقبة البائدة التي اجبروا على دعم وتوطيد اركان الحكم فيها انذاك على رأي السيد المالكي!!!!
بينما يشكوا الملايين من ابناء الشهداء والمعذبين والارامل والايتام ضنك العيش وجشوبته وهم يرون تراث العراق الذي هو ارث شرعي لهم يذهب نهبا بين سياسي منتفع وجلاد اراق الدماء وانتهك الاعراض وسرق الاموال خدمة لدكتاتور همجي متخلف اهلك الحرث والنسل تاركا عراق الخير والمقدسات في مهب الريح بين اعداء الامس واشباه الرجال اليوم!!!!ليكن المديح موضوعيا وليكن ولائنا عن دليل...وخلاصة القول ان المالكي يصنع نعشه بيده والبعثيون يناولونه المسامير ليعجلوا العودة الى سدة الحكم متخذين من مباديء حقوق الانسان والمصالحة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية وعقول الهمج الرعاع والسذج جسورا للوصول الى غايتهم الدنيئة. اين المنطق في كل مايحصل وليقس كل منا الامر بنفسه وبمقارنة بسيطة مع من يعرفهم من البعثيين وليقدر حجم المكاسب التي حصل وحصلوا عليها بعد التغيير فسيجد ان الامر سيبدوا وكأنه هو البعثي وهم المتضررون الذين توجب على النظام الجديد تعويضهم!!!
دلني على بعثي عاطل عن العمل ادلك على مئة عاطل من ضحايا النظام الصدامي المقبور لم يشملوا بشيء بينما البعثي يتمتع بامتيازات صدام الى يومنا هذا.. وعن مئة اخرى من البعثيين الذين تمركزوا في مفاصل حكومية مهمة فاصبحوا بذلك اصحاب قرار نقف على ابواب مكاتبهم لعلهم يتكرمون علينا ويتعطفون لانجاز معاملة ما وهم قاعدة الفساد الاداري التي يلهج الجميع بضرورة محاربتها لانها استفحلت حتى باتت تشكل التهديد الاكبر بعد الارهاب!!!
انظروا الى دولة القانون انها خربة في ظل شعارات فارغة لااثر لتطبيقها على ارض الواقع لان الدولة اضحت فريسة التجاذبات السياسية التي لاتتعامل مع الاحداث من منطلق المصلحة الوطنية العليا وانما بنيت على ضوء المكاسب السياسية والارباح الانية التي يجنيها هذا الطرف او ذاك وخصوصا في هذه المرحلة التي بدأت من قبل انتخابات مجالس المحافظات والى الانتخابات القادمة لمجلس النواب حيث بدى جليا وواضحا ان الجهود المبذولة اليوم من قبل السيد رئيس الوزراء تصب بذات الاتجاه في محاولات جادة وحثيثة لتطويع القانون او حتى تجاوزه للوصول الى تحقيق اغلبية مطمئنة تعتمد الظالم والمظلوم والضحية والجلاد فالبعثي السابق والارهابي والخارج على القانون الى جانب المبتلى والمظلوم كلها اوراق انتخابية لو اجتمعت لشخص او حزب او كيان واحد لنال بها العدد الاكبر من المقاعد والمهم بالامر كيفية الوصول الى لغة واحدة يغازل من خلالها الجميع ليكسب ود كل منهم حسب ماتفرضه حساباته الخاصة كمنتخب بكسر الخاء وما تمليه قواعد اللعبة الانتخابية من اعادة لرسم الخريطة السياسية وتوزيع القوى المتغيرة عليها وبالتالي توزيع المكاسب الانية التي تبنى على المواقف من هذا الطرف اوذاك.. متناسيا المثل العراقي البليغ الذي يقول(اللي راده كله فاته كله)!!!!
https://telegram.me/buratha