بقلم:فائز التميمي
من الجميل أن يسعى رئيس الحكومة للإلتفات الى الفساد الإداري والمالي في الدولة ولا أشك حالياً في تلك النية وليس من حقنا أن نشك قبل الشروع بالعمل. ولكن ما معنى تخصيص إسبوع محاربة الفساد الإداري هل هي حملة تنظيف فنقول: إسبوع النظافة!! وكيف سيتم رصد الفساد الإداري !هل ستتجول فرق التفتيش (كما هي فرق تفتيش الأمم المتحدة) ولا تدري أي دائرة متى يأتون ويحققون أم إنهم سيخبرونهم مسبقاً حالهم حال مفتش المدرسة حيث يخبر المدير ليستعد والمعلم يبدو رقيقاً ونمودجياً أمام المفتش ثم ما أن يغادر حتى يعود كل شيء الى وضعه الأول أو كدور القمار والدعارة التي ما أن أحسوا بدخول الشرطة حتى غيروا المظهر وفاتت على الشرطة وتركوهم ! .
إن مشكلة الفساد الإداري لا تعالج إلا بثقافة صحيحة تعطى للأباء قبل الأبناء على أن الوطن وطنهم والحكومة تسعى الى خدمتهم فعليهم بأن يكونوا مواطنين جيدين لا يرضون عن السرقات والغش والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وهدا لا يتم إلا عبر عدة آليات مترافقة مع بعضها: الأولى: أن تُحسن ظروف غالبية الناس ليشعروا أن الوطن وطنهم ولا يستمروا بنظرتهم على أنهم غرباء عن الوطن الدي لم ينفعهم في شيء،وقديماً قالوا: الفقر في الوطن غربة! والثانية: آلية العقاب الشديد وأمام الجمهور ويصور حتى يكون رادعاً للآخرين وليس "بالبسكوت" .
الثالثة: أن يبث جدياً في ما كُشفَ من فساد سابق والا يبقى في درجات المكاتب حتى يأتي من يسرقه ويخرج المفسد مرفوع الرأس يمشي ملكاً ويُطالب بالتعويض وربما بالإعتدار له لعدم توفر الأدلة!!. الرابعة: حماية المحامين والموظفين القائمين بالتحقيق في قضايا الفساد لأن معظمهم يخاف من القتل والتهديد لعلمه بوجود أيدي وراء ظهر المفسد الصغير قد تطاله فيحجم عن البحث "ويطنش" ولسان حاله يقول:"مدا أسمع مدا أشوف".الخامسة: أن يكف الناس عن إعطاء البخشيش لإسبوع واحد فقط وسيرون النتائج فإن الناس غالباً هي التي تشجع على الفساد وإستمراء البخشيش والتي تغير إسمها الى إكرامية!
ولا أخفيكم أن مما ساعد على زيادة ظاهرة الفساد الإداري والمالي هي مهازل مجلس النواب وتهافته على الأموال والحقوق من دون أن يقدموا شيئاً يُدكر الى الناس وفرار بعضهم مثل مشعان مع أمواله وفرض البعض إتاوة عند إقالته وهرب وزراء الى الخارج بأموال لا تصدق والناس على دين ملوكها!! وأدا كان رب البيت على الطلب ناقر فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!!
عملية محاربة الفساد الإداري أصعب بكثير من عملية مكافحة الإرهاب ففي عملية الفساد الإداري إشباح وإشاعات وقصص وأوراق مزورة وربما حقيقية وتعال"يا عمي فرزن بين الصدك والجدب"..وجيب ليل وخد عتابة!!.
https://telegram.me/buratha