المقالات

" مشـــــــــــــاية" الى كربلاء

2729 13:06:00 2009-03-22

( بقلم : شوقي العيسى )

اندرجت عبارة "مشاية" في العراق واقترنت بزيارة الامام الحسين بن علي عليهما السلام وذلك في الاربعينية من استشهاد الامام الحسين عليه السلام ، وهي أن تنطلق عامة الناس للسير على الأقدام لزيارة الامام الحسين(ع). لقد كثر اللغط حول المشاية في العراق وقد أعتبرها البعض بانها حالة غير صحيحة ومنهم من اعتبرها مغالاة ومنهم من قال بانها رياء وما الى ذلك من احاديث وانتقادات تطرأ على الساحة .

حالي كأي شخص وفق لأداء هذه الشعيرة " المشاية" وقد حالفني الحظ أن اسير من محافظة البصرة حتى كربلاء المقدسة ، حيث شاهدت في طريقي الى كربلاء ما لايحصل في كل بقاء الأرض فلم توجد هناك سفرة ممتدة من شمال وجنوب العراق متصلة بكربلاء عرضاً وطولاً غير سفرة الامام الحسين عليه السلام .

فالذين يخدمون زوار الحسين (ع) جندوا أنفسهم ودورهم وعوائلهم في سبيل الوقوف على مدى أيام سير الذين يتوفقون لزيارة الحسين مشياً على الأقدام ، فتجدهم يجمعون الأغطية لمنام الزائر ويعدون الطعام لأناس لم يسبق لهم أن تعرفوا عليهم مطلقاً ولم تربطهم فيما بينهم سوى كلمة واحدة وهدف واحد هو حب الحسين عليه السلام . فترى شخصاً لم يمتلك شيئاً وقف بشيبته الكريمة وطبقاً من التمر يتوسل بالزائر الماشي الى الحسين ان يأخذ منه ولو بتمرة ، وشخصاً آخر قد فتح ذراعيه قاطعاً الطريق امام المشاية لكي يجلسوا عنده ويشربوا ماءاً أو كوباً من الشاي أو قطعة من التمر.

وآخر راح مفترشاً الارض ليعمل على تدليك الزائر التعبان والذي تعبت ارجلهم من المشي ولم يتوانى في تدليكهم وتقديم العلاج اللازم لهم. وصوراً كثيرة تحزن وتفرح معاً فترى الايثار والاباء والشهامة والتضحية والكرم والجود وجميع انواع الصفات الحميدة من خلال المشاية الى كربلاء ، وبالحقيقة فالمشاية بحد ذاتها درس يتعلمه الزائر في الصبر والتحمل والمواساة خصوصاً وان الذين يمشون يواسون بمشيهم عائلة الحسين والامام السجاد عليهم السلام .

تنهض صباحاً باكراً حيث تبدأ رحلتك في المسير وتتوقف عندما يحل المساء حيث تورمت قدماك وأخذ التعب منك مأخذه وما أن تستقر عند أحد المنازل التي تضيفك والذي يسمى " المعزّب" يدخلك للحمام ويأخذ ملابسك لغسلها ثم وجبة العشاء وتخلد الى النوم وما ان يصبح اليوم التالي حتى تنهض من النوم وكأنك لم تمش خطوة واحدة فتنطلق مسيرتك وهكذا ، ترى كثيراً وتختلط كثيراً وتتعرف على عادات وطبائع ويصبح هناك تلاقح في الافكار والرؤى فيما بين ابناء المحافظات وتتأصل الأخوة والشيمة وتقوى العلاقات فيما بينها حيث كل يوم تتعرّف على أناس جدد وتستمر رحلتك الى كربلاء.

تبدأ البصرة أول محافظة بالسير الى كربلاء فمن مركز المحافظة حتى نهاية البصرة تسير على مواكب حسينية لخدمة زوار الحسين عليه السلام يقدمون كل شيء ليصلوا الى محافظة الكرم والجود "الناصرية" فتراهم جميعاً والكرم خط على جباههم ثم الى محافظة "السماوة" لترى الكرم والجود ايضأ وقد فتحت ذراعيها لاستقبال محافظتين معاً ثم تنطلق لتصل الى محافظة "الديوانية" لتراهم أيضاً بانتظار ثلاث محافظات وقد اتسعت دائرة الجود والكرم لديهم ومن ثم تنطلق لتصل الى مدينة العظماء والعلماء والطيبة والكرم مدينة "الحلة" لتستقبل جميع هذه المحافظات الجنوبية لديها وبعد ذلك تنطلق لتصل الى كربلاء حيث الحسين عليه السلام لتستقبلك كربلاء بدفئ مرتمياً باحضان ابي عبد الله الحسين عليه السلام وقد قطعت كل تلك الاميال لتصل اليه فاي زيارة تلك التي تسعى وتشقى اليها.

فليتنا نتعلم من الذين يخدمون الحسين عليه السلام والذين يقدمون ويبذلون فكلها دروس وعبر تجعلنا ننسى الانانية والذاتية وحب الذات ونحب الاخرين ، فهي دعوة لكل محبي وعشاق الحسين عليه السلام ان يشاركوا في "المشاية" لكي يروا بأنفسهم المعاجز التي تتحقق والعجزة الذين يمشون ويقطعون كل تلك المسافات الشاسعة ولا يكلون او يملون وجل دعاؤهم أن يحفظ العراق وأهله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد صادق
2009-03-23
ثم نبكيك يا طف الشهادة أننا بهيام نورك للعلى عشقاء فأذا بكينا لا تلمنا فالبكا للهائمين تشوق و د و ا ء واذا نحبنا لا تزد لوما فقد خسأ الطغاة وبغيهم لبلاء يا ويح قلبي كم سقوك مرارة يا شبل حـيــد ر أنت الصابر المعطاء نعلم بأنا أن شغفنابالحسين ونهجه صرنا لدين مــحــمـــد أمناء فهو المحجة للقلوب وزهوها رمز الــولايـة للكرام وفــــاء طال الدهور بنوره شع التقى ولهيبه حـــراق للطاغين وهو فناء؟
حميد صادق
2009-03-23
بسمه تعالى من كتاب طف الحسين مكارم ومناهج وعطاء لمهندس ذاب في حب ريحانة الرسول الأعظم ص فاذا به يهندس الأشعار الألفية للطف ويتلهف للمقطع التالي منها ليرتسم على سويداء قلب كل محب لحسين الطف وحبك يا حسين لنا دواء يداوي كل داء ألا داء حبك ما له أبدا أبدا شفاء وحبك معجزة الدهور بطولها بناها لك الرحمن فهي بهاء فاضت ماقي الخلق فهي قريرة للصالحين تدبر وصفاء ثم
المرتوي من طف الحسين ع
2009-03-23
بسمه تعالى طف الحسين مكارم ومناهج وعطاء بوركت مشية لحسين العزوالكرامة والفخار يامن أثرت أشواقناالحرى لكل خطوة خطاها كل واحد من الملايين الزاحفه نحو سماءالعز الحسين ع ريحانة خير خلق الله محمد ص وقدأبدعت وجسدت الشيم والكرم والنخوه التي حاول الأشرارالقله تشويهها بالتهجير والتفجير والتسليب والتذبيح والتفريق والتدفين والسرقة والرشوات حتى ظن العديد انهاالسمة الغالبه في مجتمعناالأشم وحاشاوالف حاشا أن اولئك القله السوداء ألامن تركهم لنا أخزى وأرذل من حكم لعقودرجس بشخطات رجسه كدنسه وولى ويولون
Zaid Mughir
2009-03-22
أخي شوقي شوقتنا لأيام العراق ,, وكرم العراقيين وطيبتهم ...اللهم أجعل العراق بلدا ً آمنا ً وانصرهم على المنافقين من التكفيريين والدجالين العفالقة ...ليرى خنازير البعث 40 عام يحاربون ذكر الحسين والنتيجة ملايين القلوب مع سيد الشهداء إمامنا الحسين بن علي بن أبي طالب ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك