المقالات

القائد الكهربائي

1480 11:32:00 2009-03-22

فراس الغضبان الحمداني

قبل أن تغزو أمريكا العراق كان التصور لنا من خلال أبواق دعايتها بأنها الدولة العظمى التي تستطيع إن تنجز للشعوب المعجزات ومنها الديمقراطية وتحويل البلاد إلى ولاية أمريكية من حيث التمدن والأعمار ومن الطبيعي ان يكون التيار الكهربائي ابسط الاشياء التي تستطيع الولايات المتحدة توفيرها .

وبعد ما يقارب ست سنوات عجاف على احتلال العراق وتحويل مدنه إلى ساحة للحرب مع الارهابين كلفت العراق والعراقيين الملايين من الضحايا والمهجرين والمليارات من الدولارات المهدورة ، لكن البلاد مازالت تعيش في عتمة وبدون كهرباء رغم إنفاق مالا يعد ولايحصى من الملايين على عمليات الترقيع وإصلاح المحطات القديمة ، وصارت الحكومة العراقية كما يقول المثل البغدادي مثل ( الأطرش بالزفة ) .

حيث كان المسؤولون في الأسابيع الأولى للغزو يتحدثون عن شهور قليلة لنصب المحطات بخمس مليارات فقط ولكنهم الآن يتحدثون عن عشرين عاما وعشرات المليارات وأصبح التعاقد مع شركات عالمية لإنتاج الكهرباء للعراقيين وكأنها معجزة يستغرق إتمامها عقودا طويلة وكأننا نريد إن نعيد تصنيع( سفينة نوح) بذات الأدوات القديمة .

وإزاء ذلك يشعر الناس ألان بان أمريكا وأسياد البيت الأبيض يكذبون ويدجلون على الشعب العراقي واتخذوا من أزمة الكهرباء وسيلة لمعاقبة العراقيين !! . فبعد إن كان صدام حسين يعتقل عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات كي يعانوا من البرد والحر رغم إن بينها زنزانات كما اخبرنا البعض كانت مكيفة .. وحتى إن سجن أبوغريب الشهير لاتنقطع عنه الكهرباء ساعة واحدة رغم انه مأوى للمتهمين والمجرمين . لكن بيوت العراقيين وملايين المواطنين يعيشون ألان ومنذ سنوات عدة فيما يشبه المعتقلات ومستوطنات التعذيب حيث لاينتظم التيار الكهربائي ساعة واحدة باليوم بينما كانوا يتحدثون بساعتين مقابل ساعتين وكنا نتذمر حتى أصبحنا نرضى بالساعة مقابل 24 ساعة .

 وصارت لكل منا قصص مأساوية في هذاالصراع المميت مع الكهرباء و التي أسهم غيابها بإيقاف المبدعين عن إبداعهم وتعطيل المفكرين عن أفكارهم وتأخير الطلبة عن دراستهم وتعليمهم وتوقفت ورش الصناعيين بل أنها وليس بذلك مبالغة جعلت الرجل ( يفارق ) زوجته فمن يشتهي هذا الحنان في ظل حرارة الصيف الملتهبة او برد الشتاء القارس وصار الأب يضرب أطفاله لانهيار أعصابه بسبب الكهرباء.

وما إدراك ما تخلفه لنا الكهرباء من مشاكل وتعقيدات ونقسم بالله بأنها تحرمنا من النوم ومن انتظام التفكير وقطع الأرزاق اذ لايقل غيابها دمارا عن دمار المخربين والإرهابيين .

. ولانخجل إن نرفع أصابع الاتهام إلى البرلمان العراقي وأقطاب الحكومة وكبار المثقفين والمستثمرين ومختلف أنواع القيادات بأنهم يعيشون بواد وبمناطق خضراء لاينقطع التيار الكهربائي عنهم ولا تتوقف خزينة الدولة من ملء جيوبهم بالدولارات وكروشهم بما لذ وطاب من المال السحت الحرام بينما الشعب العراقي لاينام في كل الأيام وتهاجمه أسراب البعوض في الصيف وأنواعا أخرى من الحشرات القارصة التي لم نرها من قبل في الشتاء .

.. وصارالشعب يشعر بأنه فاقد الأهلية وانه لايمتلك حقوقا إنسانية بل هو يعيش كما تعيش قطعان الماشية في زرائب قذرة ورعاتهم ينامون على الحرير بعد إن وعدوه بالكلام المعسول بأن إسقاط الدكتاتورية سيجعلهم يعيشون بجنة عدن وهم اليوم لايريدون من هؤلاء جنات أو انهار بل أصبح القاسم المشرك للعراقيين جميعا هو انتظام التيار الكهربائي بأي ثمن كان وهذا الانجاز هو الذي يؤكد من هو القائد الحقيقي الذي يخدم الشعب ومن هو القائد ألنفاقي .

وصار الأمر ينحصر بأن من يحقق هذه الأمنية للعراقيين هو القائد الأكثر صدقا بالتاريخ لان الكهرباء أيها السادة تعني الحياة والحرية والكرامة والتمدن فمن يحققها حقق حلم العراقيين ومن فشل فقد اندحر والى الأبد ... نعم نريد القائد الكهربائي ولا نريد قائد الفرسان لان الفروسية الحقة هي في المعمار وليس في المضمار.. وأخير نقول خذوا الدستور والبرلمان والحكومة والأمريكان وأعطونا الكهرباء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد العماري
2009-03-22
لقد وعدتنا الحكومه وعلى لسان السيد رئيس الوزراء بأن يعطونا الكهرباء 4ساعات مقابل 2 ساعه اطفاء وأعتبارا من لصيف القادم . ولا أعتقد ان العراقيين نسوا هدا الوعد ولكن لحد الان لا توجد اي بادره لتحسين الكهرباء ولا تزال العقود حبر على ورق والصيف يطرق ابوابنا وبقوه والسؤال هو ادا كانت الحكومه تكدب من اعلى مستوى الا يسمى هدا فساد أخلاقي والاجدر بها ان تستقيل
ابو طالب
2009-03-22
احسنت فيما قلت واؤيدك بشدة ولكن اعلم يا أخي ان الكهرباء اذا عادت فسيشعر العراقيين بالتغيير وسيبدأون بالاعمار وهذا يعني الدمار الشامل للبعث والوهابية وهذا ما لا يريده هؤلاء , لكي يحن الناس إلى أيام المقبور صدام و يكرهوا الحكومة وكما اعتقد إن الكثير منا يسمع التالي باللهجة العراقية " وين التغيير اللي يحجون بيه؟ شو الكهرباء نفسها من أيام صدام اذا ما اتعس خوب على الاقل ايام صدام جان اكو (أمان) وعود يكولون صدام مو زين !" . لي صديق يعمل في دائرة الكهرباء يقول كلما نعمر محطة يدمرها الارهاب !!
Zaid Mughir
2009-03-22
أخي فراس ..أيهم السامرائي هو مناضل بعثي يستطيع أن يعلق على مقالك والمناضل الثاني كريم وحيد ..موضوع ثاني هو المجاهدين الأبطال الذين يتاجرون بأسلاك الضغط العالي والأبراج ..فقبل أن نلوم الأميريكان يجب أن نحاسب أنفسنا ..كم موظف في دائرة الكهرباء استشهد وعلى يد العفالقة وهو يحاول أيصال المولدات أو يقوم بتصليح الأبراج ..وأهم شيء أسأل كريم وحيد عن مولدات التاجي والمسيب من أوصلها الى المسيب وكم شخص قتل وهو يحاول ايصالها ومن هم الشهداء الذين ضحوا من اجل ايصالها من التاجي الى المسيب ؟؟؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك