المقالات

انحراف عن المسار

1084 14:54:00 2009-03-21

علاء الموسوي

لعل الغموض وخلط المفاهيم من ابرز السمات التي تعتلي المشهد العراقي بكل تفاصيله بعد ست سنوات من التغيير، بدءا من الملف السياسي ومرورا بالخدمات وانتهاء بالوضع الامني والتحسن النسبي فيه، فبالرغم من الانجازات الامنية الكبيرة والتي قصمت ظهر الارهابيين في اجزاء كبيرة من البلد، الا ان المؤشرات الميدانية والظروف الموضوعية لهذا الملف الخطير تجعلنا نقف عند الكثير من المواقف والايدولوجيات المتبعة من قبل الحكومة في التعامل مع الارهاب وفلوله من الصداميين. لاسيما بعد دعوتها المبهمة تجاه عودة حزب البعث الى العملية السياسية وكبار ضباط الحرس الجمهوري من ازلام النظام الصدامي البائد.

ففي الوقت الذي يتنفس المواطن فيه الصعداء على باحة الامن في اغلب شوارع بغداد، يأتي شبح الارهاب الصدامي ليخيم من جديد على التجمعات السكانية، معلنا البدء بجولة بربرية لاضمحلال الإنسانيّة في بلد صار شوكة في ( حلق ) الرهان الإنساني للعالم كلّه. وفي خضم ذلك كله، فضلا عن تردي الملف الخدماتي الذي بدأ الشارع المحلي يضيق ذرعا منها، تأتي التصريحات النارية التي تصدر من افواه الكثير من السياسيين بشأن التعديلات الدستورية والقانونية والامنية وو.. والقائمة تطول،لا لشيء سوى التعطيل للمشروع السياسي في العراق الجديد ، بذريعة الحفاظ على مصالح الشعب وتحقيق المصالحة الوطنية مع جهات لايعلمها الا المتصالحين انفسهم.

ولا ادري هل فعلا مصلحة الشعب والوطن بهذا التعقيد والايهام لكي تختلف الجهات والتيارات والشخصيات في اختيار المصلحة العامة وتحديد المعايير المنطقية للافضلية والاختيار الانسب لمقررات الشعب، ام ان المسألة خاضعة للامزجة الفردية والشخصنة السياسية لكي تفعل تلك الاساليب في الاعتراض والرفض والتي لاتنسجم والتوجه الديمقراطي للعراق من اجل النهوض بواقعه السياسي والامني والاقتصادي؟.اعتقد ان المشكلة لدى تلك الاطراف او الجهات او الشخصيات على اقل تقدير من غير ذكر الاسماء ـ كما تقتضيه المصلحة ـ الافتقار الى الانضباط الوطني والاخلاقي لكي تمارس الازدواجية في عملها السياسي وممارسة نشاطها الحكومي والبرلماني في عرقلتها وتعطيلها لاهم القوانين الناجعة بما تخدم المواطن العراقي في تخفيف حدة معاناته اليومية والذي كان التعطيل لها سببا رئيسا في حجم هذه المعاناة المتكررة واليومية لكاهله المتواضع.

 ما يحدث الآن من حراك تعطيلي في المشهد السياسي والذي انسحب بدوره الى العمل الحكومي هي ارهاصات سياسية متشنجة مازلت تجد الطريق معبدا لها في المطبخ السياسي عبر جهات وشخصيات يعرفها جيدا المواطن العراقي. ولعل ما تفرزه الايام من انحراف عن المسار الحقيقي للديمقراطية، من قبل جهات اعلنت جهرا وعلانية عن مخالفتها لاطرها وسياستها المعلنة سابقا، ستكون شاهدة على تطبيع ذلك الانحراف بمسميات واشكال جديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك