( بقلم : جمال الدين محمد علي )
بين الفينة والأخرى، تظهر الكتابات العنصرية والشوفينية التي تحاول الانتقاص من أهالي كربلاء المقدسة أو المساس بأي شخص كربلائي مهما كان وممن كان، ولم نسمع في يوم من الأيام أي منطقة في العراق أو في الوطن العربي بل والعالم تعرضت من الانتقاص أو الهجوم أو التجني مثل ما تعرضت لها كربلاء المقدسة وأهلها . علما أن الغالبية العظمى من الذين نزحوا إليها منذ عام 1968 ولحد ألان يعترفون بأنهم لم يلاقوا من الاهتمام والتعامل معهم كما شاهدوه من أهل كربلاء وخاصة في العمل والسكن وحتى التزاوج ، حيث بعد فترة ليست بالطويلة يكون المحسن منهم هو المفضل والمقرب وقد يكون قائدا حتى على حساب ابن المدينة المتأصل ، وهذا الكلام ليس عبثيا أو حشوا للتسلي بل هناك أدلة كثيرة وأهمها ظاهرة للعيان وقريبة جدا ، موقف أهل كربلاء الأصليين من قضية الأستاذ صابر الدوري وكانت التواقيع كلها من عوائل كربلاء العلوية وعشائر المدينة وما حولها من أرياف .والقضية الأخرى وما زلنا نعيش أحداثها هي عملية الانتخابات الحالية حيث فاز بها وبشكل ساحق المرشح السيد يوسف ألحبوبي علما أنه من مدينة الناصرية 300كم جنوب كربلاء المقدسة و الأدهى من ذلك من تنظيمات حزب البعث المقبور حاله حال صابر الدوري ولكن هذه عقلية وسعة صدر الكربلائيين ، على الرغم مما عانوه من البعث المقبور . ولكن هؤلاء قدموا خدمة للمواطن فحفظ المواطن لهم هذه الخدمة، وأما ما يعتقد الشخص من أيدلوجيات فهذه له ولذاته أليست هذه عقلية العالم المتحضر فليقل من تحامل و جمع الضغينة ما يقول، إنه نفس الهجوم على قبر الحسين على مر السنين .
نعود لأصل الموضوع لماذا هذا التهجم والتحامل على كربلاء المقدسة وأهلها؟
إن تهافت العالم بأنظارهم وقلوبهم لهذه البقعة المباركة والمقدسة لدى المسلمين أولا والأحرار المتطلعين دائما للعز والشموخ ، وللذين يشرون الموت ويفضلونه على الذل والخنوع ،إن هذه القبلة التي شمخت بدماء وتضحيات سيد الشهداء عليه وعلى الأرواح التي حلت بفنائه ألاف التحية والسلام ، لجديرة أن تكون قبلة الأحرار والثوار وطالبين العلى بالحق ، فلذلك أنى يترك الباطل وأعوانه كل هذه الميزات لثلة قليلة جازف آباءهم بأرواحهم للعيش قرب قبر الشهيد الذي كان وجود قبره هو جرم وفضيحة لأصحاب الضلالة والطغيان فما بالك بمن يسكن ويعمر الأرض ويبني العمران ويزرع ، ويجعلها بستان للزائرين وطالبي العلم والمعرفة وكتاب التاريخ ، ولتتذاكر الأجيال جيلا بعد جيل قصة الفداء والتضحية قصة الرسالة السماوية التي لولا هذه الدماء الزكية التي روت الأرض وتلك الرؤوس التي رفعتها يد الشيطان وأسنة الرماح أقول لولا كل ذلك لكانت الرسالة السماوية في خبر كان . ومن بعدهم جاء الأبناء ليكونوا خير خلف لخير سلف ولتكون رسالة أخرى متعلقة ومتلازمة مع الرسالة السماوية لحفظ القبر ومعالمه ومعناه ومداه الذي عبر الزمن، وعلى مر العصور كان ألحافين بهذه البقعة المباركة والمقدسة والمسماة كربلاء المقدسة ينالون أشد العقاب وتصب عليهم أعنف المصائب لا لشيء إلا لأنهم يحفظون العهد بخدمة زوار الحسين ((ع)) ، والتاريخ شاهد كبير وما هجوم الوهابيين في الحملة الأولى والثانية والهجمة العثمانية وقبلها الأقوام الشمالية وقبلها ملوك بني العباس وهكذا .جيلا بعد جيل يتحمل هذا العذاب والألم ولم ولن يتنازل أو يضعف بل يستلهم القوة والشجاعة والصبر من صاحب القبر الإمام الذي هو قدوة لكل عظماء العالم والتاريخ من قبله ومن بعده حتى زماننا هذا الذي بدأ الظلم يصب على المدينة وأهلها من بني جنسهم في الدين والمذهب والقومية والوطن وكما قال الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة عليً مـن وقع الحــسام المهـــــند
لماذا ؟؟ والى متى ؟؟ نكون أداة لمن هب ودب ، لماذا يقطع بعضنا بعضا؟؟ ، لماذا لا نكون كما العالم ؟؟ ، لماذا نخدم خارج العراق كل بلد نزوره ؟ ولا نخدم العراق ، لماذا نحترم الغير مهما يكن الفارسي والعربي والتركي والهندي ولا نحترم بعضنا؟؟
وهذه الخدمة العظيمة التي تقدمها كربلاء بجميع شرائحها وفي جميع المناسبات المليونية والتي اعترف بالخدمة البعيد قبل القريب حتى صرح رئيس لجنة الاستثمار في البرلمان البحريني وقال إن ما شاهدته لا تتمكن من القيام به مؤسسات دولة انه لأمر عجيب وخارق ما يقوم أهل كربلاء ، وهذا شرف ما بعده شرف وشهادة نعتز بها ونؤمن بها
سورة الحجرات أية (10 /11 )..
((إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون * يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قومُ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرا منهم))
كربلاء المقدسة -- جمال الدين محمد علي
https://telegram.me/buratha