( بقلم : علاء الربيعي )
لا نريد أن نتذكر ذلك التاريخ الأسود الذي يذكرنا بجرائم البعث وانتهاكاته لحقوق الإنسان بل نريد ان نستحضر اليوم الاسود الذي فيه هتكت الاعراض وسمي الانقلاب الاسود بعد انقلاب البعثيين على الحكم انذاك بغض النظر عن طبيعة ذلك الحكم وتوجهاته فالحدث كبير يجب ان نستلهم منه الدروس والعبر وسنستحضر تلك الدروس على ارض الواقع مقارنة مع حاضرنا وما يمر بنا من مواقف . مبادرات لعودة البعثيين الى الواجهة قد ينذر بخطر كبير وهو قدرتهم على تحويل الاوضاع الى صالحهم وخصوصا انهم ما زالوا يشكلون خطرا كبيرا على العراق الجديد حديث العهد بالديمقراطية . ان وجود الكثير من البعثيين في وزارت الدولة يجعلنا نتاكد من حتمية قيامهم بانقلاب ابيض على الحكم الحالي بدون الحاجة الى استخدام السلاح فهم مسيطرون على المفاصل المهمة في الدولة . كما ان وجودهم يجعل منهم اكثر قوة من السابق ويدعوهم الى التوحد من خلال اجتماعاتهم على شكل مجاميع بدون الخوف من النظام الجديد الذي يمنع مزاولة حزب البعث افكاره من جديد .
كلنا يتذكر انه عندما تم العثور على احد الشخصيات يبلغ من العمر 80 سنة كان متعاون مع النازية حيث تم الحكم عليه بالاعدام لمجرد ذلك اما نحن العراقيين فقد تسارعنا للمصالحة مع المجرمين الذين كانوا بالامس الجلادين ويقتلون على الضنة كل من يشكون به فأصبحت دوائر الدولة زاخرة بالبعثيين وكانهم هم المجاهدين ونحن العملاء بالاضافة الى تهافت رئيس الوزراء على المصالحة معهم وارساله اكثر من مبعوث الى مختلف الدول للطمأنة وإرسال رواتبهم الى اماكنهم بينما رواتبنا نتصارع من اجل استلامها .
ان خوفنا من انقلاب مشابهة لانقلاب 8 شباط منطقي وواقعي خصوصا بعد الدعوات الكثيرة بضرور المصالحة مع البعثيين واحتوائهم والنتيجة ستصل حتما بانقلاب ابيض من خلال تواجد الكثير من اعضاء حزب البعث في الدوائر والمؤسسات . ان سوريا والسعودية قد كثفت من نشاطاتها في سبيل عودة البعثيين الى الحكم ومن اجل انقلاب اخر كما هو حال انقلاب 8 شباط ليتمكنوا من العودة للسيطرة على العراق كما كانوا سابقا ليضعوا لهم مواطئ قدم ليرتكزوا عليها فانهم اعداء الشعب .
https://telegram.me/buratha