المقالات

صباح الانتصار مساء السقوط خيارات النزعة السلطوية

1104 09:49:00 2009-03-21

بقلم: الدكتور وليد سعيد البياتي

أوهام الانتصار:

تتوقف الرؤية السياسية للقيادات السلطوية على ما يمكن اعتباره انتصارا سياسيا حتى وإن كان ذلك في الحدود الضيقة للعمل السياسي، فالنزعة السلطوية تبقى العامل المحرك والفاعل للبقاء في اللعبة السياسية خارج الكثير من المعايير الاخلاقية والادبية، ولعل اكثر ما تظهر فيه هذه النزعات خلال المراحل التأسيسية للانتخابات واثناءها وبعد تحقيق فوز ما، لكن الكثير من السياسيين من اتباع المنهج السلطوي يتناسون أن الانتصار السياسي عملية ذات حدين وهي لايمكن أن تتم إلا عبر أطراف أخرى، وإذا كانت السياسة تمثل فن (السهل الممتنع) في نظر البعض فهي في الواقع منهج (الصعب غير الممتنع) ولكن ضمن معايير وترابطات معقدة.

لاشك أن الانتصار الكامل لا يعدو أن يكون وهما سياسيا بكل المقاييس، إذ لايوجد في الفكر السياسي ما يمكن اعتباره انتصارا كاملا حتى وأن تجاوزت نسبته نسبة 99% فهناك دائما 1% يمثل موقفا مخالفا أو معارضا يجب اخذه بنظر الاعتبار، فكيف إذا كان هذا الانتصار لايتجاوز نسبة 53% اقل أو اكثر قليلا، والنخب السياسية الاكثر اطلاعا تعي هذه المسأله باعتبارها جزءا أصيلا من العمل السياسي المشترك.

من هنا فإن مايدعيه المالكي انتصارا في الانتخابات المحليه ما هو إلا من هذا الوهم، فالمالكي ليس لاعبا سياسيا متفردا في الساحة بوجود كيانات ووجودات سياسية كبيرة كالمجلس الاعلى الاسلامي وما شكله من ورقة ضاغطة اوصلت المالكي للسلطة في مرحلة سابقة، فالوهم السلطوي، والتنكر لحلفاء الامس بل والغدر بهم إن أمكن ما هو إلا أحد ملامح الشخصية السلطوية التي تؤدي بالتالي إلى تنامي دكتاتورية ذهنية بشكل واضح عبر حركة الفعل السياسي.

السقوط:

يقع الكثير من السياسيين في إشكاليات وهم الانتصار المرحلي، فالسياسي الذي يتصور نفسه في كرسي السلطة بشكل دائم هو بالتأكيد يحمل فكرا سلطويا سلبيا (دكتاتوريا)، وبالتالي لايمكن له الاستمرار وأن حاول فسيكون سقوطه مدويا لانه افترض انه لايسقط. أن هذا الموقف يمثل رؤية ناقصة سببها قصور فكري ونفسي في فهم حركة التاريخ، فبينما يقول الحق سبحانه: " وتلك الايام نداولها بين النلس " آل عمران/140. نجد بالمقابل اتباع النظرة السلطوية اكثر تشبثا بالمواقع السياسية خوفا من قدوم البديل، وبالتالي هم يلجأون للتزوير وتبديل المواقف وطعن الاحلاف.

قد يشكل الخروج من السلطة نوعا من الخوف المرضي (فوبيا) ناتج عن عدم القدرة على التكيف مع الواقع في الظروف العادية، وقد سعى الكثير من السياسيين ان لايخرجوا من السلطة باي شكل مما ادى إلى ظهر انظمة فاسدة أو دكتاتوريات قمعيه.

قضية ارجاع البعث:

نجد ان المالكي قد حافظ على ابقاء عدد من المحكومين بالاعدام مثل علي الكيمياوي، وسلطان هاشم، وطارق عزيز ليكونوا ورقة للتفاوض اثناء لقاءاته المفترضة مع الجماعات البعثية تحت حجة المصالح وحجج وهمية أخرى لاتمت للواقع العراق ولهموم رجل الشارع بصلة، وهذه حالة شديدة الخطورة خاصة ان المحكومين قد ارتكبوا جرائم بحق الانسانية وبحق الشعب والافراد بشكل لايسمح باي مجال للعفو عنهم، بل انه قد تفاوض مع الحكومة الامريكية حول العفو عن طارق عزيز والمفاوضات لاتزال جارية وبوساطات سعودية اردنية مصرية.

والان من اعطى المالكي هذا الحق في العفو عن من اهدر الدم العراقي وانتهك حق الانسان في الحياة، إن اعدام الطاغية صدام وبعض المجرمين لايعد تكفيرا عن جرائم البعث، من جانب آخر نرى المالكي يتراجع بعض الشيء عن تصريحاته التي القاها امام التجمع العشائري، ثم يتبارى البعض لتبرير اقواله ولطرح تفسيرات غير حكيمة بخصوص مشروع المصالحة وتصريحاته الاخيرة، لكن هل سيتراجع؟ أشك؟

الدكتور وليد سعيد البياتيwsialbayati50@hotmail.comرئيس مؤسسة الاتحاد الشيعي العالمي – أتشيعالمملكة المتحدة - لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك