المقالات

الاجتهاد مقابل الدستور

997 08:43:00 2009-03-21

( بقلم : ميثم المبرقع )

وضعت القوانين والدساتير في العالم لترسيخ مبادىء عامة تتعلق بمصالح البلاد والعباد وحفظ النظام العام وتحديد الصلاحيات وتهذيب الطموحات والتوجهات ووقف الاعتداءات على حقوق الاخرين وعقلنة الانفعالات لكي لا يستأثر الاخرون بحقوق غيرهم او يتمددوا على حساب مساحات غيرهم. الاداء السياسي هو الاخطر من كل الاداءات البشرية الذاتية التي ترتبط بالفرد وحده من ممارسات وطقوس وعبادات لان خطأ الانسان اثناء عبادته او طقوسه لا يترتب عليها مخاطر كبيرة كتلك الاخطاء القاتلة التي يرتكبها السياسيون.

ومن هنا كان شهيد المحراب (قدس) يؤكد باستمرار ان السياسي اكثر عرضة من غيره الى المزالق والمآزق بلحاظ ما يترتب او يتعلق من اثار جانبية على مساحات اكبر واوفر من اخطاء الفرد العادي في مجالات محدودة كما اذا اخفق في مجالات خاصة لا تتعلق نتائجها بمصير البشرية. ان مراقبة ادائنا السياسي يحتاج الى دقة ومتابعة وتريث لما قد يترتب على هذا الاداء من نتائج ومضاعفات جانبية غير محسوبة.وكل اجتهاد فردي او تصرف شخصي في ادارة البلاد ينبغي ان يكون محكوماً عليه بالدستور وليس حاكماً على الدستور كما يحلو للبعض ان يتصرف هذه الايام.

فلو دار الامر بين مصالحنا الخاصة وبين مصالح الشعب او بين موقفنا والدستور فان الذي يقدم هو مصالح شعبنا والدستور فليس القضية مزاجية او ذوقية تتعلق بالاذواق والاهواء والتصورات الشخصية.الكثير من القضايا المصيرية تحتاج الى مراجعة دستورية او موافقة شعبية عن طريق ممثليهم في مجلس النواب وليس الى تصورات فردية وحزبية كقرار عودة ازلام النظام الى مفاصل الدولة والحكومة فهذا الاجراء ليس امراً عادياً حتى يمكن السكوت عليه وليس له علافة بذوق فردي او استحسان حزبي لكي تدفع الاخرين لكي يقرروا ما يشاءون او يرغبون.

انتهى زمن اتخاذ القرار وكتابة القانون بجرة قلم فلن نسمح بعودته ابداً ومسؤولية ذلك تقع على ابناء شعبنا الذين دفعوا ثمن الديكتاتورية والطغيان والفردية في العهود السابقة. لا احد بامكانه تجاوز الدستور وثوابت شعبنا مهما كان موقعه. ان ايحاءات او اشارات نتائج الانتخابات الاخيرة لا يمكن ان تدفع الاخرين لكي يقفزوا على الدستور او يتطاولوا على ثوابت شعبنا وتضحياته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك