المقالات

الاجتهاد مقابل الدستور


( بقلم : ميثم المبرقع )

وضعت القوانين والدساتير في العالم لترسيخ مبادىء عامة تتعلق بمصالح البلاد والعباد وحفظ النظام العام وتحديد الصلاحيات وتهذيب الطموحات والتوجهات ووقف الاعتداءات على حقوق الاخرين وعقلنة الانفعالات لكي لا يستأثر الاخرون بحقوق غيرهم او يتمددوا على حساب مساحات غيرهم. الاداء السياسي هو الاخطر من كل الاداءات البشرية الذاتية التي ترتبط بالفرد وحده من ممارسات وطقوس وعبادات لان خطأ الانسان اثناء عبادته او طقوسه لا يترتب عليها مخاطر كبيرة كتلك الاخطاء القاتلة التي يرتكبها السياسيون.

ومن هنا كان شهيد المحراب (قدس) يؤكد باستمرار ان السياسي اكثر عرضة من غيره الى المزالق والمآزق بلحاظ ما يترتب او يتعلق من اثار جانبية على مساحات اكبر واوفر من اخطاء الفرد العادي في مجالات محدودة كما اذا اخفق في مجالات خاصة لا تتعلق نتائجها بمصير البشرية. ان مراقبة ادائنا السياسي يحتاج الى دقة ومتابعة وتريث لما قد يترتب على هذا الاداء من نتائج ومضاعفات جانبية غير محسوبة.وكل اجتهاد فردي او تصرف شخصي في ادارة البلاد ينبغي ان يكون محكوماً عليه بالدستور وليس حاكماً على الدستور كما يحلو للبعض ان يتصرف هذه الايام.

فلو دار الامر بين مصالحنا الخاصة وبين مصالح الشعب او بين موقفنا والدستور فان الذي يقدم هو مصالح شعبنا والدستور فليس القضية مزاجية او ذوقية تتعلق بالاذواق والاهواء والتصورات الشخصية.الكثير من القضايا المصيرية تحتاج الى مراجعة دستورية او موافقة شعبية عن طريق ممثليهم في مجلس النواب وليس الى تصورات فردية وحزبية كقرار عودة ازلام النظام الى مفاصل الدولة والحكومة فهذا الاجراء ليس امراً عادياً حتى يمكن السكوت عليه وليس له علافة بذوق فردي او استحسان حزبي لكي تدفع الاخرين لكي يقرروا ما يشاءون او يرغبون.

انتهى زمن اتخاذ القرار وكتابة القانون بجرة قلم فلن نسمح بعودته ابداً ومسؤولية ذلك تقع على ابناء شعبنا الذين دفعوا ثمن الديكتاتورية والطغيان والفردية في العهود السابقة. لا احد بامكانه تجاوز الدستور وثوابت شعبنا مهما كان موقعه. ان ايحاءات او اشارات نتائج الانتخابات الاخيرة لا يمكن ان تدفع الاخرين لكي يقفزوا على الدستور او يتطاولوا على ثوابت شعبنا وتضحياته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك