المقالات

التشيع العقدي والتشيع الايديولوجي !!!

1412 16:28:00 2009-03-20

بقلم : سامي جواد كاظم

غريزة جُبِل عليها بعض الناس الا وهو تبرير الفشل بلوم الطرف الاخر ان الخلل فيه وحتى ان لم يجد فيحاول استكشاف مصطلحات متاهية سفاسفية ليحاول اقناع غيره بعدم فشله مع اعتقاده ويقينه في نفسه وعقله بانه فاشل . كلمة المد الشيعي كثر ظهورها في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ولعل ابطالها مشايخ تضمر في نفسها عقد لا تريد لها الحل .

للشيعة عقائد تتمسك بها وتعمل عليها وتدافع عنها وهذه الالتزامات بهذه العقائد لابد من وجود ارضية عقلية منطقية تجعلهم يتمسكون بعقائدهم هذه واذا ما تحاوروا مع الطرف الاخر فانهم يكونون باستعداد تام لاثبات ما هم عليه من مصادر الطرف الثاني .النقاشات السلفية الشيعية كثيرة بل وحتى هنالك فضائيات خصصت لهذه المناظرات ، وطالما ان الانسان بالفطرة يميل الى ما هو عقلي فقد لاحظوا هؤلاء المشايخ تحول شبابهم الى الشيعة قد تجاوز المحذور وعليه فليس من صالحهم السكوت وهم يرون الماء يجري من تحتهم ، اذن لابد من تبريرات لرقع الفتق فكيف اذا كانت الرقعة اصغر من الفتق ؟

ومن الطبيعي جدا ان يربط التشيع بالفارسية ويمتد هذا الربط ليستحدث مصطلحات جديدة يلصقها بالشيعة منها التشيع الايدولوجي الستراتيجي الذي يخضع لرهانات سياسية وجيو سياسية لا مذهبية ولا عقدية ، بل وحتى اعتبروا هذا التشيع غريب بثقافته ومفاهيمه على الاسلام . انا انبذ بل اتقيء عندما اقرأ هكذا مصطلحات يبغي قائلها التفلسف والذي يكون غايته الغباء الفوضوي فلو سالنا ماذا يعني التشيع الايديولوجي ؟ فالايديولوجية هي الفكرة او المبدأ او الخطاب فهل هذا لا يوجد في التشيع العقدي ؟ واذا كانت السياسة بعيدة عن التشيع فكيف تعتبرون انتم ياسلفية اصلا تاسست الشيعة لاعتبارات سياسية لما كان عليه خلفاء المسلمين .غاية الامر ان الارتباك من الشيعة يعزى الى ايران وان ما صدر من المغرب وما سيصدر من غيرها ليس سببه ما يعلنون عنه بل لانهم وجدوا بناءهم هش وبدأ بالسقوط حيث لا يعلمون ان بناءهم آيل للسقوط .الغريب في هذه الفلسفة التي يعتمدون فيها على هذه المصطلحات الفوضوية انهم لم يظهروا تعليل منطقي لما يدعوه من افكار .

وان البناء الشيعي تنظيمي متين وعقلي في الدلالة فقد لاحظ ارنست غلنر ان البناء التنظيمي السني هش ولا يصمد اما المتغيرات الثقافية التي تجابهه على عكس التنظيم الشيعي المتين والمعتمد المبادئ القوية الرصينة .والهم والخوف من الشيعة هو مصطلح ولاية الفقيه وما يترتب عليه من ابعاد حيث من المعلوم ان فقهاء الشيعة لم يتفقوا على رفضه او قبوله ولكل طرف اعتباراته الصحيحة فيما يقول وبالوضع الايراني فان ولاية الفقيه لايران دون غيرها تكون صحيحة ومطلب اساسي ، كيف ذلك ؟

العمائم كما يحلو للبعض تسميتها لم تاتي الى السلطة بمؤامرة او انقلاب بل جاءت بعد تضحيات واعدامات في صفوفهم مع التشريد والتكالب من قبل دول المنطقة على الثورة الايرانية مع استبسال الشعب الايراني في سقوط طاغيتهم الشاه وبعد اكثر من عشرين عام نالوا وحصدوا وقطفوا ما كانوا يصبون اليه ، وهذا لايروق للكثير بدلالة اشعال الحرب عليهم من قبل طاغية العراق وبمساعدة كل الدول الرئيسية الاعضاء في الامم المتحدة فهذه امريكا وبوساطة رامسفيلد وزير حرب بوش كان المندوب بين ريغان وصدام وهو الذي زود صدام بالكيمياوي وهذه فرنسا التي زودت صدام بالطائرات السوبر اتندر الخمسة التي هبطت في البصرة ليعلن صدام على اثرها الحصار على جزيرة خرج وهذه طائرة الايواكس للانذار المبكر وبرفقة الاسطول السادس الامريكي يمدان صدام بالمعلومات والامدادات العسكرية وهذه روسيا ـ الاتحاد السوفياتي ـ تمد صدام بصواريخ بعيدة المدى التي كان لها الاثر الواضح في ضرب الاهداف المدنية والعسكرية ، وكل هذا وفشلوا وما فشلت ثورة ايران .

هذا ناهيك عن المؤامرات التي تحاك بين قيادات حكومة ايران من الحسن بني صدر رئيس الجمهورية والى شريعتمداري المعمم وحتى ان الخميني حذر القادة الايرانين في اخر رسالة له موجه اليهم من المعممين قائلا لهم ان الشياطين يدخلون بينكم بهيأة معممين وهذا ما حصل لهم بالضبط ، هذه المؤامرات جعلت لزاما على الخميني ومن سار في دربه الحفاظ على منصب نالوه بالتضحيات ودماء الشعب الايراني فكانت ( ولاية الفقيه ) .هذا المنصب هو الاساس في الحفاظ على منجزات ثورتهم وكيفية الحفاظ على هذا المنجز يعود الى اتخاذ قرارات واجراءات داخل ايران من قبل قياداتها ، ولكن هنالك تصريحات غير دقيقة يصرح بها بعض القادة الايرانيين ومهما كان القصد فهي ليست في محلها والتي فسرت تفسيرات لا تصب في صالح ايران الا وهو تصدير الثورة الاسلامية التي جعلت الحساسية باعلى درجاتها اذا ما ذكرت ايران .

من هذا التصريح جاءت المصطلحات اعلاه ولو قمنا بالتحليل الصحيح لهذه الافكار لوجدناها هي فكرة واحدة ومضمون واحد ولكن تعددت التفسيرات والاراء . واما ان هنالك من يدفع المال للكسب الشيعي فهذا فاشل والمكسوب اتعس فالذي يبيع او يشتري معتقداته بالمال فلا يصح الالتفات اليهم لانهم الى زوال ، ولكن عندما يمارس طرف ما الكسب من خلال شراء الذمم فانه من الطبيعي يرمي غيره بهذه التهمة اذا ما فشل في كسبه وهذا ما يجري على ارض الواقع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين العراقي
2009-03-20
رائع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك