المقالات

اثاث المزاد وقرارات البرلمان


بقلم : سامي جواد كاظم

بعدما نال الضيق المالي والمعيشي من عائلتي اجتمعت انا وام الجهال والويلاد في اتخاذ قرارات حاسمة ببيع بعض الاثاث المنزلية سدا للضائقة المالية التي نمر بها ، وكانت قراراتنا ديمقراطية فالكل وافق على بيع الثلاجة والمجمدة احتجاجا على الكهرباء وكذلك طباخ الغاز تنديدا بارتفاع سعر قنينة الغاز مع الاستغناء عن الكنتور وبعض الاسّرة فالارض والصناديق تسد الحاجة وبقي جهاز الحاسوب حيث رفض اولادي بيعه الا انا وام الجهال التففنا حول التصويت واستطعنا ان نجعله ضمن المغضوب عليهم .

وعانى الشعب العراقي من الدكتاتورية والغاء الاخر مع الاضطهاد والارهاب الفكري ولاحت بشائر الامل في سقوط الطاغية على يد القوات الامريكية وكان لابد للعراقيين تدارك الوضع الماساوي السياسي الارهابي هذا وتمسكا بالمبادئ التي تنادي بها امريكا الا وهي الديمقراطية لهذا قرر الشعب العراقي اجراء انتخابات لتاسيس البرلمان العراقي ، وفعلا تمت الانتخابات وجمعت الاصوات وظهرت بعض الكتل والشخصيات بطريقة التفافية من قبل المفضوية العليا للانتخابات كالتي حصلت مؤخرا في انتخابات مجالس المحافظات فتم حشر اعضاء في البرلمان لم يصوت عليهم الشعب العراقي .وعرضت اثاث منزلي الذي فاز بالتصويت في المزاد العلني لغرض بيعه .وتم تشكيل البرلمان العراقي بالاعضاء المفترض انهم فازوا جميعا وليس بعضهم بالتصويت .صاح المنادي من يفتتح المزاد على هذه المجمدة ومرة اخرى على تلك الثلاجة وبعد ما بح صوته وصياح المزايدين بيعت المجمدة التي لا تعود لي بسعر خيالي ومرتفع مما فتح باب الامل لي في بيع اثاثي بسعر مساو لهذه التي بيعت على اقل تقدير وانتهى المزاد ولم يصل الدور لاثاثي للاعلان عنها ، رجعت الى البيت بين المهموم والسعيد مهموم للتاجيل وسعيد للاسعار التي بيعت بها مثيلات اثاثي .واجتمع البرلمان والكل حضور وبدأ التداول في قرار زيادة رواتب الاعضاء والحصانة والجوازات الدبلوماسية فكان الحضور ممتاز وتم التصويت بالاجماع وبالسرعة الممكنة ولانتهاء وقت الاجتماع قرروا تاجيل التصويت على زيادة رواتب الموظفين الى جلسة اخرى .ومن الصباح الباكر والامل يحدوني بسد ضائقتي المالية ذهبت الى المزاد وانتظرت الحضور فلم يحضر الا القليل وعند الاستفهمام عن السبب قيل ان الطرق مقطوعة من جانب ومن جانب اخر حدث تفجير وعليه الغي المزاد الى يوم اخر .وافتتحت جلسة البرلمان لمناقشة قانون زيادة رواتب الموظفين والتصويت عليه ولكني فوجئت بعد التصويت لعدم اكتمال النصاب وحضور القلة الخيرين فقط .وجاء غدا وذهبت الى المزاد والحضور اكتمل وجاء دور اثاثي ونادى المنادي على مجمدتي ( الماطور على البلاد ومامجفت ) منويشتري نفتح المزاد بيش عشرة الاف دينار منو يدفع اكثر فصاح شخص 11 الف دينار ولم يزود غيره فنادى علي المنادي هل تبيع فامتعضت وتهسترت وقلت لا بالامس اقل منها جودة بيعت باكثر منها فقال المنادي المزاد علني .وعقدت جلسة البرلمان واكتمل النصاب وقلت الحمد لله سيصدر قرار الزيادة الا ان النقاش احتدموقفت في حيرة من امري فهمس احد الاشخاص في اذني قائلا هل تريد ان تبيع اثاثك بسعر عال قلت له نعم قال نتفق على نسبة لو مبلغ مقطوع قلت له ماافتهمت قال دلالتي اشكد واصعد سعر المجمدة . وفوجئت وانا استمع الى تصريح احد اعضاء البرلمان التصويت على هذا القانون يتطلب التصويت على قوانين اخرى منها مثلا العفو عن المعتقلين.قلت له طيب لو دفعت انت سعر عالي ومحد زيد عليك شاسوي ، قال بسيطة ارفض البيع وكول السعر قليل .وظهر احد الاعضاء يصرح بقرب الاتفاق على قرار الزيادة او قرار اخر ولكن ظهر رئيس الكتلة لهذا العضو صاحب التصريح رافضا هذا التصريح قائلا بان تصريحه يعبر عن وجهة نظره الشخصية .ومللت من هذه المؤامرات وقررت ان ابيعها باي ثمن كان ولو لسد جزء من حاجتي واشتري كم كيلو فواكه للجهال افرحهم .واخيرا اتفقوا على التصويت بعد ما جرت مناقشات خلف الكواليس وظهرت التصريحات ان التصويت غدا سيتم .ذهبت الى المزاد انتظر المزاد فاذا اقرأ اعلان ان صاحب المزاد ترك العمل لخسارة المزاد .وجاء الوقت المعلوم واذا برئيس البرلمان استقال او أُقيل الامر واحد المهم بقي البرلمان من غير رئيس كما هو المزاد من غير صاحب .وتيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن صابر
2009-03-20
اصبر اخي فان بيوعك مجمدتك وثلاجتك وحاسوبك فنحن والحمد الله لم يستطعوا ان يجعلونا نبيع اثاثنا لاننا اصلا لانمتلك اثاث اوثلاجة اومجده او ذلك المغظوب عليه الحاسوب منذ زمن الطاغية لانملكها حتى زمن الكذابين والمنافقين اصحاب الشعارات والهتافات حرامية البيت اصحاب الكروش والنضال بالكلام اصبر وسوف يمسح بهم شعب العراق كل المزابل مثلما داسهم بحذائه في انتخابات المحافظات لن نخطأ مرتين ابدا وسيد الشهداء لن نعيد الكرة ابدا وغدا لناظره قريب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك