بقلم الكوفـــــــــي
من يتصور ان السجناء السياسيين الذين افنوا حياتهم من اجل العراق هم ضعفاء فهو واهم ، نعم لقد فعلوها من قبل واعلنوا صرختهم المدوية لثلاث مرات وهتفوا باسقاط الطاغية المقبور صدام في ( سجن ابي غريب ) وارغموا النظام البعثي العفلقي لمطاليبهم المشروعة ، نروي للقارىء العزيز ماحدث في سجن ابي غريب من مواقف بطولية شهد لهم بها العدو البعثي القذر قبل الصديق ولتكن هذه الرسالة موجهة للحكومة العراقية والكيانات السياسية التي همشت هذه الشريحة المظلومة والتي تعمل جاهدة على سلب حقوقهم ومحاربتهم بشتى الطرق والاساليب المغرضة ، لقد شهد العام 1986 وبالتحديد في شهر رمضان المبارك اول انتفاضة لهم في قسم الاحكام الخاصة الاقسام المغلقة ( قاف 1 ) عندما توفى احد اخوانهم من اهالي الكرادة ، في تلك الليلة حينما هدأت الاصوات وسكنت النفوس توفى احد السجناء وعندما هم الاخوة باخراجة من غرفته انفجر الجميع وصدعت قرابة الالف حنجرة وهي وراء القضبان الحديدية هاتفة بسقوط الطاغية المقبور وحزبه الكافر مما دفع الجهات الامنية ان تدخل في انذار جيم المشدد ، بعد حوالي النصف ساعة من الهتافات حصلت مخاطبات بين ممثلين عن السجناء والجهاز الامني التابع لادارة السجن ، بعدها تم الهدوء وبقينا تلك الليلة وحتى صلاة الفجر نتبادل وجهات النظر فيما بيننا ، صمم قسم من السجناء على المضي في الانتفاضة واستعدوا للشهادة حتى ان يحصلوا على حقوقهم ومطاليبهم ، في صبيحة اليوم الثاني تكرر المشهد وانتفض السجناء وتعالت الاصوات وانهزم جلاوزة النظام وبقى الوضع متوترا حتى المساء ، اراد الجهاز الامني ادخال وجبة الافطار فرفض السجناء ان يتسلموا وجبة الافطار الا ان يحضر مسؤول كبير ، بقينا بدون طعام حتى الساعة الحادية عشر ليلا ونحن صيام حتى حضر الرائد طارق واستمع الى مطاليب السجناء ووعدنا حينها ان تنفذ جميع المطاليب ، فعلا تمت الاستجابة لبعض المطاليب ، بعد مضي اشهر عاودنا الانتفاضة من جديد وكانت اكبر واوسع من سابقتها فاشترك فيها (قاف 1 وقاف 2 ) فخشي النظام العفلقي من ان تمتد الانتفاضة وتشمل السجن باسره فاستجاب على الفور الى مطاليبنا وتم تخفيف الحجر علينا وتنفيذ الكثير من المطاليب ، بعد مضي اقل من ثلاث اشهر كانت الانتفاضة الكبرى التي اشتركت فيها جميع الاقسام المغلقة واستخدمت الاجهزة الامنية فيها قنابل مسيلة للدموع ووقع حينها الكثير من السجناء ، في هذه المرة اضطرب الوضع بشكل خرجت فيها الامور عن السيطرة وتم ابلاغ الجهاة العليا بان هناك تمرد داخل السجن وفعلا حضرت الجهات الامنية العليا متمثلة ( الامن العامة وامن الكاظمية وامن بغداد ) هنا لعب السجناء دورا كبيرا في احتواء الموقف وقلب النتيجة بصالحهم ، لقد قام السجناء بازالة الاثار التي تدل على الانتفاضة فقاموا بغسل الاقسام وتنظيفها على اسرع وقت والالتزام بالهدوء وكأن شيئا لم يحصل ، جاءت الجهات المعنية ودخلت من الساحات الخارجية وخاطبت السجناء من الشبابيك المطلة على الساحات وطلبوا منا الامان عند دخولهم الاقسام رغم اننا وراء القضبان الحديدية فقلنا لهم نحن لم نقم بشيء ولم نخالف القوانين ولكم الامان في دخول الاقسام ، عندما دخلوا الى ( قاف 1 ) اخذ بعضهم ينظر الى بعض وهم مذهولين ليس هناك مايشير الى وجود تمرد فالتفت ضابط من امن بغداد الى الرائد طارق وسأله اين هو التمرد الذي ابلغتنا به فبقي باهت ولايدري ما يقول وكان ذلك نصرا من الله عز وجل ، بعدها استمع الضباط لمطاليبنا وكان من اهم المطاليب هو السماح لنا برؤية اهلنا وذوينا بعد ان حرمنا من رؤيتهم ثمان سنوات ،
تمت الاستجابة لهذا المطلب وفعلا نفذ بعد شهرين تم لنا مانريد ، ان هذا الموقف ان دل على شيء انما يدل على قوة وصلابة السجناء السياسيين وعدم رضوخهم للذل والهوان وهم بقبضة اشرس واقذر طاغية في الوجود ، الاجدر بحكوتنا ان تقيم هذه الشريحة وان تقيم لهم نصبا تذكاريا لمواقفهم البطولية وتضحياتهم الوطنية لا ان تهمشهم وتعاديهم وتغتصب حقوقهم ، نتمنى ان نسمع اخبارا تشرح قلوب السجناء المظلومين وعوائلهم ويرفع الحيف عنهم بشكل كامل ، ماقدمه السجناء السياسيين للوطن لم تقدمه الكثير من الجهاة التي تدعي الوطنية ولانريد ان نكشف المستور .
https://telegram.me/buratha