المقالات

يسمونه المفتش العام .!.

1052 13:10:00 2009-03-19

فراس الغضبان الحمداني

إن اخطر ماتعانيه التجارب الديمقراطية الناشئة وفي مقدمتها التجربة العراقية هو الفساد الإداري ، الذي انتشر في أجهزة الدولة العراقية من قمتها إلى قاعدتها مثل انتشار النار في الهشيم . والفساد العراقي تجاوز كل الحدود المعقولة ، وهذا ليس انطباعا شخصيا بل تأكيدا لوقائع ملموسة أقرتها منظمة الشفافية العالمية وكذلك الجهات العراقية وفي مقدمتها هيئة النزاهة ودوائر المفتش العام في الوزارات كافة .

إن مستقبل العراق يتوقف على مسالتين متلازمتين بقوة تسهمان في إعاقة التقدم ، وأول هذه المعوقات هي الإرهاب بكل إشكاله ، وقد استطاعت الجهات ذات العلاقة وبعد تضحيات جسيمة بالأرواح والأموال في الحد من العمليات الإرهابية ، لكن الخطر الأكبر مازال يتمثل بالفساد .

والعجيب إن المشروع العراقي ينطوي على آليات وللأسف الشديد غير فعالة بالمستوى الذي يعمل فيه في البلدان الديمقراطية أو التي في طريقها إلى التحول الديمقراطي ، ولوتأملنا في مسيرة هيئة النزاهة سنجدها رغم تصريحاتها المتكررة وإعلانها بإمساكها آلاف الملفات الخاصة بالفساد تصل مبالغهاالى مليارات الدولارات ، إن هذه الهيئة تم تجريدها من قوتها وصلاحيتها كونها ترتبط بإرادة الشعب من خلال تبعيتها لمجلس النواب .

لكن الرئاسات الثلاثة تعمل بمعزل عن الهيئة وأوجدت لها بدائل إدارية توفر لها الأغطية المناسبة لإخفاء الفساد ونهب المال العام ، ورغم ذلك فان هيئة النزاهة مازالت خجولة وتكتفي بالنشاطات والمؤتمرات الإعلامية التي تتحدث عن محاربة الفساد ولكننا لم نسمع لحد الآن بان النزاهة قامت بعمل كبير وأعلنت للرأي العام عن كبار المفسدين الذين تعرفهم بالأسماء وتعرف من يقف ورائهم وفضلت هذه الهيئة السكوت .. فأين النزاهة وأين دور النزاهة ؟ .

إما الحديث عن دوائر ماتسميه بالمفتش العام وهو منصب محمي قانونيا ودستوريا وينتشر في كل الوزارات العراقية ، وما يحيط بعمل هؤلاء المفتشين يثير الضحك والحزن لان شلل الموظفين الفاسدين أصبحوا بطانة للسيد المفتش العام ، وابسط مايقومون به هو تسريب المعلومات والملفات للمفسدين لغرض حمايتهم .

المفتش العام ياسادة ياكرام هو عبارة عن دمية تتملق للوزير ولكبار المسؤلين للحفاظ على مكاسبه التي لاتؤمن إلا بالنفاق والتزلف وفعلا ينطبق عليه المثل العراقي المعروف والذي يقول أصبح مثل ( فزاعة خضرة ) بل إن الوقائع تؤكد هذه ( الخريعة ) هي أكثر قوة وتأثيرا من هذا الذي نسميه المفتش العام الذي خان شرف الأمانة والمسؤولية وأصبح عرابا للفساد (لان فاقد الشيء لايعطيه) ... ولان الموظف النزيه لايحبه الوزير والوكيل والمدير العام وربما الأعلى منهم بالمنصب والجاه ...!

ولكي لانتهم بالمبالغة فإننا ندعو السادة المفتشين كل حسب اختصاصه إن يقوموا بنشر الغسيل (المتسخ ) لوزاراتهم عبر وسائل الإعلام ، لان من حق الجمهور إن يطلع على الحقيقة وان لم يفعلوا ذلك فأنهم سيتحولون إلى شياطين وعرابين للمفسدين ..ألا لعنة الله على المفسدين والمفتشين إلى يوم الدين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك