المقالات

بين نار المركزية وجنة الفيدراليات في ظل انتخابات المحافظات

1151 15:02:00 2009-03-18

محمد مهدي الخفاجي

بعد سقوط هبل بغداد وابان كتابة الدستور كانت جميع الكتل المتصدية للعملية السياسية تردد المبادىء الاساسية التي تعتمد عليها سياساتها وتعتبر هذه المبادىء المنطلق والاساس الذي لا يمكن الحياد عنها او المهادنة عليها بل حتى اصرت على تضمينها بالدستور العراقي حتى تقدس هذه المبادىء وتبتعد عن أي تغيير أو نقاش أو تنازل أو مجاملات سياسية أو غيرها .من ابرز هذه المبادىء الاساسية هي الفيدراليات واللغط الذي دار حولها ووصف مؤيديها ممن هم الان يعتلون أعلى الهرم السياسي والحكومي في العراق انها السور الحصين الواقي للمركزية المقيتة كما يصفوها وكانت اغلب الكتل السياسية الحاكمة الان تضرب لنا نماذج من الدول الفيدرالية وكيف تقدمت وتطورت على عكس الدول المركزية وكيف تعاني من سوء ادارة لا بل هي حاضنة اساسية للدكتاتوريات وهو الراي الارجح حسب ما اظن .

اما اليوم فقد اختلفت هذه النغمة وقد نُسيت حاضنة الدكتاتوريات ومشجعة البيروقراطية الادارية و محفزة التسلط والتخلف والتفرقة واقصد بها ( المركزية ) كما وصفت حينها وانا من مؤيدي هذا الوصف ولا ازال لكن السؤال هنا ما السبب الذي دعى هذه الكتل الى تغيير مواقفها فجأة ولما نُسيت الفيدراليات ولم نعد نسمع بمطالبين بها حتى وقت ليس ببعيد ؟

فبعد ان ثبتت بعض الكتل السياسية والاحزاب جذورها وبعد ان سخرت كل موارد وخيرات البلد لمصالحها الحزبية والفئوية وبعد ان سرقت الاموال العامة وجيرتها لتدعيم اسسها ورصنت بها ركائزها بدأ الخطاب يتغير لا بل بدأت تدعو الى المركزية وتطبقها بكل حذافيرها وتحارب وتغيب الاصوات التي تدعو لنبذها بل وسارت على خطا الاقدمين في مصادرة كل رأي يدعو الى الفيدرالية ومحاربة المركزية والتعقيد الاداري والنهب والسرقة المنظمةو الدكتاتورية التي تسببها المركزية المقيتة كما كانوا انفسهم يعترفون بها فما الذي حصل وماذا تغير وهل تتوقعون من هذا الشعب المسكين البسيط ان ينسى كلامكم السابق بهذه السرعة وحتى لو نساه فهل سينسى دستوره الذي تضمن بل اكد على الفيدرالية ومقت المركزية .

نرجو تفعيل الدستور العراقي عامة والفيدراليات خاصة في ظل الحكومات المحلية المنتخبة شرعياً في المحافظات وأعطائها الصلاحيات الواسعة التي لا يعارضها لا مركز ولا غيره لان مجالس المحافظات باتت اكثر نضجاً وشرعيةً وكفاءةً من غيرها فلا تقتلوا المولود الجديد وهو في مهده كي لا تصل التبعات الى الانتخابات البرلمانية المقبلة وليست ببعيدة فلا تستطيعوا ان تظللوا و تنسوا أحداً حينها لان الوقت اقرب مما تظنون وتحاشوا الخطأ قبل الوقوع فيه والله من وراء القصد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-03-18
اليوم 18.3.2009م الأربعاء أعلنت الأردن الفيدرالية بثلاثة أقاليم! يا رئيس الوزراء الأردن تتقدم في الديمقراطية ونحن نتراجع !! في مركزية مقيتة عانت منها المحافظات كلها وخصوصا الوسط والجنوب! هل من مصغي أم هم لاهون مع من من الأولام يتصالحون!!
حميد عبد الحميد
2009-03-18
جنة الفدراليات وما بعدها وحسب الدستور بيد خيار الشعب عندما يختارها وهكذا ما بعدها مثلا في تشكيل اقليم الوسط والجنوب فالشعب يقررها رغم ان جميع الاحزاب التي شكلت الائتلاف العراقي الموحد في بدايته ايدت هذه الخطوة لانها تكمل جنة الفدراليات .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك