محمد مهدي الخفاجي
بعد سقوط هبل بغداد وابان كتابة الدستور كانت جميع الكتل المتصدية للعملية السياسية تردد المبادىء الاساسية التي تعتمد عليها سياساتها وتعتبر هذه المبادىء المنطلق والاساس الذي لا يمكن الحياد عنها او المهادنة عليها بل حتى اصرت على تضمينها بالدستور العراقي حتى تقدس هذه المبادىء وتبتعد عن أي تغيير أو نقاش أو تنازل أو مجاملات سياسية أو غيرها .من ابرز هذه المبادىء الاساسية هي الفيدراليات واللغط الذي دار حولها ووصف مؤيديها ممن هم الان يعتلون أعلى الهرم السياسي والحكومي في العراق انها السور الحصين الواقي للمركزية المقيتة كما يصفوها وكانت اغلب الكتل السياسية الحاكمة الان تضرب لنا نماذج من الدول الفيدرالية وكيف تقدمت وتطورت على عكس الدول المركزية وكيف تعاني من سوء ادارة لا بل هي حاضنة اساسية للدكتاتوريات وهو الراي الارجح حسب ما اظن .اما اليوم فقد اختلفت هذه النغمة وقد نُسيت حاضنة الدكتاتوريات ومشجعة البيروقراطية الادارية و محفزة التسلط والتخلف والتفرقة واقصد بها ( المركزية ) كما وصفت حينها وانا من مؤيدي هذا الوصف ولا ازال لكن السؤال هنا ما السبب الذي دعى هذه الكتل الى تغيير مواقفها فجأة ولما نُسيت الفيدراليات ولم نعد نسمع بمطالبين بها حتى وقت ليس ببعيد ؟
فبعد ان ثبتت بعض الكتل السياسية والاحزاب جذورها وبعد ان سخرت كل موارد وخيرات البلد لمصالحها الحزبية والفئوية وبعد ان سرقت الاموال العامة وجيرتها لتدعيم اسسها ورصنت بها ركائزها بدأ الخطاب يتغير لا بل بدأت تدعو الى المركزية وتطبقها بكل حذافيرها وتحارب وتغيب الاصوات التي تدعو لنبذها بل وسارت على خطا الاقدمين في مصادرة كل رأي يدعو الى الفيدرالية ومحاربة المركزية والتعقيد الاداري والنهب والسرقة المنظمةو الدكتاتورية التي تسببها المركزية المقيتة كما كانوا انفسهم يعترفون بها فما الذي حصل وماذا تغير وهل تتوقعون من هذا الشعب المسكين البسيط ان ينسى كلامكم السابق بهذه السرعة وحتى لو نساه فهل سينسى دستوره الذي تضمن بل اكد على الفيدرالية ومقت المركزية .
نرجو تفعيل الدستور العراقي عامة والفيدراليات خاصة في ظل الحكومات المحلية المنتخبة شرعياً في المحافظات وأعطائها الصلاحيات الواسعة التي لا يعارضها لا مركز ولا غيره لان مجالس المحافظات باتت اكثر نضجاً وشرعيةً وكفاءةً من غيرها فلا تقتلوا المولود الجديد وهو في مهده كي لا تصل التبعات الى الانتخابات البرلمانية المقبلة وليست ببعيدة فلا تستطيعوا ان تظللوا و تنسوا أحداً حينها لان الوقت اقرب مما تظنون وتحاشوا الخطأ قبل الوقوع فيه والله من وراء القصد .
https://telegram.me/buratha