بقلم:نوال السعيد
في عموده اليومي بصحيفة الزمان (العدد 3244 بتأريخ 17/اذار/2009ا) المعنون "المصالحة والتنابز الجاهلي) اجرى الكاتب سعد عباس مقارنة بين شخصين لايمكن المقارنة بينهما بأي حال من الاحوال. انه قارن بين احد ابرز مجرمي النظام الصدامي البائد، وهو عزة الدوري الذي مازال يقود جماعات ارهابية مسلحة ويتلقى الدعم من هنا وهناك لسفك المزيد من دماء العراقيين الابرياء وازهاق ارواحهم، وبين احد ابرز ضحايا ذلك النظام المجرم، الا وهو السيد عبد العزيز الحكيم.
ولكي يضفي سعد عباس نوعا من الموضوعية المزيفة على مقاله دخل من باب المصالحة ليقول ان المجرم الدوري يرفض مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة ويتهمه بالعمالة، ويرفض السيد الحكيم تلك المبادرة ايضا ويدعو الى عدم السماح للبعثيين بالعمل في الساحة العراقية.
يبدو ان السيد سعد عباس الذي دائما ما يختم عموده بعبارات من بطون الكتب لمشاهير واعلام، يجهل التأريخ الدموي لعزة الدوري،ويجهل التأريخ المشرف لعبد العزيز الحكيم، وكان الاحرى به ان يسأل استاذه وسميه سعد البزاز عن عزة الدوري بأعتبار ان البزاز كان جزءا من منظومة ذلك النظام، بل انه كان لعدة اعوام في الدائرة الضيقة للحكم البعثي في العراق، ويعرف كل الخفايا والاسرار.
وكان الاحرى به ان يسأله عما فعله حزب البعث في العراق من كوارث اذا لم يكن مطلعا عليها، قبل ان يتساءل في مقاله "اذا لم يكن مسموحا للبعثيين العمل في الساحة العراقية، ففي أي ساحة تريدهم ان يعملوا؟".الظاهر انه ليس واضحا لسعد عباس انه ليس السيد الحكيم من يقول بعدم السماح لحزب البعث بالعمل في الساحة العراقية وانما الدستور الذي صوت عليه معظم العراقيين يقول بذلك. وهل يريد كاتب "الزمان" التي تحولت هي وقناة الشرقية بين ليلة وضحاها الى صف السيد رئيس الوزراء بقدرة قادر او بفعل رزم الاوراق الخضراء، هل يريد ان يعيد البعثيين المجرمين ليتسلطوا على رقاب العراقيين ويعيدون لنا زمن المقابر الجماعية والقائد الضرورة والحروب العدوانية العبثية؟.
ليتساءل سعد عباس لماذا لم تعد النازية الى المانيا، والفاشية الى ايطاليا؟.. وهل قرأ خبرا تداولته بعض وسائل الاعلام مؤخرا مفاده القاء القبض على شخص في المانيا عمره 88 عاما مطلوب للقضاء بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، حيث كان في شبابه ايام هتلر احد الناشطين الدمويين في منظومة الحكم النازي!.
ولماذا تريد الماكنة الاعلامية للسيد سعد البزاز ان تصور ان هناك تقاطعا واختلافا كبيرا بين السيد عبد العزيز الحكيم والسيد نوري المالكي، علما ان الاخير يؤكد بأستمرار ان المصالحة لاتشمل من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ، ومن ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي، ومن حولوا العراق الى سجن كبير لابنائه، وهو نفس ما يؤكد عليه السيد الحكيم وشخصيات وقوى سياسية عديدة، عربية وكردية وتركمانية، شيعة وسنية، اسلامية وعلمانية؟. اسباب ودوافع كل ذلك باتت واضحة وليس فيها كثير من الغموض.
https://telegram.me/buratha