المقالات

انفتاح عربي


علاء الموسوي

هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على انفراج الوضع السياسي على الساحة العربية، بحدوث مصالحات وتوافقات مثلما حدث في لبنان، ومحاولة جمع الارادة العربية وفتح صفحات جديدة في العلاقات بين الدول التي توترت علاقاتها خلال الشهور الماضية. فهناك وساطات تجري الان بين زعماء دول من اجل تحقيق هذه المصالحات، مثلما يجري بين سوريا والسعودية ومصر، خاصة بعد ان انفرجت ازمة لبنان. كما تجري انفراجات سياسية بين دمشق وامريكا، وغيرها من الدول ذات العلاقة الاقليمية والدولية مع الشأن العربي. وقريبا من المصالح والاهداف المشتركة بين الدول العربية يأتي العراق في مقدمة ذلك الانفراج الذي يعمل على استثماره قادة العراق وقيادته الوطنية، وذلك من اجل ابرام تضامن اقليمي دولي للقضية العراقية وتجربته الديمقراطية الحديثة.

وما شهدناه من تحرك حكومي وسياسي اقليمي لطمأنة دول الجوار والاشقاء العرب عن النية العراقية الجادة في الدعوى للمشاركة الحقيقية في بناء العراق، واعادة بناه التحتية، فضلا عن فتح افاق سياسية وطيدة تدعم المشروع العراقي البنيوي في مستقبله السياسي والاقتصادي،كل ذلك جاء عبر بوابة الانفتاح العربي وادراكه ـ مؤخرا ـ لمايحدث في العراق من انجاز حقيقي لمشروع المصالحة الوطنية وتعزيز المشاركة السياسية بين مكونات شعبه وتنوعاته الفكرية والمذهبية، ناهيك عن الوعي بالمرحلة المقبلة والتحول الى موطن التنافس الاقتصادي لدى الدول .

زيارة المسؤولين العراقيين الى دول الجوار العربي، وما عززه من زيارات متوالية للاشقاء العرب اخرها زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تعد الانطلاقة العراقية المنفتحة من قبل حكومتها وقيادتها السياسية الحكيمة في استثمار التدافع العربي لتفهم الحالة العراقية الخاصة، فضلا عن استيعاب التقارب العربي عبر ذلك المحور القيادي للعملية السياسية في محاولة للملمة التعثر ونزع فتيل التخوف العربي تجاه العراق. ما كان ينظر اليه من مخاوف وهواجس لم يبق له وجود على الاطلاق...

فدولة القانون والمشاركة الوطنية والانفتاح السياسي وزوال شبح الحرب الطائفية وتحقيق اطر المصالحة الوطنية.... كلها اصبحت لزاما شرعيا وعرفا دوليا على الحكومات العربية من اعادة النظر وبجدية مطلقة تجاه التجربة العراقية، ورفدها بمقومات التواصل الدولي ، من اجل فتح افاق جدية ورحبة تبدأ باعادة السفراء واطفاء (ولو بعضها) الديون المترتبة على اموال الشعب العراقي، واحتواء العراق وشعبه قبل ان ( تلهمه) الدول الاقليمية والابواب المشرعة عليه ليلا ونهارا. وما نأمله على المعنيين العرب ،لاسيما الجامعة العربية، من تفعيل ذلك الحراك الانفراجي ليتعدى طلاء الحبر على الورق، ويكون بصمة واقعية لتنفيذ الالتزامات وتحقيق المصالح بين البلدان العربية قاطبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك