( بقلم : ميثم المبرقع )
ثمة سؤال يبدو وجيهاً في اغلب الاحيان وقد نطرحه باستمرار على انفسنا وهو لماذا واجهنا النظام الصدامي في العراق ولماذا قدمنا كل هذه التضحيات الكبيرة في هذه المسيرة المخضبة بدماء العلماء والمراجع وطلائع الحركة الاسلامية ومئات الالاف من ابناء العراق البررة؟ هل قاتلنا النظام وجاهدنا وضحينا من اجل منصب سلطوي او امتياز حكومي نحلم به او منافسة لحزب البعث في الحصول على مصالح ومكاسب ومناصب؟لم يخطر على بالنا جميعاً وخصوصاً الشهداء بانه يقاتلون ويقتَلون من اجل مغانم ومصالح دنيوية فلو كنا كذلك فليس ثمة فرق بيننا وبين ازلام النظام.
لا نريد مناقشة الثقافة والادبيات التي طرحناه في غضون المواجهة العنيدة مع النظام البائد ولا يمكن ان ننغلق على نفس تلك الشعارات والاهداف المرفوعة في عهد المعارضة فان تغير الظروف والحيثيات قد تستلزم التأقلم مع المتغيرات مع الحفاظ على الثوابت الدينية والسياسية والاخلاقية والوطنية. لا نريد ان نعيش الماضي بكل ظروفه وتعقيداته ولابد ان نواكب المتغيرات بوعي سياسي استيعابي لكل التطورات والحضور الواعي في الميدان السياسي . لا نتحدث عن المتغيرات والمستجدات وضرورة مراعاتها والتاقلم معها دون الانفتاح المفرط او الانغلاق الكبير بل ضمن توازن حركي يحفظ الثوابت ولا يفوت استحقاقات الحاضر ومتطلباته.
لو كانت تضحياتنا الكبيرة وجهادنا الصعب مع النظام السابق من اجل مواقع سلطوية يمكن ان نتعايش معه ونتكيف ونتنازل عن مواقفنا ونحظى بموقع هنا او موقع هناك وتنتهي كل هذه المعاناة والمأساة ولكن مواقفنا الجهادية والسياسية كانت نابعة عن رؤية فكرية وفقهية بلورها الشهيد السعيد محمد باقر الصدر(قدس) وطبقها ميدانياً شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس) وهي رؤى تمثل خطوطاً عامة لا يمكن تجاوزها او الاجتهاد فيها.
من تلك الافكار والتصورات هي البعث الصدامي الذي عاث بالبلاد فساداً وظلماً فهذا الحزب الهمجي لا يمكن ان التعايش معه او تأهليه او عودته مطلقاً. والتسامح او المصالحة مع عناصره غير المتورطة بجرائم ضد شعبنا قضية لا يرفضها احد بل هؤلاء لا يحتاجون الى مصالحة وعفو لانهم مازالوا في مفاصل حساسة في اجهزة الدولة الامنية الجديدة فلا غبار عليهم او خوف عليهم ولا هم يحزنون.واما التفكير بعودة الصداميين انسجاماً مع متغيرات دولية واقليمية او اشارات عربية اشتراطية لعودة العراق الى محيطه العربي فهذه خرق للدستور وتنصل عن كل الالتزامات السياسية والاخلاقية والقانونية ولن نسمح بذلك مطلقاً.
https://telegram.me/buratha