كيف استفادت الوهابية من غزو العراق للكويت ؟

بقلم سامي جواد كاظم

لابد من وضع اسس صحيحة اذا ما اريد نشر فكر معين وتتغير هذه الاسس حسب ماهية الفكر فان كان اجرامي فمبدأ ميكافلي يكون حاضر الغاية تبرر الوسيلة وان كان هذا المبدأ عمل به المشركون الا ان الاوساط الفكرية العالمية تنسب هذا الفكر الى ميكافلي في كتابه الامير ويكون اهم وسيلة لهم في تنفيذ مخططاتهم هو كيفية اخضاع او تاسيس حكومات تابعة لهم في حين نرى الفكر السليم يعمل على تلقين الشعب لمبادئه ليكون القوة التي يعتمدها في ترسيخ ما ينادي به .ايديولوجية الفكر الوهابي معلومة للملأ وهذا يقودنا الى الوراء لناخذ نظرة سطحية على كيفية التاسيس والتثبيت فكانت الاجندة البريطانية حاضرة لوضع هذه الاسس وكانت الاداة للتثبيت بعد الاتفاق عائلة ال سعود وما تمخض عنه من معاهدات في الدرعية .وبعد ان حالفهم الحظ في التامر واكتشاف مصادر الطاقة مع الرفض الشيعي للافكار الاستعمارية بتقسيم الجزيرة وجعل دولة لهم في المنطقة الشرقية فكان البتر بنهم وبين البحرين ، ومن هنا عملت ودابت الوهابية على كيفية اخضاع حكومات المنطقة للفكر الوهابي سواء كان عن طريق نشر الفكر وسط المجتمعات الفقيرة من باب شراء الذمم او الوقوف الى جانب الحكومات التي تعاني الازمات بشرط السماح للفكر الوهابي ان ياخذ دوره في مجتمعاتهم .ال صباح في الكويت ومنذ تاسيس الدولة الكويتية مطلع الستينيات كانت بالمرصاد للفكر الوهابي وتحديدا شيخ صباح سالم الصباح وكانت الكويت تعيش بسلام من غير ازمات .حصلت الكارثة الصدامية في غزو الكويت وتدمير بناها التحتية واتفق العالم على اخراج صدام المجرم من الكويت وتم ذلك وحالما هزم صدام وحرسه الاشاوس بدأ فصل الانتفاضة الشعبانية والتي قمعت بقساوة لم يشهد مثلها التاريخ ، فما هو الدور الوهابي في ذلك ؟لا اقصد السياسي اقصد الفكر الوهابي .المعلوم عندما اقتحم الكويت جيش صدام هربت العائلة الحاكمة الى السعودية في الطائف حيث وفر لهم الملك فهد مقر اقامة اشبه بقصر الامارة مع البذخ بالاموال لكل ما يحتاجه الكويت ومن جانب اخر الدعم السياسي فقد اوت السعودية العوائل الكويتية الهاربة ليس لسواد عيون الامير بل لغايات اخرى ، على ان يدفع الثمن بعد التحرير الثمن ليس مادي .وبدات حرب التحرير وهزم جند المجرم صدام بعد ما عبث بارض الكويت وبدات الانتفاضة ولا احد يشك بهزالة وضعف الجيش العراقي على قمع الانتفاضة ولكن كيف انقلبت الموازين لصالح الطاغية ؟ انه الدور السعودي الامريكي وفعلا تحقق لهم ما ارادوا وعاد الطاغية على دفة الحكم .الان الثمن الواجب دفعه من الامير وصدام الحقير الى الفكر الوهابي الشرير ؟الثمن هو السماح بتغلغل الفكر الوهابي داخل مجتماعتهم وباي اسلوب يراه مشايخ الوهابية هو الاسلم ، ففي الكويت استطاعت من تكوين شخصيات وهابية هدامة تسلقت سلم المناصب الحكومية ليكون لها الصوت المسموع عن طريق احزابها التي اخذت مقاعد في مجلس الامة .وفي العراق جاء الدور الوهابي اقوى لاسيما بعد الحصار الذي جوع الشعب العراقي مما جعل الدولار الوهابي ياخذ دوره في التغلغل والاهم والاخطر في تغلغلهم هو بناء الجوامع وباموال وهابية صرفة على ان يستلمها من يثبت ولائه للوهابية وحقده للشيعة ومن هذه النماذج يرغب بها صدام حسين ليس حبا فيهم بل بغضا للشيعة ابطال الانتفاضة . ولو لاحظ العراقيون اغلب الجوامع التي اصبحت ثكنة عسكرية وبؤرة للارهاب بعد سقوط الصنم هي تلك التي تم بنائها بعد الانتفاضة في اغلب مناطق بغداد ، وفي نفس الوقت عندما استفحل امر الوهابية عاملها صدام بقسوة نتيجة الازمة السياسية التي حصلت بينه وبين فهد حتى ان احد الموقوفين في امن كركوك تم اطلاق سراحه بعد ما اشتبه الامن به انه وهابي قلت له وما هو الدليل على انك لست بوهابي واطلق سراحك قال سالوني عن الائمة الاثني عشر ان عددتهم اخرج هذا السؤال سالوه لكل من اشتبهوا فيه فاذا عدهم يخرج ، لله دركم يا اهل بيت النبوة كيف تكون ارادة الله عز وجل في تناحر الظلمة بينهم ويكون خلاص الشيعة منهم بعد اسماء اهل البيت عليهم السلام .لنعود الى الكويت هذا الفكر الوهابي بدأ يفرض قوانين على الحكومة الكويتية لدرجة عجز الحكومة عن تنفيذ هذه المطالب فيتم استجوابها واقالتها حيث ان عدد المرات التي استقالت فيها الحكومة الكويتيةخمس او ست مرات ان صحت الاخيرة اليوم واهم القوانين تلك التي تحجم الوجود الشيعي في الكويت فكانت مسالة سب الصحابة التي اخذوها ذريعة في تعريض كل من يقدم على ذلك حسب وجهة نظرهم من الشيعة تقديمه للمحاكمة .والكل يذكر المحاكمة الاخيرة للسيد محمد باقر الفالي وكيف الله عز وجل فضحهم ، واليوم قرات خبر في جريدة الوطن الكويتية مفاده محاكمة مدير تحرير صحيفة وصحفي كاتب مقال اتهم فيه بسب الصحابة وتحديدا معاوية الا انهم لم يذكروا الاسماء ولكن طالما انه منشور في جريدة رسمية اذن هنالك دوافع وغايات لنشر هذا الخبر .وعلى غرار الكويت والعراق انظروا الى بقية دول العالم التي تعاني من ازمات كيف يكون الفكر الوهابي حاضر خذوا مثلا لبنان والسنيورة افعانستان وملا عمر والشيشان وباكستان والجزائر وفلسطين كل هذه الدول تعاني من الفكر الوهابي الا ان الدعم السعودي لازال موجود مما يعني لازال الفكر الوهابي له حضور في مجتماعتهم .