( بقلم : عمار العامري )
أن قضية اجتثاث البعث الصدامي لم تأتي عبثاً في موقف الشعب العراقي منها وان ورودها في الدستور الدائم جاءت بموافقة كافة شرائح المجتمع وطوائفه لإثبات الموقف أمام الأجيال والتاريخ بان هناك فئة باغية حكمت العراق لمدة 40 عام بقوة الدم والسلاح وخلفت ملايين القتلى ومثلها معاقين وآلاف المشردين والمهجرين.وان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ومنذ تأسيسه أعلن كفاحه المسلح ضد الصداميين وأعوانهم فكانت هناك صفحات مشرقة من هذا الجهاد سطرها سفر تاريخي تكللت بدك عروش الطاغية المقبور في أوج عظمته ونالت من قصوره وأولاده ما لم تحققه أي جهة عسكرية أو سياسية.
وبعد سقوط هذا النظام وتشكيل المحكمة الجنائية العليا لمحاكمة أزلام النظام وفعلا تحقق ذلك بتقديم كل الطواغيت لحبل المشتقة لينالوا جزائهم العادل ولم يبقى سوى الذكر الأسود لهم وان أقرار قانون اجتثاث البعث كان مشروع وطني طرحه العراقيين لمحوا ومسح كل اثأر ذلك النظام وإبادة كل تصورات وأمنيات زبانيته.
ولكن أن من أقيم على الحد ووضع اللثام على وجهه والحبل في عنقه لم يكن سوى جبروت اخذ الله منه الحق وليعلم الجميع أن هولاء لم يكونوا لوحدهم في الساحة لتدمير العراق وإبادة أهله في مقابر جماعية ومواد كيماوية وسجون ومعتقلات وتعذيب وترهيب ودمار ومجاعة أنما كانت لهم أيادي أذلها الله ليقف المجلس الأعلى مع القوى الوطنية السياسية بوجه عودة أزلام صدام ممن ساعدوه في تحقيق مأربه وذلك من خلال منعهم من العودة إلى مصادر القرار مع إن هناك محاولات لرجوعهم باسم (حزب العودة) ومكافحة وجودهم في الجهات التي تحاول مساعدتهم في التسلل إلى المناصب الفاعلة في الدولة وتحييد عملهم وفضح سرائرهم من خلال كشف تعاونهم في منظمات القاعدة الإرهابية ومحاولاتهم أرباك الوضع الأمني في العراق وإشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي وتعرية دخلهم ضمن المجاميع المسلحة والخارجة عن القانون والتي حاولت ولعدت مرات التخلخل في تحركات مشبوه لتقويض العملية السياسية.
فكانت كل واجهات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السياسية والإعلامية في صدارة كل الجهات الأخرى لفضح عودة الصداميين إلى الحكم في العراق ولكن تفاجئ الجميع في هذه الفترة من محاولات عودة الصداميين تحت غطاء المصالحة الوطنية والتي ترعاها واجهات حكومية متناسية دماء الشهداء والمجاهدين من المؤمنين والوطنيين وثكالى العراق من الأرامل وتضحيات الشباب التي أكلتها الأرض إحياء والبلاد التي نهبت ثرواته ودمرت أراضيه.
أن موقف المجلس الأعلى الرافض لعودة الصداميين بأي وجه أو وسيلة كانت والذي جاء على لسان السيد الحكيم ما هو ما ألا قناعة الشعب العراقي كافة محذراً من مخاطر هذه المصالحة التي تضر بالعراق ولا تنفعه ولم يرى منها أي وجه حق أمام الشعب العراقي أموات وإحياء فكان هذا الموقف أخر تحدي يدخل التاريخ بكل شرف ورفعة للجهة التي واجهة هذا النظام طيلة دهر من التاريخ.
https://telegram.me/buratha