بقلم الكوفــــــي
في الشهر الرابع من سنة 1982 عندما كنا في زنزانات الامن العامة وبالتحديد في زنزانة رقم 12 ، في كل يوم نستقبل مجموعة من الذين ينتهي التحقيق معهم في الشعبة الخامسة بعد ان يتعرضوا لابشع انواع التعذيب النفسي والجسدي ، سمعنا اصوات جلاوزة الامن العامة وهم يدخلون قاطع الزنزانات فعلمنا ان هناك وجبة جديدة وفعلا بعد لحظات فتحت باب زنزانتنا واذا بهم يركلون معتقلا فيقع على اكوام من اللحم لضيق المكان بالمعتقلين وكان حينها عددنا 32 في مساحة اثنان متر في اثنان ونصف المتر بعد ذلك قام جلاوزة النظام باغلاق الباب ، نظرت الى ذلك المعتقل ذو اللحية الطويلة والوجه النير والى ظهره فأذا به قطعة زرقاء من اثر التعذيب ويداه قد خلعت ،
اخذ يرمق الجميع بنظراته وكأنه في عالم غريب ( للتنويه كل معتقل جديد يتفاجىء بالمنظر لاصفرار وجوه المعتقلين وكثرتهم بسبب عدم تعرضهم لاشعة الشمس ) ، اخذنا نصبر عليه ، فسألنا بصوت ضعيف ( هل بينكم مدسوسين ) فأجبناه كلا فبكى وظننا انه يبكي من الم التعذيب ، قلنا له لاتبكي شدة وتزول انشاء الله ، فقال لنا هل تظنون انني ابكي على نفسي ، انما ابكي على سيدي ومولاي ( السيد محمد باقر الصدر واخته العلويه ) كيف عذبا على يد هؤلاء المجرمين الانجاس ، بعد ذلك تعرفنا على شخصيته فهو وكيل السيد محمد باقر الصدر ووكيل السيد ابو القاسم الخوئي قدس سرهما في مدينة الحلة ،
بعد ذلك قص علينا كيف اعترف على نفسه ، يقول بعد ان عجز الجلادين من اخذ الاعتراف مني اتوا بولدي الصغير وكان عمره اثنى عشر سنة وعلقوه اما عيني وعذبوه فلم ينفع ذلك حتى اتوا بزوجتي وقبل ان تتعرض للتعذيب قلت لهم اعترف لكم فتركوها ، بقى معنا فترة في الزنزانه حيث كنا نقوم بتشطيفه عند قضاء حاجته لانه مخلوع اليدين وكنت شخصيا اقوم باطعامه وايممه للصلاة وامسك له ورقة اثناء سجوده ليضع عليها جبهته وصلاته كانت من جلوس ، بقي على هذا الحال حتى ارسلوه الى محكمة الثورة الصورية سيئة الصيت وصدر قرار الاعدام بحقة واعدم ولا ادري هل سلم جثمانه الى اهله ام لا .
https://telegram.me/buratha