ميثم المبرقع
يبدو ان بعض السياسيين في العراق الجديد مولع بالتصريحات النارية التي تبدو منفعلة ومتعجلة وغير منضبطة او اطلاق الاتهامات للاستهلاك الداخلي دون ادنى شعور بتداعيات هذه التصريحات غير المسؤولة. سكوتنا عن الرد والتزامنا الحكمة فسر في اغلب الاحيان ضعفاً ونحن لم ينقصنا الرد على التصريحات التي تحمل ايحاءات وتلميحات تستهدفنا لكننا ايضاً لا نريد ان نفسر هذه التصريحات اكثر ما تحتمل او تتحمل ولسنا في سياق البحث عما في الصدور والنوايا لان ذلك لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فانه يعلم السر وما اخفى.من تلك التصريحات اللامسؤولة في نشوة تصاعد رصيد البعض الانتخابي هي الايحاء بان "نتائج انتخابات مجالس المحافظات اجهضت مشروع تقسيم العراق او ردعت اولئك الذين يحاولون تقسيم العراق"
اولاً لا يتبادر الى الاذهان والافهام السليمة من هذه التصريحات الا معنى ومقصود واحد وهو ان فوز هذا الطيف السياسي في بعض المحافظات هو الذي انقذ العراق من التقسيم والتجزئة وهذا مضحك للغاية ولا ندري من يريد تقسيم العراق ممن شارك في انتخابات مجالس المحافظات واذا كان المقصود الاخوة الكرد فهم ليسوا معنيين بهذه الانتخابات مطلقاً لانهم في اقليم فيدرالي ينعمون بخيرات وثروات العراق ويتطورون باستمرار.واما اذا كان المقصود من الساعين الى تقسيم العراق هم الصحوات او الاخوة في التوافق فهذا أيضاً لا يمكن ان نصدقه فلم نسمع يوماً رغبة هؤلاء في تقسيم العراق. ولم يبق احتمال سوى ان من يريد تقسيم العراق هو القوى الاسلامية الوطنية الشيعية وعلى رأسها المجلس الاعلى وهذا ليس مستبعداً فحسب بل مستحيل ولن يصدقه الا حاقد او حاسد.
لا نريد الرد القاسي على هؤلاء المتقولين ونتحفظ على الرد بالمثل وان هذه التصريحات لن تخدم الشراكة والوحدة الوطنية وليعلم هؤلاء بان استعارة خطاب الطائفية وبقايا البعث المنحل باتهام القوى الوطنية الاسلامية بمحاولة تقسيم العراق بمجرد تأكيدها على الاهتمام بالمحافظات التي عانت من تهميش واهمال النظام السابق هي محاولة بائسة وغير مجدية ونرجو ان لا نضطر الى كشف الاوراق لشعبنا لكي يعرف من كان يقف ضد محاولات انقاذ العراق وتحريره من البطش الصدامي. نأمل ان يكف هؤلاء من هذه التصريحات الباطلة وان يحترموا الاتفاقات والاخلاقيات والثوابت فاننا قد نصبر لكننا لن نستكين.
https://telegram.me/buratha