بقلم : سامي جواد كاظم
تجنب مدح اللئيم واقرأ بين السطور ولا تقع في فخ الطائفية وليس كل من يترك جله يترك كله فرب ضارة نافعة .هنالك بيعض الاطراف المتشددة في مصر ابدت قلقها من المد الشيعي في بلادها وهذا القلق ان كان منطقي فيجب العمل على ازالته من غير التهريج لان التهريج سيكون من صالح الطرف الاخر لا محالة وهذا ما جناه القرضاوي من دعواه المتكررة والمدفوعة الثمن من اجندة لم تعد خافية على الانسان البسيط .
في احدى الكتب للشيخ المغفور له محمد جواد مغنية ( من هنا وهناك ) كثب عن رحالة امريكي تجول في المنطفة العربية الا انه من المخابرات الامريكية تجول ليكتب عن البلدان التي يزورها ويوثق معلوماته ليقدمها الى الكونغرس والسي اي ايه فكانت حصة العراق من كتاب هذا الرحال 16 صفحة نصفها عن كربلاء والنجف فقط والنصف الاخر عن بقية محافظات العراق كلها . الاهتمام الامريكي بما يخص الشيعة ليس هو بغريب وها هو احدث تقرير لمعهد واشنطن يلتفت الى مصر ليدرس طبيعة الانتماء المذهبي فيها . عنوان المقال هو عنوان الخبر الذي نشرته الصحف الامريكية وحقيقة ان العنوان يجعلني اشعر بالارتياح لانني شيعي وهذا حقي وحق غير لو كان العكس ، ولكن ما ان اقرأ النص حتى اشعر بالخبث واللؤم الامريكي .
فقد نشرت مجلة «بوليسي ووتش» التي يصدرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى تقريرا تحت عنوان «ايران والاخوان المسلمون» في مصر: الجذور التاريخية والوضع الراهن «ان الاسلام الشيعي يمارس جاذبية لدى السنة المصريين أكبر من تلك التي يمارسها لدى السنة في الدول العربية الاخرى» مشيرا الى «ان ايران حافظت على علاقات غير رسمية مع الاخوان المسلمين طوال سنوات». وحذر المعهد من هذا التقارب بالقول «سيولد مستجدات خطيرة تؤثر في المصالح الامريكية في المنطقة».
هذا التقارب او هذا الاقبال من سنة مصر الى الشيعة ليس بالضرورة ان يستشيع السني فالكل سواء ولكن التقارب جاء من خلال اطلاع سنة مصر على حجم الاختلافات البسيطة التي لا تستوجب التنافر والطائفية ولكن هنالك مشايخ مثل القرضاوي وبعض مشايخ الازهر العاملين لاجندة خارج مصر وسيجرون مصر الى ويلات اذا ما بقي الحال كما هو عليه هذه المشايخ تخشى من هذا التودد لانها تريد العكس لما يضمرون في داخلهم الى الاسلام .وتمعنوا في عبارة العلاقات الغير رسمية بين الاخوان وايران الشيعية فانها تدل دلالة قطعية على التودد بينهما من جانب ومن جانب اخر عدم تشيع الاخوان حيث لهم مواقف اخرى لا تتفق والشيعة فالغير رسمية هي التقاء الافكار والرؤى في بعض المواقف والازمات التي يمر بها العالم الاسلامي
يوضح التقرير جانب تاريخي قديم وهو «ان مجتبى ميرلوحي المعروف بنواب صفوي هو رجل دين ايراني شاب اسس جماعة «فدائيي الاسلام» في مطلع الاربعينات وادى دورا اساسيا في ربط الاصولية الشيعية بالحركات الاصولية في البلدان الاخرى». وقال «على غرار الاباء المؤسسين للاحيائية الاسلامية في مصر، كانت جمعية انصار الاسلام تعتبر انه في سبيل التصدي للتفوق الغربي، ينبغي على المسلمين ان يضعوا الصراع الشيعي - السني جانبا، ويؤسسوا جبهة مسلمة واحدة».وكان نواب صفوي زار مصر والاردن للاجتماع بقادة الاخوان المسلمين بدعوة من سيد قطب العام 1954، وتحت تأثير هؤلاء انجذب اكثر للقضية الفلسطينية.اذن مكمن الخطورة التي اشار اليها التقرير والتي تهدد المصالح الامريكية هو التقارب واليوم نرى هؤلاء المدفوعي الثمن سواء من السنة او الشيعة يعملون على تفرقة الاسلام وهم مفضوحون امام الملأ .
https://telegram.me/buratha