بقلم : ابن الحي
بعد ان تفجرت الانتفاضة في مدينة الحي في الساعة الثالثة من عصر يوم الرابع عشر من شعبان من عام 1991 وانتقال شرارة الانتفاضة الى مدن اخرى , لم اكن موجودا في هذه المدينة لاني كنت مسافرا الى كربلاء المقدسة لاداء الزيارة الشعبانية للامام ابي عبد الله الحسين ( ع ) , وقد عدت الى مدينتي في الساعة الخامسة من عصر يوم الخامس عشر من شعبان , رأيت الجيش العراقي قد دخل المدينة وفتك بالناس قتلا وترويعا واعتقالات وبمجرد ان دخلت المدينة اخبرني بعض الاصدقاء بأن اخي جرح اثناء الهجوم على الشعبة الحزبية والان هو راقد في المستشفى واخبرني بأن اسرع الى المستشفى واخراجه منها لان قوات الجيش ستعتقل كل الجرحى وربما اعدامهم .
توجهت مباشرة الى بيت جدي للتأكد من ذلك , واثناء طريقي الى بيت جدي اتخفى مرة واركض مره , رأيت بعثي اسمه عقيل كاظم يراد وقد مسك زوجة ( م خ ) من ( شيلتهه ) وقد نزعها من على رأسها وربط بها رقبتها وظل يسحبها بعنف , والمسكينة تسقط مرة وتقوم اخرى والنذل يضربها على رأسها بأخمس بندقيته وهي تصيح وتستغيث وتقسم بأبي الفضل العباس بأنها لم ( تزغرط ) تهلهل اثناء المظاهرة .
ورأيت ايضا بعثي اخر اسمه ( محمد اليا....) يسحب بأمرأءة شابة محجبة من جدائلها بعد ان نزع حجابها وربط به يديها ويركض بسرعة والمسكينة لا تستطيع الركض بسرعته فسقطت عدة مرات وهي تستغيث وتصيح ( حيهم النشامه , حي ي ي ي ي هم ) . (وقد اعدمت هذه المرأة ولم ترجع الى اهلها ) وبعد ان خلا الشارع ركضت بأقسى سرعة للوصول الى بيت جدي وفعلا وصلت واخبرتني عمتي بأن الامر صحيح ويجب علي ان اذهب الى المستشفى واحاول اخلص اخي الجريح من الاعتقال , فذهبت مسرعا بأتجاه المستشفى بعد ان حلقت لحيتي وارتديت الملابس العسكرية وعلى مقربة من المستشفى رأيت مجموعة من الرفاق الحزبيين يدلُون قوات الجيش على من شارك في الانتفاضة من الجرحى لاجل اعتقالهم , ورأيت الرفيق ابو مهند الذي لااتذكر اسمه ممسك برجل اخرس من اهالي الحي يناهز السبعين من عمره ( يضربة بوكس على وجهه ويقول له ...اليوم الا اخليك تحجي ) ولا اعرف سبب امساكه .
لم افلح برؤية اخي الراقد في المستشفى رجعت الى بيت في اطراف الحي كنت قد اتفقت مع عائلتي اللجوء اليه الى ان تهدئ الامور , وفي اليوم التالي ذهبت عمتي وجدتي الى المستشفى وتنكرتا بلباس العاملات في المستشفى ودخلن المستشفى وقامتا بتهريب مجموعة من الجرحى بدعوى انهم متوفين فتنقلا الجرحى بعد ان يغطين وجهه بشرشف السرير الى ثلاجات الموتى ومن هناك يهرب الجرحى من الباب الخلفي للمستشفى , واخبرتني عمتي بأن هناك ثلاث جرحى تم اعدامهم في المستشفى بعد ان ادل عليهم الرفاق البعثيين وذكرت لي اسماءهم وايضا اخبرتني بأعتقال الدكتور فيروز وقد شاهدت الرفاق البعثيين يضربونه بالعصي واخمس البنادق ( علما اني رأيت الدكتور فيروز قبل اعدامة في سجن الرضوانية ) واخبرني بأن ( فلان وفلان ) البعثيين قد شهدوا عليه في المحكمة .
بعد ان تخلص اخي من الاعتقال وانكشاف امر عمتى وجدتي امر البعثي اللعين ( ...النومان ) بجائزة لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجود عمتي وجدتي ( بعدها تم انهاء موضوع اعتقالهن بكيلوين من الحلي الذهبية ) دفعت رشوة . واما اخي بعد ان تم تخليصة من الاعتقال هربنا به الى بغداد الا انه وللاسف تم اعتقالنا انا واخي الجريح واربعة من اخواني وخالتي وبنت خالتي وعمتي واخواتي الاثنين وبعد ان صدر العفو خرجنا جميعا الا اخي الجريح حيث جاء الى المحكمة البعثي عقيل كاظم يراد وشهد عليه وبسبب هذه الشهادة حكم عليه بالمؤبد ( علما ان اقاربي ذهبوا اليه وتوسلوا به واعطوه رشوة 125 مثقال ذهب لاجل ان لايدلي بشهادته ضد اخي الا انه اخذ الرشوة ولم يفي )
واما مشاهداتي في سجن الرضوانية فسأسجلها في حلقة اخرى انشاء الله , حيث فيها مشاهداتي لبنت صدام زوجة صدام كامل التي كانت تزور سجن الرضوانية للتدرب على الرماية . وايضا لقائي بصدام كامل عندما وتحقيقه معي وشخص اخر اسمه ( ع ن ) وايضا الاسير الكويتي ...واشياء اخرى .
https://telegram.me/buratha