( بقلم : ابو باقر الموسوي )
شهد العراق تطور أمني خلال الفترة التي سبقت فترة الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات وقد كان لهذا الوضع الأثر الكبير على نتائج الانتخابات . وما أن انتهت الانتخابات حتى ساء الوضع الأمني ولا نعرف الأسباب هل أن العلاقة بين الانتخابات والوضع الأمني علاقة طردية أم هي علاقة عكسية , وهل أن أرواح العباد رخيصة إلى هذا الحد الذي يكون فيه الدفاع عنهم من أجل تحقيق مكاسب لا لأهمية حياتهم وما أن تنتهي هذه الضرورة وتتحقق المصالح حتى يترك الحبل على الغارب ومثل حكومتنا الموقرة في هذا الجانب كمثل من ( صلى وصام من أجل يقضى عمله فلما قضي عمله لا صام ولا صلى ) وأن كل الذرائع التي يتذرع بها السيد وزير الداخلية مردودة عليه حيث أن الأحزمة الناسفة وغيرها من وسائل الإرهاب تكثر في حال ضعف المتابعة وإهمال الوضع الأمني والانشغال بتحصيل مكاسب سياسية الأمر الذي يعطي الضوء الأخضر لهذه الجراثيم من الظهور وإراقة الدماء وإلحاق الدمار بالبلاد .
والذي يؤلم المتتبع للوضع الأمني والسياسي في العراق بكل صراحة هو عدم وجود بشائر خير في المستقبل الذي تحاك خيوطه في ظلام , فكل الخطوات الأخيرة للحكومة تنبئ بعودة القتلة والمجرمين إلى مركز القرار فدعوات السيد المالكي للبعثيين وأعوان النظام الصدامي وتعويضهم عن الرواتب والمستحقات التي فاتهم استلامها وكأنهم مظلومين ومحرومين من قبل الأحزاب الإسلامية وكان الأحزاب الإسلامية التي لا يأبه المالكي من اعتراضها على قراره هي الظالمة وهي التي كانت تسفك الدماء وجعلت أرض العراق عبارة عن سجن كبير ومقابر جماعية مازال أكثرها لم يكشف بعد !!!
والى الآن لم تعطى المبررات الحقيقية وراء هذه القرارات الخطيرة والتي لا يمكن لأي شخص ومهما كانت مكانته أن ينفرد في البت فيها وتحت أي ذريعة والمبرر الوحيد الذي يراه المتتبع هو اتجاه حكومتنا نحو البعث من ناحية والعلمانية من ناحية أخرى وترفعها عن هويتها المذهبية والإسلامية ظناً منها بأن هذه هي الديمقراطية وهذا هو الانفتاح ولكن نقولها وبكل ثقة أن الذي يرتدي ثوباً غير ثوبه فسوف يخذل ولن يكون له في العراق من مكان والصبح لناظره قريب ...
https://telegram.me/buratha