المقالات

مولد النور


احمد عبد الرحمن

كانت ذكرى الولادة النبوية المباركة ، فرصة للعراقيين على اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم المذهبية والطائفية للتعبير عن وحدتهم وتلاحمهم وانسجامهم .فقد شهدت مختلف المحافظات والمدن العراقية احتفالات جماهيرية واسعة بهذه المناسبة المباركة ، حيث تميزت تلك الاحتفالات في هذا العام بأنها جرت وسط اجواء غير مسبوقة من الحرية والامان والانفتاح الذي لم يعهده العراقيون منذ عقود من الزمن.والملفت ان الشعارات والمظاهر التي سادت في الاحتفالات والمسيرات اشرت الى حقيقة مهمة ، الا وهي ان العراقيين ، وخلافا للتصورات والتحليلات التي يطرحها البعض بأنهم غير متحدين على الصعيد المذهبي وتحكمهم نزعات طائفية ضيقة ، اثبتوا مرة اخرى ان السياسيات الطائفية المقيتة التي انتهجها النظام البائد لبث الفرقة في صفوفهم لم تجد نفعا وباءت كلها بالفشل الذريع .وقد كان شعار (نعم نعم للاسلام ) هو الشعار الابرز الذي ردده العراقيون على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والطائفية، وقد عبر عدد من الشخصيات الدينية والسياسية ومجاميع من العراقيين الذين شاركوا في مسيرات واحتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف عن اراء وتصورات ورؤى متطابقة حول الاسلوب الامثل للتعايش بين كافة ابناء الشعب العراقي من الشيعة والسنة والعرب والاكراد والتركمان والمسيحيين وغيرهم ، هو احترام الخصوصيات الدينية والمذهبية والقومية لكل فئة وعدم التجاوز عليها تحت أي مبرر من المبررات ، مثلما كان يفعل النظام البائد ، حينما كان يستخدم مبدأ (فرق تسد) في تعامله مع العراقيين .وارتباطا بذلك يؤكدون ان الالتزام بالقيم والمثل الاسلامية النبيلة التي جاء بها الرسول الاكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يعد المحور والمرتكز الرئيسي والاساسي لترسيخ حالة التعايش والانسجام بين الجميع . وخلاف ذلك فأن النزعات الضيقة والحسابات المصلحية الخاصة لكل طرف التي تبقى تتحكم في توجيه الامور بأتجاهات خاطئة ، تفضي بالنهاية الى افراز نتائج سلبية خطيرة تلقي بظلالها على الجميع دون استثناء .ولاشك انه لمن المفرح الى حد كبير ان يكون خطاب ابناء السنة ، وابناء الشيعة ، سيما النخب المثقفة منهم خطابا واحدا في مضامينه ومفرداته ومفاهيمه ، ويعكس حالة من الوعي والفهم والادراك لما ينبغي ان تكون عليه الامور ، والحرص على بناء عراق يسوده الوئام والحب والتأخي والثقة .وانه لمن المفرح ايضا ان يهتف الجميع بصوت واحد للوحدة والوئام الوطني.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك