عمار العامري
بعد أن وضعت الانتخابات أوزارها ولم يبقى سوى اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب أمل العراقيون في تغير الأمور ومن اجل ذلك اختاروا ممثليهم في مجالس المحافظات ولكن ما حصل هو أن القائمة التي حصلت على أعلى المقاعد طرحت نظرية (المحافظ المستقل) هذا الموضوع الذي لاقى التأييد والمعارضة ألا إن المؤيدين يعتمدون على نص قانون مجالس المحافظات والذي يشير على اختيار المحافظ من خارج المجلس في حالة عدم وجود المؤهلين لهذا المنصب من بين الفائزين وما أثار استغراب المتابعين لهذا الموقف هو أن كل المحافظات سوف تطبق فيها هذه النظرية حتى أصبحنا أمام مفترق ذو أمرين.
الأمر الأول هو الاستحقاق الانتخابي حيث اختار أبناء كربلاء يوسف الحبوبي لتولي منصب المحافظ وبذلك قد حصل على أكثر من 34 ألف صوت أي ما يعادل 13% من أصوات محافظة كربلاء ألا أن التحالفات السياسية بين بعض القوائم الفائزة عكرة صفوت الأمل وأصبحوا إمام نظرية (المحافظ المستقل) ليعيشوا أربع سنوات جديدة تحت التجربة التي سبقوا وان عاشوا تجربة (كثرة الأقوال وقلة الأفعال) مع أن محافظة كربلاء وذات قدسية دينية ويتوافد إليها الملايين من الزوار سنوياً ونظرنا لهذه الأهمية إلا أنها لم تحصل على نصيبها الحقيقي من الأعمار والبناء.
الأمر الثاني هو أصحاب الكفاءة والذين نالوا باستحقاق مقاعد في مجالس المحافظات والذين ثبتت كفاءتهم ونزاهتهم بأعمار وبناء العراق حيث اثبت عزيز كاظم علوان وعبد الحسين عبطان وحامد الخضري وسالم صالح المسلماوي والدكتور صابر العيساوي بكل جدارة ما يسعون من اجله وهو أعمار المحافظات التي تولوا مهامها التنفيذية وهناك قلة نوعية بشهادة الجميع ولديهم الاستعداد لإكمال من بدءوا من مشاريع إستراتيجية رغم ذلك لم تتطرق الجهات التي تسعى لعقد تحالفات لنيل المناصب التنفيذية في محافظات للاستعانة بكفاءاتهم أو على اقل التقدير إكمال ما أسس له وتعتبر هذه المؤشرات التي سوف تؤخذ على الكتل المتحالفة خصوصاً وان احد رؤساء القوائم الفائزة بأغلبية في إحدى المحافظات صرح وبدون دبلوماسية أن قائمته مستعدة أن تشكل حكومة محلية من غير الاستعانة بأحد وكأنما القضية ذو إبعاد كيدية.
وتبقى نظرية المحافظين المستقلين تثير التساؤلات وإمامنا جوابين لهذا السؤال الجواب الأول هو أن طرح هكذا رأي من القائمة الأساسية وحلفاءها يعني أن الشخص الذي يتولى منصب المحافظ في أي محافظة سوف يتحمل أعباء فشله في حالة إخفاقه في عمله وتتحمل القوائم المتحالفة جميعاً سبب اختياره أي يضيع دم العراقيين وهدر أموالهم بين (القبائل) القوائم المتحالفة. والجواب الثاني في حالة نجاح هذا الشخص (المحافظ) في عمله في أي محافظة سوف تتبناه القائمة الأساسية وتعتبره جزء منها أي يكون (الابن المدلل لها) ويبقى العراق حقل للتجارب.
https://telegram.me/buratha