( بقلم : ناهدة التميمي )
من يريد التحرك ضمن قيم سليمة لتاسيس مجتمع ما.. كيف يمكن له ان يحول المجرم والجلاد الى طرف سياسي يجلس الى طاولة المفاوضات ويقرر مستقبل الناس الذين ذاقوا عذابه .. وكيف يمكن بغمزة عين ان تتحول الواجهات الاعلامية للارهاب من امثال نبيل الجنابي وزمرته الى شركاء يناقشون مستقبل العراق ويستقبلون بحفاوة بعد ان كانوا وعلى مدى خمس سنوات او اكثر يحرضون على الارهاب ويستضيفون كل حاقد على هذا الشعب المسكين ويسمون الشرطة والجيش بالحرس الوثني ويحثون على قتلهم.. وهم من طبل لمسرحية صابرين وغاز الكلورين وحرضوا على نسف بيوت الامنين باعطاء شفرات للارهابيين ان البيت الفلاني في المنطقة الفلانية فيه جواسيس وعملاء وتنسف البيوت على اهلها ظلما وعدوانا .. كيف اصبح من كان يسمي الحكومة منذ السقوط الى عهد قريب بحكومة الخضران والمعني بها هنا جمع الحمار اصبح مرحبا به ليكون شريكا في العملية السياسية وليتسلط على رقاب المذبوحين والمكتوين بنار ارهابه وتمذهبه وطائفيته..
فقد قرات مقالا على احدى المواقع لنبيل الجنابي وهو يذكر ان دولة رئيس الوزراء استقبله ومن معه بحفاوة وتكريم ودعاه الى المشاركة في بناء العراق .. وانا لست ضد المصالحة ولاضد عودة الضباط ولا ضد عودة حتى البعثيين ولست ضد المالكي اذ اني وفي اكثر من لقاء على الفيحاء دافعت وبشدة عن طروحاته .. ولكننا بحاجة الى مبررات لاشراك الحاقدين والذين تلطخت ايديهم فعلا بدماء العراقيين من خلال التحريض والدعم المطلق للارهاب .. كيف سنرمم بمثل هؤلاء العملية السياسية وماهم الا خلايا سرطانية عصية على الشفاء .
هل هو البحث عن نشوة الانتصار .. ولكن النصر لايكتب بادوات ملوثة لانه قيمة عليا لشعب مظلوم حاول البعض ان يدوس عليه ببساطيله ويخنق كلمته ويغمي عيونه .. ولايمكن لادوات الهزيمة من امثال هؤلاء ان يصنعوا النصر . هؤلاء قاتلوا ضد قيم العدالة والانسانية وروجوا للفكر المنحرف ويتحركون برشاقة الذئب ليغيروا مواقعهم من خندق الى اخر حسب مصالحهم ولكنهم عندما تسنح لهم الفرصة سينقضون على من اتى بهم دون رحمة ..
الم يكن الركابي الذي استقبله المالكي مؤخرا صاحب مشروع المصالحة مع صدام كيف يصنع مستقبل البلد بهكذا اطراف مبتورة اوغلت في دماء العراقيين .. عندما سحقتم المساكين والفقراء من الخط الصدري تطبيقا لقانونكم .. قلنا انه يصول على المتمردين والعابثين منهم ولكن اذا كان قانونكم قد سمح لكم بسحق هؤلاء لانه ليس وراءهم اموال اعراب ولامخابرات بعثية ولاضغوط اقليمية ... وتحاولون وبكل مااوتيتم من قوة,, التصالح مع القتلة وواجهات الارهاب وباسم القانون ايضا .. فان قانونكم هذا مثلوم ومهتريء لانه لايتحرك الا على الضعفاء والمساكين وابناء الشهداء ولن يصمد طويلا لانه ليس لديه القدرة على الصمود وسينهار على رؤوس من في المعبد لانه مائل ومختل القيم ..
نحتاج الى تفسير لما يجري والا سنبقى دمى تحركها الاجندات السياسية ,, وسنبقى في هذه الدوامة لان الاجندات يامكثرها في عراقنا الجديد .. نحتاج الى تفسير كي نتحرك معكم .. لان هذا الصوت واعني به كل من دافع عن التغيير وتامل به خيرا سيتحول الى دبابيس تقض مضاجعكم وتوخز ضمائركم .. مئات الالاف من الدولارات تصرف على مؤتمرات المصالحة الهزيلة .. اين هذه من حقوق الارامل والمعوزين والمشردين وضحايا الاعدامات البعثية وذوي الشهداء .. اليس لهم نصيب في مثل هذه الاموال .
هذه القيم ليست قادرة على بناء حتى عصابة مافيا .. لان المافيا وببساطة لديها شيء من العرف تاسس عليه طريقها حتى ولو بشعارات زائفة .. سمعت احد مستشاري المالكي يقول البعثيون لديهم من المؤهلات مايكفي لبناء الوطن .. عجيب هل المؤهلات فقط عندهم وليست عند غيرهم .. اين ذهب المناضلون ممن دافع ووضع روحه على كفه قبل سقوط النظام مثل الاستاذ محمد الخضري وكريم بدر وفائق الشيخ علي وتوفيق الياسري وغيرهم كثير .. لماذا طواهم النسيان وربما يعيشون الضنك المادي والمعنوي لانهم هياؤوا للتغير ثم كان نصيبهم الجحود ... ولكل نظام رجالاته ومضحيه وصانعيه .. الايستحق هؤلاء الاهتمام جيفارا اصبح رمزا للحرية وصورة للانتماء الانساني عند كل شعوب الارض لانه ثبت على المبدا ولم يتهاون ومات في سبيله ..
فهل تريدون بهذا التصالح المتهالك ان تغسلوا وجوه القتلة وايديهم من دماء الشهداء .. انها لمهمة ضنكى عصية على التعليق والتصديق .. وعصية على الشرفاء .. لان الجريمة لاتسود الا عندما تقتل القيم ... والمفاهيم السوداء والفساد لاتتحرك وتنشط الا عندما يسود اللاعدل .. نحتاج الى من يتصدى لها والا سيهدم الصرح كله على من بداخله .. من سينتخبكم ان اهملتم حقوق الارامل والشهداء والايتام ومنحتوها هبات للقتلة .. هؤلاء غير قادرين على اخراج مظاهرة بعشرة انفار .. وحتى ان انتخبوكم عندها سيكون الكرسي ملوث بالدماء وهو مساحة يجب ان تبقى نظيفة وعادلة
https://telegram.me/buratha