المقالات

دوائر الأمن تحت مطرقة البرلمان


( بقلم : احمد حبيب السماوي )

كثيرا ما نسمع هذه الأيام وخصوصا من داخل جدران وأروقة البرلمان تصريحات رنانة اعتدناها من بعض أعضاءه الذين يريدوا إثبات إن الـ (30 ) مليون التي يتقاضونها شهريا ما هي إلا ثمار الجهد الجهيد الذي يقومون به في خدمة هذا الشعب الذي لطالما تباكى عليه كل من يريد تجديد منصبه او ترشيح نفسه لمنصب جديد , حيث تصل بعض تصريحاتهم إلى إلغاء بعض الدوائر وتعطيل المؤسسات الحكومية وتسريح موظفيها بحجة إنها غير دستورية ومشكلة بقرارات سلطة الائتلاف او رئاسة الحكومة متناسين إن بعض من هذه القرارات نافذة إلى يومنا هذا حسب الدستور العراقي ولا يمكن إلغاءها إلا بقرار من مجلس النواب وبالتصويت وليس بالتدافع امام شاشات التلفاز 0

أنا لا اخفي إن من الضروري متابعة كل دوائر الدولة ومراقبة طريقة أداءها وعلمها ونتاجها أيضا وخصوصا من اللجان المشكلة في البرلمان حيث من المفترض إن كل لجنة وحسب اختصاصها تقوم بمراقبة نظيرتها من الوزارات في ما إذا كانت تقوم بواجباتها أم لا و محاسبتها على أداءها حتى تصل الحالة إلى استدعاء وزيرها واستجوابه بالبرلمان وهذا ما يحدث في اغلب الدول الديمقراطية .

إلا إننا اليوم لا نقوم بدورنا كوننا أعضاء برلمان ومحاسبة المقصرين من المسؤولين وإنما نقوم بالمزايدات السياسية بغية الحصول إلى بعض المكاسب الشخصية او الحزبية غير مهتمين للمتطلبات الحقيقية التي يحتاجها الوضع الراهن بالعراق بشكل عام والوضع الأمني بشكل خاص , خصوصا عندما يتعرضون لبعض المؤسسات والدوائر الأمنية , فما يحدث في هذه الأيام شيء غريب فالتصريحات تتهافت على هذه المؤسسات من كل الجهات حتى تصل إن بعض الأعضاء ينسى انه في لجنة لا تختص بأمور الميزانية وتجده يدلي بأقوال ضد احد هذه المؤسسات وضد ميزانيتها التي تطلبها , فمنهم من يظهر كل يوم على شاشات التلفاز وينادي بأعلى صوته ويقول إن الدائرة الفلانية مشكلة من بريمر وغير دستورية ويجب تخفيض ميزانيتها إلى الصفر وبمعنى أخر إلغاءها وتسريح موظفيها وقطع أرزاقهم وعوائلهم بسبب أن مؤسستهم غير دستورية ولاتنسجم مع هوى وطروحات وأفكار حضرت النائب المحترم 0

على الأغلب إن هذه التصريحات التي تصدر بين الحين والأخر وعلى بعض المؤسسات الأمنية ما هي إلا ( وحسب اعتقادي ) أوراق ضغط توجه إلى الحكومة العراقية والى المالكي شخصيا لاتخاذ بعض الأمور ولصالح بعض الأطراف التي تجدها تدفع ممثليها في البرلمان لخلق أزمات سياسية تحل عن طريق الصفقات السياسية ( انطيني فلان شي واسكت عن فلان شي ) !!!! ....

أخيرا أقول إلى كل المسؤولين العراقيين إن الشعب العراقي في انتظار تقليل البطالة لا إلغاء بعض مؤسساته وتسريح موظفيها وإذا كان مسؤولي هذه المؤسسات هم المقصودين من تصريحاتكم فهذا أسلوب رخيص أرجو ان تكفوا عنه , وحاولوا أن تنفذوا ما كتبتموه على قوائمكم قبيل انتخابكم لا أن تتصارعوا في ما بينكم .

احمد حبيب السماوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي عبدالامير غافل
2009-03-13
كما قلنا ان البعث ليس حزباً بل مؤسسة ادارة العراق لفترة 40 عاماً ولا زالت تديره على هواها وليس كما تريد احزاب المعارضة التي ومع الاسف الشديد تتصور انها تحكم وتدير العراق بل في نظري انها لازالت قوى معارضة لان الدولة والحكم لازال بيد المفسدين. من هم البعثيون هم اول المستفيدين واخر المضحين هذا هو شعار البعثي المضحك.اذن لنرى على من ينطبق هذا الشعار الان ونعرف منه ان البعث لازال يحكم .ارملة تعيل 5 اطفال قتل زوجها بانفجار تنتظر من الخامسة فجراً الى منتصف الظهر لتستلم المعونة الاجتماعية 90 الف دينار.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك